للمدافعين عن “الوفاق” بقولهم إن بها صقوراً وحمائم، وإنها ائتلاف من 5 تيارات، وإن بها من يجنح للسلم، وإنها ليست الجهة المسؤولة عن الإرهاب وعنف الشارع، بل هم جماعة “حق” و«وفاء” و«خلاص” و«14 فبراير”، نقول، إنه لولا الغطاء الدولي والدعم الدولي الذي وفرته الوفاق “للإرهاب” لما حظي ذلك الإرهاب بتلك الحماية ولا تمكن أن يعيث في أرضنا فساداً دون رادع، وإنه لولا “الوفاق” لما منحت الجماعات الإرهابية فرصة البقاء في الشارع يوماً واحداً دون عقاب، بل لحظي العقاب بدعم دولي، يؤازر ويساند السلطات البحرينية في القيام بواجبها لحماية أمن المواطنين والمقيمين.
«الوفاق” هي التي شملت الإرهابيين تحت مظلتها، وضمتهم لها، فلم يخطف أحد قرار “الوفاق”، وهذه أكبر حماقاتها، فإن عادت بنا الذاكرة قليلاً إلى ديسمبر 2010 فسنرى أن “الوفاق” تبرأت من بيانات ما يسمى بـ “14 فبراير” وأكدت أنها لا تمثلها، وكانت “الوفاق” تستعد بحزمة مشاريع للفصل التشريعي الثالث، بعد أن فازت قائمتها بالكامل، “الوفاق” باعت كل تلك المكاسب ورمت بنفسها في حضن الجماعات الإرهابية، ومنحتهم كل الدعم، والأهم منحتهم الغطاء والحماية الدولية، بالتحدث باسمهم وبالدفاع عنهم، وبالتغطية على إرهابهم وتضليل الرأي العام، وهي تعرف وترى بأم عينها جرائمهم واعتداءهم على أرواح الناس وممتلكاتهم، وتعريض أمنهم للخطر، ومع ذلك وقف صقور “الوفاق” خاصة أصحاب العمائم مؤازرين لهم، مساندين لهم، ووقف حمائم “الوفاق” مكتوفي الأيدي تجاه هذه الأخطاء عاجزين عن تغيير الموقف.
الدعم الدولي لمتسببي الأحداث في البحرين جاء بفضل شبكة العلاقات الدولية الوفاقية، فالمنظمات ودوائر صنع القرار في الدول الأجنبية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعرف أعضاء “الوفاق”، ولم تتعامل مع عبدالوهاب حسين أو مشيمع أو الشايب أو حتى الشهابي، إنما بالمقابل يجب على “الوفاق” أن تعرف أن معاناة شعب البحرين من تهاون الدولة مع الإرهابيين بسبب هذا الدعم والغطاء الدولي، وبالتالي كان لها الدور الأكبر في معاناتهم.
اليوم “الوفاق” في أكبر ورطة، بعد أن أحرقت جميع مراكبها على الجانبين، الغطاء الدولي يقودها للعودة للمؤسسات التي طلقتها بالثلاث، ويفرض عليها الجلوس والتوافق مع المجتمع البحريني، لكن المجتمع البحريني يرفض عودتها وحتى الجلوس معها لأنه طلقها بالثلاث.
فإن عادت لعقر دارها منكسرة من رفض البحرينيين لها، وجدت الجماعات الإرهابية تلف شباكها حول رقبتها، فلا هي التي تتركها تتصرف ولا هي التي تحقق مكاسب على الأرض، ولو امتلكت هذه الجماعات الإرهابية ذرة من الذكاء لتركت للوفاق قيادتها وصمتت قبل أن يرفع الغطاء الدولي مظلته تماماً عن الوفاق.
قيادة الجماعات الإرهابية الآن تنعم إما في لبنان تحت كنف “حزب الله” ورعايته، وإما في لندن تحت كنف إيران ورعايتها وأبناؤهم مرفهون مدللون، في حين يلقون بأبناء القرى للسجون، ولمواجهة الأمن مقابل 5 دنانير “للطلعه” الواحدة! فيفقدون مستقبلهم وأحياناً أرواحهم مقابل هذه الخمسة دنانير، وأبناء الإرهابيين ينعمون “ببراد” لندن وبيروت ونصيبهم من الخمس أكبر.
كل هذه المعلومات تعرفها “الوفاق” وتتستر عليها، وتقف عاجزة عن إدارة اللعبة، وكلما حاولت أخذ زمام المبادرة عاجلتها جماعة إيران بهجوم مكثف وقصف إعلامي، لا يترك لها مجالاً للمناورة، فتعود طائعة راضخة ذليلة للكنف الإيراني الإرهابي، ابحثوا عن أسماء حاولت أن تخرج عن الطوق، فلن تجدوها فقد توارت عن الأنظار بعد أن عجزت عن المبادرة.
لقد قلناها أكثر من مرة، القيادة تحتاج لذكاء، تحتاج لمهارات، تحتاج لخبرة، تحتاج أن تكون مطلعة على المعطيات الواقعية، لا الغيبية، كي تعرف كيف ترسم خططها، وتتخذ قراراتها، وكل هذه الأدوات تنزع شيئاً فشيئاً عن “الوفاق” ويوضع الأمر لغير أهله.
الحمد لله والمنة، فقد بدأ الغطاء الدولي ينزع عن “الوفاق” رويداً رويداً، على الرغم من أن رئيسها يحاول أن يخدر جماهيره بقصة “المجتمع الدولي” الذي يتفق معهم، فكلما منوا بهزيمة جمع صحبه، وقال لهم لا تحزنوا “فالمجتمع الدولي” متفق معنا!!
و«الوفاق” تعرف أنها لن تتمكن من التستر والتغطية على الإرهاب إلى ما لا نهاية، وقريباً سينتهي المطاف إلى أن ترفع “الوفاق” يدها عن الكل وتتوارى هي عن الأنظار وتترك الإرهابيين يواجهون العالم بأسره، فالمجتمع البحريني شيعتهم وسنتهم ضدهم، والمجتمع الخليجي والعربي والدولي كله ضدهم، فلا أحد يقف مع الإرهاب.
حين خرجت الوفاق من المجلس النيابي كنا أول الناصحين لها بالتراجع عن هذه الخطوة الحمقاء، ومؤخراً علمنا أن أعمامهم الأمريكيين كان لهم نفس التعليق، وقالوا لهم إن خروجكم من المجلس النيابي خطوة حمقاء، ومن بعدها توالت الحماقات وتوالت الخسائر، اليوم تتحمل “الوفاق” نتيجة قراراتها الخاطئة التي ارتكبها أعضاء راشدون -وعلى خبرنا- ليس بينهم من رفع عنه القلم!