تحدثنا هنا تحديداً، وقبل شهرين من الآن، عن السيناريوهات المحتملة والأكيدة للصمت الصهيوني آنذاك إزاء غزة، وأن صمتهم المريب كان يعني أن هنالك أمراً خطيراً يُدار في الخفاء، وهذا ما حصل اليوم.
إن انشغال العرب بربيعهم وبشتائهم، سواء كانوا شعوباً أو أنظمة، جعل الصهيونية العالمية تتفرغ لضرب الأشقاء في غزة، وذلك امتثالاً لقول الشاعر العربي طرفة بن العبد (خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري)، ولأن الكيان الإسرائيلي ليس قنبرة كما في وَصْفِ ابن العبد، بل نسراً فتَّاكاً، فإنه حينئذ يلتهم اللحم، إذ ليس من هوايته النقر، فالنقر للعرب أما إسرائيل فإن لها الفتك.
أقصى ما يمكن أن يفعله العرب اليوم، وبعد الغارات الجوية الوحشية على غزة واغتيال شخصيات المقاومة الفلسطينية، هو الشجب والاستنكار وخروج مسيرات باردة في أرجاء عواصمنا النائمة، وكتابة القريض، وإصدار بيانات مملة ومكررة من أروقة جامعة الدول العربية، وعقد المؤتمرات الشاجبة، ومن ثم علينا جميعاً أن نذهب لأسِرَّتِنا لينام ضميرنا هناك بكل هدوء!.
ما يفعله الكيان الصهيوني في قطاع غزة ليس وحشياً بما تحتويه هذه الكلمة من معنى، بل إن القصف الصهيوني مازال رحيماً حتى الآن، لأن باستطاعته أن يبيد الغزاويين عن بكرة أبيهم في لحظات، لأنه يعلم في النهاية أن أكثر ما قد يصدر من جهة العرب هو بيان استنكاري لا غير.
كنَّا نتمنى لو اجتمعت الإرادات الشعبية والحكومية لأبناء العرب بدل من تشتيتها في عواصم لم ولن تنهض، لا بالمعرفة ولا بالفكر ولا بالسلوك، فنحن لم نزل أطفالاً في وعينا وفي إدراكنا بحجم المسؤولية التي تنتظرنا تجاه فلسطين، وها هي أولوياتنا (إن كانت لنا أولويات) تتبعثر يميناً وشمالاً على عتبات تلفزيونات الواقع، وموازنات ترليونية كبيرة تذهب لشراء الأسلحة التي نكدسها في مخازننا العسكرية حتى تصدأ.
شعوب عربية مشغولة بنفسها تتطلع نحو التغيير الديمقراطي بطريقة صحيحة، وكثير منها بطريقة خاطئة، وأنظمة تتعامل معها بالمقلوب، أما خزائن العرب المفتوحة فإنها تذهب لبرامج فاشلة وهابطة أحياناً، ثم يأتنا صاحب ربطة العنق ليتناقش هو وبعض (الأفندية) في البرامج الحوارية عن كيفية التصدي للكيان الصهيوني (يا سلام يا سلام)، أما علماء الدين فإنهم مشغولون هذه الآونة حتى النخاع بتكريس المذهبية والطائفية والتحريض على الكراهية بين المسلمين، أو بجمع تبرعات سخيفة لدعم الإرهاب هنا وهناك.
هذه العقلية العربية المتخلفة لن تستطيع أن تحرر ذاتها، فكيف لها أن تحرر القدس؟ فالمشروع الصهيوني أكبر بكثير من كل مشاريعنا مجتمعة من المحيط إلى الخليج، وأما إخواننا في غزة، فعليهم أن يصبروا ويرابطوا، أو يبحثوا لهم عن نصير من غير العرب، فنحن خذلناهم منذ أكثر من ستين عاماً ومازال الغدر شيمتنا.. فلك الله يا غزة.
إن انشغال العرب بربيعهم وبشتائهم، سواء كانوا شعوباً أو أنظمة، جعل الصهيونية العالمية تتفرغ لضرب الأشقاء في غزة، وذلك امتثالاً لقول الشاعر العربي طرفة بن العبد (خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري)، ولأن الكيان الإسرائيلي ليس قنبرة كما في وَصْفِ ابن العبد، بل نسراً فتَّاكاً، فإنه حينئذ يلتهم اللحم، إذ ليس من هوايته النقر، فالنقر للعرب أما إسرائيل فإن لها الفتك.
أقصى ما يمكن أن يفعله العرب اليوم، وبعد الغارات الجوية الوحشية على غزة واغتيال شخصيات المقاومة الفلسطينية، هو الشجب والاستنكار وخروج مسيرات باردة في أرجاء عواصمنا النائمة، وكتابة القريض، وإصدار بيانات مملة ومكررة من أروقة جامعة الدول العربية، وعقد المؤتمرات الشاجبة، ومن ثم علينا جميعاً أن نذهب لأسِرَّتِنا لينام ضميرنا هناك بكل هدوء!.
ما يفعله الكيان الصهيوني في قطاع غزة ليس وحشياً بما تحتويه هذه الكلمة من معنى، بل إن القصف الصهيوني مازال رحيماً حتى الآن، لأن باستطاعته أن يبيد الغزاويين عن بكرة أبيهم في لحظات، لأنه يعلم في النهاية أن أكثر ما قد يصدر من جهة العرب هو بيان استنكاري لا غير.
كنَّا نتمنى لو اجتمعت الإرادات الشعبية والحكومية لأبناء العرب بدل من تشتيتها في عواصم لم ولن تنهض، لا بالمعرفة ولا بالفكر ولا بالسلوك، فنحن لم نزل أطفالاً في وعينا وفي إدراكنا بحجم المسؤولية التي تنتظرنا تجاه فلسطين، وها هي أولوياتنا (إن كانت لنا أولويات) تتبعثر يميناً وشمالاً على عتبات تلفزيونات الواقع، وموازنات ترليونية كبيرة تذهب لشراء الأسلحة التي نكدسها في مخازننا العسكرية حتى تصدأ.
شعوب عربية مشغولة بنفسها تتطلع نحو التغيير الديمقراطي بطريقة صحيحة، وكثير منها بطريقة خاطئة، وأنظمة تتعامل معها بالمقلوب، أما خزائن العرب المفتوحة فإنها تذهب لبرامج فاشلة وهابطة أحياناً، ثم يأتنا صاحب ربطة العنق ليتناقش هو وبعض (الأفندية) في البرامج الحوارية عن كيفية التصدي للكيان الصهيوني (يا سلام يا سلام)، أما علماء الدين فإنهم مشغولون هذه الآونة حتى النخاع بتكريس المذهبية والطائفية والتحريض على الكراهية بين المسلمين، أو بجمع تبرعات سخيفة لدعم الإرهاب هنا وهناك.
هذه العقلية العربية المتخلفة لن تستطيع أن تحرر ذاتها، فكيف لها أن تحرر القدس؟ فالمشروع الصهيوني أكبر بكثير من كل مشاريعنا مجتمعة من المحيط إلى الخليج، وأما إخواننا في غزة، فعليهم أن يصبروا ويرابطوا، أو يبحثوا لهم عن نصير من غير العرب، فنحن خذلناهم منذ أكثر من ستين عاماً ومازال الغدر شيمتنا.. فلك الله يا غزة.