بكل بساطة اعتبر الواقفون وراء إضراب الخميس الرابع عشر من مارس والذي اختير له اسم «إضراب الكرامة 2» أنه ناجح بكل المقاييس، والحقيقة أنهم لم يكذبوا ولم يبالغوا، فالإضراب كان ناجحاً بمقاييسهم التي منها حساب غياب الطلاب عن مدارسهم، وإغلاق التجار لمحالهم، وتعطل الموظفين والعمال، وعدم تمكنهم من الوصول إلى مقار أعمالهم، أو وصولهم إليها متأخرين، فبهذه المقاييس يمكن القول من دون تردد إن «الإضراب كان ناجحاً»، كما يمكن القول إنه «حقق أهدافه المتمثلة في نشر الفوضى وإرباك الحياة وتعطيل مصالح المواطنين والمقيمين، وجعل البحرين موضع الاهتمام في القناة «السوسة»، وغيرها من القنوات «السابحة في فلكها». بهذه المقاييس لا أحد يستطيع أن يقول غير أن «الإضراب كان ناجحاً وأنه حقق أهدافه وبامتياز».
لكن هل تأخر بعض الموظفين والعمال أو عدم تمكنهم من الوصول إلى مقار أعمالهم يعني أنهم كانوا مشاركين في الإضراب؟ وهل تأخر بعض الطلاب والتلاميذ أو تغيبهم عن المدرسة في ذلك اليوم يعني أنهم استجابوا لدعوات الإضراب؟ وهل إغلاق بعض التجار وأصحاب المحلات محالهم يعني أنهم كانوا متعاطفين أو مشاركين في الإضراب؟ الجواب المؤلم لأولئك القائلين إن الإضراب كان ناجحاً هو: «لا»، ذلك أن تأخر البعض عن الوصول إلى مقر عمله كان نتيجة إغلاق الشوارع والطرقات في محاولة يائسة لإرغام الموظفين والعمال على احتسابهم ضمن قائمة المضربين عن العمل «يعني إشراكهم غصباً عنهم»، وتغيب بعض الطلاب والتلاميذ عن المدارس كان إما بسبب قطع الطرق أو نتيجة خوف أولياء أمورهم عليهم وتحسباً للمفاجآت، كما إن إغلاق البعض لمحلاتهم لا يعني أنهم كانوا مشاركين في الإضراب أو متعاطفين مع المضربين، ففي الغالب أنهم آثروا إغلاقها ضماناً لسلامتهم وسلامة محلاتهم، ما يعني أنهم فعلوا ذلك نتيجة خوفهم من تعرضهم وتعرض محلاتهم لمكروه خصوصاً المحلات الواقعة داخل القرى أو القريبة منها.
ما حدث باختصار هو أن ذلك البعض الذي قرر جعل ذلك اليوم «عفسة» استفاد من تصوير بعض الشوارع المغلقة وبعض المدارس التي بدت فارغة من الدارسين، وبعض المحلات التجارية المسدلة أبوابها وقام بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات مثل فضائية «السوسة»، مصحوبة ببعض صور المواجهات مع رجال الأمن وقال إن «الإضراب نجح».
في واقع الأمر إنهم نجحوا في نشر الفوضى وتعطيل حياة الناس لكنهم لم ينجحوا في تنفيذ الإضراب، ونجحوا في افتعال المواجهات مع رجال الأمن لكنهم لم يحققوا أية انتصارات، إلا إن كانوا يعتبرون حرق سيارة شرطة أو جرح رجل أمن انتصاراً.
ما ينبغي أن يعلموه هو أنهم لو لم يغلقوا الشوارع ولم يرهبوا الطلاب والتلاميذ والتجار لما تغيب أحد عن عمله أو مدرسته أو متجره، فالتغيب عن العمل أو المدرسة أو السوق جاء كرهاً وكنتيجة مباشرة للترهيب، ولا يمكن أن يكون مدعاة للفخر، وهو في كل الأحوال ليس مؤشراً على نجاح الإضراب الذي يلزم أن تكون المشاركة فيه بقناعة الشخص.
إن ما أسفر عنه تصرف ذلك البعض القابع في الظل، هو سقوط جرحى وإحداث تلفيات في آليات وسيارات الشرطة والناس ونشر الفوضى والخوف والإزعاج، نتيجة قطع الشوارع والطرقات وإضرام النار في إطارات السيارات وغيرها من المخلفات، وهذا لا يعتبر نجاحاً إلا في حال واحدة، هي أن يكون كل هذا هو الهدف والغاية، الأمر الذي يستوجب التساؤل بقوة عن المستفيد من كل هذه الأفعال الغريبة على البحرين وشعبها.
المتابع لأفلام الفيديو التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يملك إلا أن يتساءل عن المستفيد من تحويل وجهة شباب ظل يرنو نحو المستقبل إلى شباب يمارس العنف ويفتخر بممارسته له.
لكن هل تأخر بعض الموظفين والعمال أو عدم تمكنهم من الوصول إلى مقار أعمالهم يعني أنهم كانوا مشاركين في الإضراب؟ وهل تأخر بعض الطلاب والتلاميذ أو تغيبهم عن المدرسة في ذلك اليوم يعني أنهم استجابوا لدعوات الإضراب؟ وهل إغلاق بعض التجار وأصحاب المحلات محالهم يعني أنهم كانوا متعاطفين أو مشاركين في الإضراب؟ الجواب المؤلم لأولئك القائلين إن الإضراب كان ناجحاً هو: «لا»، ذلك أن تأخر البعض عن الوصول إلى مقر عمله كان نتيجة إغلاق الشوارع والطرقات في محاولة يائسة لإرغام الموظفين والعمال على احتسابهم ضمن قائمة المضربين عن العمل «يعني إشراكهم غصباً عنهم»، وتغيب بعض الطلاب والتلاميذ عن المدارس كان إما بسبب قطع الطرق أو نتيجة خوف أولياء أمورهم عليهم وتحسباً للمفاجآت، كما إن إغلاق البعض لمحلاتهم لا يعني أنهم كانوا مشاركين في الإضراب أو متعاطفين مع المضربين، ففي الغالب أنهم آثروا إغلاقها ضماناً لسلامتهم وسلامة محلاتهم، ما يعني أنهم فعلوا ذلك نتيجة خوفهم من تعرضهم وتعرض محلاتهم لمكروه خصوصاً المحلات الواقعة داخل القرى أو القريبة منها.
ما حدث باختصار هو أن ذلك البعض الذي قرر جعل ذلك اليوم «عفسة» استفاد من تصوير بعض الشوارع المغلقة وبعض المدارس التي بدت فارغة من الدارسين، وبعض المحلات التجارية المسدلة أبوابها وقام بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات مثل فضائية «السوسة»، مصحوبة ببعض صور المواجهات مع رجال الأمن وقال إن «الإضراب نجح».
في واقع الأمر إنهم نجحوا في نشر الفوضى وتعطيل حياة الناس لكنهم لم ينجحوا في تنفيذ الإضراب، ونجحوا في افتعال المواجهات مع رجال الأمن لكنهم لم يحققوا أية انتصارات، إلا إن كانوا يعتبرون حرق سيارة شرطة أو جرح رجل أمن انتصاراً.
ما ينبغي أن يعلموه هو أنهم لو لم يغلقوا الشوارع ولم يرهبوا الطلاب والتلاميذ والتجار لما تغيب أحد عن عمله أو مدرسته أو متجره، فالتغيب عن العمل أو المدرسة أو السوق جاء كرهاً وكنتيجة مباشرة للترهيب، ولا يمكن أن يكون مدعاة للفخر، وهو في كل الأحوال ليس مؤشراً على نجاح الإضراب الذي يلزم أن تكون المشاركة فيه بقناعة الشخص.
إن ما أسفر عنه تصرف ذلك البعض القابع في الظل، هو سقوط جرحى وإحداث تلفيات في آليات وسيارات الشرطة والناس ونشر الفوضى والخوف والإزعاج، نتيجة قطع الشوارع والطرقات وإضرام النار في إطارات السيارات وغيرها من المخلفات، وهذا لا يعتبر نجاحاً إلا في حال واحدة، هي أن يكون كل هذا هو الهدف والغاية، الأمر الذي يستوجب التساؤل بقوة عن المستفيد من كل هذه الأفعال الغريبة على البحرين وشعبها.
المتابع لأفلام الفيديو التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يملك إلا أن يتساءل عن المستفيد من تحويل وجهة شباب ظل يرنو نحو المستقبل إلى شباب يمارس العنف ويفتخر بممارسته له.