وسط كل الدوامات التي نعيشها منذ فترة، وسط كل الأمور المعقولة واللامعقولة، وسط سقوط أقنعة داخل البحرين وأقنعة خارج البحرين للذين ساندوا الانقلابيين، وسط كل ما نراه من أشخاص كنا نحسبهم مع البحرين وإذا هم خناجر غادرة تأتيك من حيث لا تحتسب.
وسط كل ذلك لم نعد نضع ثقتنا العمياء بأحد، وأول دولة يجب ألا نضع ثقتنا العمياء بها هي أمريكا، أما إيران فهي مكشوفة لنا، لكن الذي يلعب معك دورين مزدوجين في ذات الوقت، فإن من هذا يأتي الخطر.
التاريخ يقول لنا إن الأمريكان ليسوا حلفاء استراتيجيين، هم حلفاء لمصالح استراتيجية، وهذه المصالح ممكن أن يقوم بها أي الأشخاص الذين تمكنهم أمريكا، بمعنى أنها اليوم مع الدولة الفلانية، فهي ستبقى معها لكنها ستغير من يديرون هذه الدولة وتأتي بآخرين من عندها، الحلف الاستراتيجي مع الدولة باقٍ لكنها غيرت الأشخاص بحسب المصالح.
في موضوع التحالف مع الأمريكان، وفي موضوع التآمر الأمريكي علينا من خلال مشروع كوندليزا رايس والذي بدأ فعلياً في العام 2006، وبرعاية دولة خليجية، فإن السؤال الذي من حقنا أن نطرحه كمواطنين؛ هل أمريكا حليف أم أمريكا متآمرة علينا؟
المواطنون يقولون بصراحة قوية رأيهم في الدور الأمريكي في الانقلاب الفاشل، لكن المجهول لدينا كمواطنين، ما هو دور الدولة وموقفها من المشروع الأمريكي للتغيير في البحرين؟
ماذا يعمل السفير الأمريكي الحالي في البحرين؟
ما هي تقاريره عن البحرين؟
بأي طرف يلتقي في البحرين بشكل دوري؟
ماذا يقدم من دعم مادي وغيره للانقلابيين في البحرين؟
كلها أسئلة الدولة تعرف إجاباتها تماماً، لكننا نجهل أغلب الإجابات، الدولة تعرف أن الأمريكان يلعبون دورين مزدوجين، لدى السفير ابتسامة صفراء حين يلتقي قادة البلد، ولا أعرف ما هو تفسير هذه الابتسامة..!!
الدولة أيضاً تعرف بالأسماء من هم الأشخاص الذين دربتهم أمريكا للتغيير في البحرين، لكن ألم تسأل الدولة نفسها يوماً؛ هذا التدريب متى يتحقق على الأرض؟
أزمتنا ليست هي الدور الأمريكي، أمريكا لم تكن وفية لشاه إيران وهو حليف استراتيجي ولا لحسني مبارك ولا لزين العابدين، كلهم كانت علاقاتها معهم استراتيجية، ولا أعتقد أن أحداً خدم أمريكا أكثر من حسني مبارك، لكنه على سرير في السجن الآن لا صاحب ولا رفيق له.
مشروع التغيير في السعودية لابد له من مدخل، المدخل هو البحرين والكويت، وأن تفعل أمريكا مع مواطنين سعوديين كما فعلت مع كوادر الوفاق.
كل هذا المشهد ألا تراه الدولة، ألا تتخذ موقفاً؟
أمريكا لها إرادتها في التغيير، أين إرادتنا الوطنية في إعداد كوادر شابة بحرينية على الديمقراطية الوطنية، وعلى إعداد كوادر إعلامية، وكوادر لمؤسسات المجتمع المدني، هذا هو السؤال..!
لا نعمل وفق استراتيجية، ونترك الأمريكان يعدون كوادر يحملون الجنسية البحرينية من أجل التغيير السياسي في البحرين.
كتب الكاتب السعودي عبدالعزيز الخميس يروي موقفاً حدث له مع الدكتور السعودي عبدالعزيز الدخيل في العام 2006 في الدوحة.
في فبرايـــــــر من العـــــــام 2006 عقـــــــد في الدوحة «منتدى المستقبل» يروي الحادثة الكاتب عبدالعزيز الخميس وكان أحد المدعوين للمنتدى يقول: «في إحدى ردهات الفندق خرج الدكتور السعودي عبدالعزيز الدخيل المعروف بقوميته العربية غاضباً، وقال للكاتب عبدالعزيز الخميس: أنا ذاهب لألملم أغراضي من غرفتي وسأعود للرياض على أول طائرة.
الكاتب عبدالعزير الخميس سأل الدخيل وقال له ماذا حدث؟
أجاب الدخيل: هذا المنتدى ليس سوى حلقة نقاش وإعداد لمؤامرات المخابرات الأمريكية..!
يعود الكاتب الخميس ليقول: عدت للجلسات ووجدت ما قاله الدخيل صحيحاً تماماً».
انتهى النقل عن الكاتب عبدالعزيز الخميس، لكن كل هذا كان يحدث من حولنا، ربما البسطاء قبل كانوا يعرفون ذلك، لكن الحكومات كانت تعلم، لكن في ساعتها كان الربيع العربي يشبه الحلم الذي لن يأتي، لكن اليوم أتى.
نحن مع إرادة الشعوب العربية، لكن ما يحدث بالبحرين هو انقلاب طائفي بمساندة أمريكية جلية وواضحة للعيان.. هل نبقى نتفرج؟
هل الأمريكان حلفاء فعلاً؟
كيف يتآمر الحليف على تغيير الحكم؟
في شرع الأمريكان يصح ذلك، لكن أين نحن، أين إرادتنا، كيف تسمح الدولة بذلك؟
منتدى المستقبل 2006 من الذي حضره من البحرينيين بدعوة أمريكية؟
ماذا كان دورهم في الانقلاب؟
كلها أسئلة موجعة، نجهلها، لكن الدولة تعرفها، وهذا مؤلم أكثر، أن كل شيء كان يحدث أمام الدولة، بينما لم نحرك ساكناً.
السفير الأمريكي يقوم بالأدوار الخطيرة، والدولة تعلم، لكنه حين يقابل قادة البلد يبتسم تلك الابتسامة.. جميلة الابتسامة..!!
{{ article.visit_count }}
وسط كل ذلك لم نعد نضع ثقتنا العمياء بأحد، وأول دولة يجب ألا نضع ثقتنا العمياء بها هي أمريكا، أما إيران فهي مكشوفة لنا، لكن الذي يلعب معك دورين مزدوجين في ذات الوقت، فإن من هذا يأتي الخطر.
التاريخ يقول لنا إن الأمريكان ليسوا حلفاء استراتيجيين، هم حلفاء لمصالح استراتيجية، وهذه المصالح ممكن أن يقوم بها أي الأشخاص الذين تمكنهم أمريكا، بمعنى أنها اليوم مع الدولة الفلانية، فهي ستبقى معها لكنها ستغير من يديرون هذه الدولة وتأتي بآخرين من عندها، الحلف الاستراتيجي مع الدولة باقٍ لكنها غيرت الأشخاص بحسب المصالح.
في موضوع التحالف مع الأمريكان، وفي موضوع التآمر الأمريكي علينا من خلال مشروع كوندليزا رايس والذي بدأ فعلياً في العام 2006، وبرعاية دولة خليجية، فإن السؤال الذي من حقنا أن نطرحه كمواطنين؛ هل أمريكا حليف أم أمريكا متآمرة علينا؟
المواطنون يقولون بصراحة قوية رأيهم في الدور الأمريكي في الانقلاب الفاشل، لكن المجهول لدينا كمواطنين، ما هو دور الدولة وموقفها من المشروع الأمريكي للتغيير في البحرين؟
ماذا يعمل السفير الأمريكي الحالي في البحرين؟
ما هي تقاريره عن البحرين؟
بأي طرف يلتقي في البحرين بشكل دوري؟
ماذا يقدم من دعم مادي وغيره للانقلابيين في البحرين؟
كلها أسئلة الدولة تعرف إجاباتها تماماً، لكننا نجهل أغلب الإجابات، الدولة تعرف أن الأمريكان يلعبون دورين مزدوجين، لدى السفير ابتسامة صفراء حين يلتقي قادة البلد، ولا أعرف ما هو تفسير هذه الابتسامة..!!
الدولة أيضاً تعرف بالأسماء من هم الأشخاص الذين دربتهم أمريكا للتغيير في البحرين، لكن ألم تسأل الدولة نفسها يوماً؛ هذا التدريب متى يتحقق على الأرض؟
أزمتنا ليست هي الدور الأمريكي، أمريكا لم تكن وفية لشاه إيران وهو حليف استراتيجي ولا لحسني مبارك ولا لزين العابدين، كلهم كانت علاقاتها معهم استراتيجية، ولا أعتقد أن أحداً خدم أمريكا أكثر من حسني مبارك، لكنه على سرير في السجن الآن لا صاحب ولا رفيق له.
مشروع التغيير في السعودية لابد له من مدخل، المدخل هو البحرين والكويت، وأن تفعل أمريكا مع مواطنين سعوديين كما فعلت مع كوادر الوفاق.
كل هذا المشهد ألا تراه الدولة، ألا تتخذ موقفاً؟
أمريكا لها إرادتها في التغيير، أين إرادتنا الوطنية في إعداد كوادر شابة بحرينية على الديمقراطية الوطنية، وعلى إعداد كوادر إعلامية، وكوادر لمؤسسات المجتمع المدني، هذا هو السؤال..!
لا نعمل وفق استراتيجية، ونترك الأمريكان يعدون كوادر يحملون الجنسية البحرينية من أجل التغيير السياسي في البحرين.
كتب الكاتب السعودي عبدالعزيز الخميس يروي موقفاً حدث له مع الدكتور السعودي عبدالعزيز الدخيل في العام 2006 في الدوحة.
في فبرايـــــــر من العـــــــام 2006 عقـــــــد في الدوحة «منتدى المستقبل» يروي الحادثة الكاتب عبدالعزيز الخميس وكان أحد المدعوين للمنتدى يقول: «في إحدى ردهات الفندق خرج الدكتور السعودي عبدالعزيز الدخيل المعروف بقوميته العربية غاضباً، وقال للكاتب عبدالعزيز الخميس: أنا ذاهب لألملم أغراضي من غرفتي وسأعود للرياض على أول طائرة.
الكاتب عبدالعزير الخميس سأل الدخيل وقال له ماذا حدث؟
أجاب الدخيل: هذا المنتدى ليس سوى حلقة نقاش وإعداد لمؤامرات المخابرات الأمريكية..!
يعود الكاتب الخميس ليقول: عدت للجلسات ووجدت ما قاله الدخيل صحيحاً تماماً».
انتهى النقل عن الكاتب عبدالعزيز الخميس، لكن كل هذا كان يحدث من حولنا، ربما البسطاء قبل كانوا يعرفون ذلك، لكن الحكومات كانت تعلم، لكن في ساعتها كان الربيع العربي يشبه الحلم الذي لن يأتي، لكن اليوم أتى.
نحن مع إرادة الشعوب العربية، لكن ما يحدث بالبحرين هو انقلاب طائفي بمساندة أمريكية جلية وواضحة للعيان.. هل نبقى نتفرج؟
هل الأمريكان حلفاء فعلاً؟
كيف يتآمر الحليف على تغيير الحكم؟
في شرع الأمريكان يصح ذلك، لكن أين نحن، أين إرادتنا، كيف تسمح الدولة بذلك؟
منتدى المستقبل 2006 من الذي حضره من البحرينيين بدعوة أمريكية؟
ماذا كان دورهم في الانقلاب؟
كلها أسئلة موجعة، نجهلها، لكن الدولة تعرفها، وهذا مؤلم أكثر، أن كل شيء كان يحدث أمام الدولة، بينما لم نحرك ساكناً.
السفير الأمريكي يقوم بالأدوار الخطيرة، والدولة تعلم، لكنه حين يقابل قادة البلد يبتسم تلك الابتسامة.. جميلة الابتسامة..!!