حماقتان ترتكبهما «الوفاق» بعد أن تفاقمت خسائرها وهزائمها، الأولى هي السعي لتعطيل الدولة بعدم الاعتراف لا بقانون التجمعات ولا بقانون الجمعيات، والثانية باستعداء الناس وشحنهم ضدها بتعطيل مصالحهم.
فبإصرارها على التجمع في قلب العاصمة، هي لا تسعى لممارسة حقوقها الدستورية بالتعبير أو التجمع، فذلك مسموح ومرخص به، وقد تمتعت به «الوفاق» كمؤسسة مدنية أكثر من أي مؤسسة أخرى في الدولة، إذ أقامت أكثر من 88 تجمعاً ومسيرة قانونية هذا العام، بمعدل 8 مسيرات وتجمعات في الشهر الواحد، وهو عدد لا يمكن أن يكون إلا في دولة ديمقراطية تكفل حق التعبير وحق التجمع، إنه دليل يقدم لكل من سيتكلم عن حق التعبير وحق التجمع خاصة «المجتمع الدولي»، إنما حين رأت أن ذلك لم يحقق أهدافها وأن 600 تجمع غير قانوني أيضاً قوبل بالحزم من السلطات الأمنية لم تحقق أهدافها أيضاً أسقط في يدها، فلم تجد طريقاً غير الانتحار، فقررت أن تسعى إلى تعطيل الدولة.
الدعوة لـ 88 مسيرة وتجمع قانوني خلال 8 شهور عمل استنزافي، وسيف ذو حدين، تسبب في نفور وتناقص عدد المدعويين وأضر بـ «الوفاق»، فلم ينجحوا في تحقيق أهدافها، فلم تخرج الناس عن بكرة أبيهم كما توقعت، وكما توهمت، وحين رأت أن دعواتها المستميتة وتغريداتها المحمومة والهستيرية للمسيرات التي تسميها «الحاشدة» لم ينتج عنها سوى خروج بضعة آلاف، لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، في حال كان التجمع قانونياً، وبضع عشرات أو مئات في أحسن الأحوال إن كان التجمع غير قانوني، جن جنونها. «يضحكوني لما يصورون لقطات ويكتشفون أن العدد هزيل لا يزيد عن بضع عشرات فيكتبون كلمة «جانب» من المسيرة»!!
وحين علمت «الوفاق» وتيقنت بعد تكرار تجربتها أن شعبيتها في تراجع، وأن ما تهتف به لا يلقى صدىً شعبياً، بل أن رموزها أصبحوا عرضة للسب والشتم والتسقيط بفضل «ثقافة» التعبير التي نشرتها، ما عادت المسيرات والتجمعات وسائل مجدية، فتلك وسائل بدأت تضرها، فقد كشفت حجم تراجعها وضعفها وهزالة تمثيلها أمام أسيادها، أي أمام «المجتمع الدولي»، اليوم هي أمام خيارين إما الانزواء والابتعاد عن المسرح السياسي، أو الانتحار السياسي وذلك بحرق البلد بمن فيها!
اختيار العاصمة ليس هدفه التجمع، وليس هدفه التعبير، بل هدفه امتحان وجود الدولة، امتحان القدرة على تعطيل الدولة وشلها أولاً، بتعطيل العمل بقانون التجمعات وقانون الجمعيات، من خلال تحديه وخرقه ومخالفته، لتضع الدولة أمام امتحان وجود، فما الدولة غير مؤسسات وقانون؟ فإن تعطلا تعطلت الدولة، و»الوفاق» اليوم تضرب آخر مسمار في نعشها بتحدي وجود الدولة.
أما الحماقة الأكبر، وهي الثانية، هي عدم الاكتفاء بتناقص شعبيتها، بل العمل على زيادة أعدائها، وذلك بنقل دفة الصراع من «الوفاق» و«السلطة» إلى «الوفاق» و«الناس»!!
بتعطيل الحركة المرورية وتعطيل الحركة التجارية فهي لا تحتك بالسلطة الأمنية، إنها تعطيل لمصالح الناس، وهذه حماقة أخرى من حماقات «الوفاق» المتراكمة، إذ إن آخر ما يفكر به أي حزب سياسي هو نقل المعركة التي بينه وبين السلطة إلى ميدان به طرف ثالث وهم الناس، من خلال الإضرار بمصالحهم، «انتوا ناقصين أعداء؟!».
من أشار على «الوفاق» هذه الاستشارة قضى على البقية الباقية من وجودها، فـ «الوفاق» تعيش عالماً خيالياً افتراضياً تتصور فيه الناس يرمونها بالورود، ويفتحون بيوتهم لها ويستقبلونها، والدكاكين والمحلات التجارية والمؤسسات التجارية تسعد بوجودها، وتزين الطرقات حين تقرر هي استخدام الشوارع التي بها محلاتهم وبيوتهم لمسيراتها، وتحلم أن مستخدمي الطرق يهللون لها كلما رأوا مسيرتها، ويرفعون لها الأيادي تحية لها و.. و..و..، هذا العالم الافتراضي لا وجود له، تضحكون على أنفسكم أم على من؟ تجمعكم في بيوت بعض كوادركم في العاصمة أو تجمعكم في بعض المآتم هناك ليس دليلاً على خروج أهل العاصمة معكم، بل هو دليل أكبر على أن المحلات والبيوت المنامية لم تخرج معكم، وإلا لكنتم رأيتم الآلاف من أهل المنامة هناك، فهؤلاء لم تغلق الشوارع عنهم، بل أغلقوا عليهم أبوابهم أو أخلوا المنطقة وفروا منها.
أما فطحلكم الذي كتب أن وجود القوات الأمنية بكثافة يوم الجمعة دليل على أن الحكومة ليست لها شعبية، نسأله.. هل وجود القوات الأمنية في لندن أيام المباريات وأيام الشغب وأيام وجود إخبارية عن تهديد، دليل على أن الحكومة ليست لها شعبية؟! ألا ما أشد الغباء!
الناس وصل بها التذمر ذروته وأنكم تمتحنون صبرهم بقوة الآن، لقد بدأتم تدخلون لهم إلى عقر دارهم عنوة وقهراً، وتقتحمون عليهم أماكن عملهم ورزقهم ومعيشتهم وأنتم غير مرغوب بكم وغير مرحب بكم، إنكم الآن وبكل حماقة تسعون للصدام مع الناس لا مع السلطة وهذا أغبى قرار اتخذته «الوفاق» في تاريخها.
وجود مسيراتكم في شارع البديع آمن «نسبياً»، رغم تضرر كل الشارع وخسارة الملاك سكاناً كانوا أو تجاراً، إنما يظل المكان محاطاً بمناطق نفوذكم، ورغم أن الناس هناك «ماكله ....»، إنما صابرة خوفاً ورعباً من نفوذكم وبلطجتكم.
إنما اقتحامكم مناطق خارج مناطق نفوذكم ينقل الصراع والمواجهة مع أطراف أخرى، ويفتح عليكم جبهات أنتم في غنى عنها.
اليوم «الوفاق» لا تمتحن وجود الدولة فقط، بل تمتحن صبر المجتمع البحريني وطاقته وقدرته على التحمل، عض الأصابع اليوم ليس مع السلطة، بل مع رجل الشارع، فهل هناك حماقة أكبر من هذه؟!!
فبإصرارها على التجمع في قلب العاصمة، هي لا تسعى لممارسة حقوقها الدستورية بالتعبير أو التجمع، فذلك مسموح ومرخص به، وقد تمتعت به «الوفاق» كمؤسسة مدنية أكثر من أي مؤسسة أخرى في الدولة، إذ أقامت أكثر من 88 تجمعاً ومسيرة قانونية هذا العام، بمعدل 8 مسيرات وتجمعات في الشهر الواحد، وهو عدد لا يمكن أن يكون إلا في دولة ديمقراطية تكفل حق التعبير وحق التجمع، إنه دليل يقدم لكل من سيتكلم عن حق التعبير وحق التجمع خاصة «المجتمع الدولي»، إنما حين رأت أن ذلك لم يحقق أهدافها وأن 600 تجمع غير قانوني أيضاً قوبل بالحزم من السلطات الأمنية لم تحقق أهدافها أيضاً أسقط في يدها، فلم تجد طريقاً غير الانتحار، فقررت أن تسعى إلى تعطيل الدولة.
الدعوة لـ 88 مسيرة وتجمع قانوني خلال 8 شهور عمل استنزافي، وسيف ذو حدين، تسبب في نفور وتناقص عدد المدعويين وأضر بـ «الوفاق»، فلم ينجحوا في تحقيق أهدافها، فلم تخرج الناس عن بكرة أبيهم كما توقعت، وكما توهمت، وحين رأت أن دعواتها المستميتة وتغريداتها المحمومة والهستيرية للمسيرات التي تسميها «الحاشدة» لم ينتج عنها سوى خروج بضعة آلاف، لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، في حال كان التجمع قانونياً، وبضع عشرات أو مئات في أحسن الأحوال إن كان التجمع غير قانوني، جن جنونها. «يضحكوني لما يصورون لقطات ويكتشفون أن العدد هزيل لا يزيد عن بضع عشرات فيكتبون كلمة «جانب» من المسيرة»!!
وحين علمت «الوفاق» وتيقنت بعد تكرار تجربتها أن شعبيتها في تراجع، وأن ما تهتف به لا يلقى صدىً شعبياً، بل أن رموزها أصبحوا عرضة للسب والشتم والتسقيط بفضل «ثقافة» التعبير التي نشرتها، ما عادت المسيرات والتجمعات وسائل مجدية، فتلك وسائل بدأت تضرها، فقد كشفت حجم تراجعها وضعفها وهزالة تمثيلها أمام أسيادها، أي أمام «المجتمع الدولي»، اليوم هي أمام خيارين إما الانزواء والابتعاد عن المسرح السياسي، أو الانتحار السياسي وذلك بحرق البلد بمن فيها!
اختيار العاصمة ليس هدفه التجمع، وليس هدفه التعبير، بل هدفه امتحان وجود الدولة، امتحان القدرة على تعطيل الدولة وشلها أولاً، بتعطيل العمل بقانون التجمعات وقانون الجمعيات، من خلال تحديه وخرقه ومخالفته، لتضع الدولة أمام امتحان وجود، فما الدولة غير مؤسسات وقانون؟ فإن تعطلا تعطلت الدولة، و»الوفاق» اليوم تضرب آخر مسمار في نعشها بتحدي وجود الدولة.
أما الحماقة الأكبر، وهي الثانية، هي عدم الاكتفاء بتناقص شعبيتها، بل العمل على زيادة أعدائها، وذلك بنقل دفة الصراع من «الوفاق» و«السلطة» إلى «الوفاق» و«الناس»!!
بتعطيل الحركة المرورية وتعطيل الحركة التجارية فهي لا تحتك بالسلطة الأمنية، إنها تعطيل لمصالح الناس، وهذه حماقة أخرى من حماقات «الوفاق» المتراكمة، إذ إن آخر ما يفكر به أي حزب سياسي هو نقل المعركة التي بينه وبين السلطة إلى ميدان به طرف ثالث وهم الناس، من خلال الإضرار بمصالحهم، «انتوا ناقصين أعداء؟!».
من أشار على «الوفاق» هذه الاستشارة قضى على البقية الباقية من وجودها، فـ «الوفاق» تعيش عالماً خيالياً افتراضياً تتصور فيه الناس يرمونها بالورود، ويفتحون بيوتهم لها ويستقبلونها، والدكاكين والمحلات التجارية والمؤسسات التجارية تسعد بوجودها، وتزين الطرقات حين تقرر هي استخدام الشوارع التي بها محلاتهم وبيوتهم لمسيراتها، وتحلم أن مستخدمي الطرق يهللون لها كلما رأوا مسيرتها، ويرفعون لها الأيادي تحية لها و.. و..و..، هذا العالم الافتراضي لا وجود له، تضحكون على أنفسكم أم على من؟ تجمعكم في بيوت بعض كوادركم في العاصمة أو تجمعكم في بعض المآتم هناك ليس دليلاً على خروج أهل العاصمة معكم، بل هو دليل أكبر على أن المحلات والبيوت المنامية لم تخرج معكم، وإلا لكنتم رأيتم الآلاف من أهل المنامة هناك، فهؤلاء لم تغلق الشوارع عنهم، بل أغلقوا عليهم أبوابهم أو أخلوا المنطقة وفروا منها.
أما فطحلكم الذي كتب أن وجود القوات الأمنية بكثافة يوم الجمعة دليل على أن الحكومة ليست لها شعبية، نسأله.. هل وجود القوات الأمنية في لندن أيام المباريات وأيام الشغب وأيام وجود إخبارية عن تهديد، دليل على أن الحكومة ليست لها شعبية؟! ألا ما أشد الغباء!
الناس وصل بها التذمر ذروته وأنكم تمتحنون صبرهم بقوة الآن، لقد بدأتم تدخلون لهم إلى عقر دارهم عنوة وقهراً، وتقتحمون عليهم أماكن عملهم ورزقهم ومعيشتهم وأنتم غير مرغوب بكم وغير مرحب بكم، إنكم الآن وبكل حماقة تسعون للصدام مع الناس لا مع السلطة وهذا أغبى قرار اتخذته «الوفاق» في تاريخها.
وجود مسيراتكم في شارع البديع آمن «نسبياً»، رغم تضرر كل الشارع وخسارة الملاك سكاناً كانوا أو تجاراً، إنما يظل المكان محاطاً بمناطق نفوذكم، ورغم أن الناس هناك «ماكله ....»، إنما صابرة خوفاً ورعباً من نفوذكم وبلطجتكم.
إنما اقتحامكم مناطق خارج مناطق نفوذكم ينقل الصراع والمواجهة مع أطراف أخرى، ويفتح عليكم جبهات أنتم في غنى عنها.
اليوم «الوفاق» لا تمتحن وجود الدولة فقط، بل تمتحن صبر المجتمع البحريني وطاقته وقدرته على التحمل، عض الأصابع اليوم ليس مع السلطة، بل مع رجل الشارع، فهل هناك حماقة أكبر من هذه؟!!