هناك فرق بين من اختارهم الله قادة بدون منازع لعباده وبين أولئك الذين يحاولون أن يجعلوا من نفوسهم قادة، ولكن هيهات أن يقدروا، فهناك أمثلة كثيرة على هؤلاء لا نخص بها شخصية دون أخرى أو طائفة عن غيرها. فالمؤامرة الانقلابية على البحرين كشفت قبح وجوه الكثيرين، أولئك قبحهم معروف وآخرون متلونون، واليوم أصبحوا ظاهرين.. فهيهات بين وجوه كالحة مالحة وبين وجوه رسم الله عليها الإمارة والقيادة، وهنا تتجلى الصفات وتصطفى الكلمات عندما يتحدث الكبار، فلنقارن بين حديث الرجل الكبير عزيز القوم وكريم سلالة المجد في كلمات مختصرة تعبر عن حنكة وحكمة ورأي سديد في قوله «لا مساس بالحريات العامة والفردية بمملكة البحرين، لكن حينما يتم الخروج عن دائرة الحرية إلى دائرة الإضرار بالمجتمع عبر التخريب والإرهاب والمساس بالأمن القومي لا يتوقع أحد أن تبقى الحكومة في موقف المتفرج، فنحن أمام مسؤولية بلد ومستقبل شعب».
ويجب أن نضرب المثل الآخر من مقولات متردية ورؤية مخربة ونظرة طامعة في أقوال بعض الذين يحاولون أن يجدوا لهم مكاناً في السلطة، حين وضعوا في خريطة رؤوسهم احتمالية سقوط الحكم فيكون لهم سهم في الدولة، وذلك حسب الوعود التي قطعت لهم من الأكاديميات والدول التي أدارت الانقلاب، وتعد الآن لانقلاب آخر بمشاركة وجوه جديدة من أولئك المرضى الذين رفض الشعب ترشيحهم للبرلمان، واليوم يحاولون أن يصقلوا وجوههم عندما وجدوا لهم منفذًا؛ سواء من تجمع الفاتح أو جمعيات تحمل أسماء أخرى بعيدة كل البعد عن العمل لأجل الوطن، بل العمل من أجل الشهرة والمصالح السياسية التي تؤهلهم حسب تقديرهم لمواقع متقدمة كما تقول لهم شياطينهم من الإنس والجن، ومن مقولاتهم المتردية «حكومة منتخبة محددة المدة».
اليوم ظهر في البحرين كثير من أبناء العلقمي الذين يحرضون الشعب على الدولة، كما يعملون مع أعداء الدولة في الخارج من أجل إسقاط الحكم، فابن العلقمي الذي أغرى هولاكو لدخول بغداد بعد إضعاف الدولة العباسية وخسران الخليفة المستعصم لجيوشه وتحريض الناس عليه، هو العمل نفسه يقوم به أشباهه اليوم، حين نسمع ونشاهد ما يقوم به أولئك من تحريض الشباب على الخروج على طاعة ولاة أمورهم، ومع الأسف فقد كان الأمر محدودا، ولكن اليوم صار المجال مفتوحاً وفي عقر دار الشرفاء توجد هناك بين أحيائها مؤسسات مدنية تقوم بهذه التعبئة مخترقة صفوف الشعب الذي رص صفوفه في الفاتح، وها نحن نرى اليوم الرؤية التي أصبحت لا تختلف عن رؤية الوفاق التي تطالب بحكومة منتخبة محددة المدة.
إنهم يطرحون شخصياتهم كبدلاء، لكنهم نسوا أن الأمارة والقيادة لا يسعدها وجوههم، فملامحهم مظلمة لا تصلح أن تكون في مقدمة الدولة، إذ أن وجودها في المقدمة شؤم ونهاية للدولة وموت حضارة وسفك دماء، وها نحن نرى كيف تحول العراق إلى أنهار من دم عندما اعتلى سدة حكمه وجوه شؤم مغبرة كالحة، فما كان مصير الشعب والبلاد إلا الدمار والخراب.
اليوم يضرب لكم مثال خليفة بن سلمان وكيف تتحدث الرجولة، وكيف تنتقي ألفاظها وتقف شامخة في سلطتها بقوله «لا يتوقع أحد أن تبقى الحكومة في موقف المتفرج»، حين تكون وقع هذه الكلمات على قلوب الشعب كالبرد، إذ أن أمة الفاتح تتوق للحياة بسلام، فهي أمة تمقت أن يكون على رأسها رعاع البشر يتحكمون في مصيرها ويحددون مستقبلها بوثائق وتقارير ورؤية عديمة النظر.
إن أمة الفاتح ترى في خليفة بن سلمان رجل السلطة الذي لا يمكن أن يجاريه أو ينافسه رجل منفوش الشعر يعرض نفسه على الشعب من خلال «تويتر» ويحاول كسب شعبية، أو من خلال صبية يحاول غسل أدمغتهم ليصفقوا له ويأمنوا وراءه منهم في مقره ومنهم في الفرجان ومنهم في لندن، أو آخر قد لبس العمامة ورابت عينه يتقمص دور الحكيم، وغيرهم من تقمصوا دور القادة، لكن في الحقيقة لا أحد يصلح منهم حتى لقيادة فصيل من البش.
نعم يا رئيس الوزراء.. أنت أمام الله وأمة الفاتح مسؤول عن أمن هذه البلاد، وذلك عندما خرجت المجموعات الضالة عن دائرة الحرية إلى دائرة ليس الضرر بالمجتمع بل دائرة الموت والهلاك عبر عملية الاغتيال التي ستطال الجميع إن لم تتخذ الدولة الإجراءات ضد أولئك الذين يحاولون أن يرسموا خريطة للبحرين يكون محركها في أيديهم.