من الصعب إقناع الإنسان العربي أحياناً، بأن عليه أن يستفيد من التطور المادي والمعرفي بأقصى درجاته، لأننا وفي كل مرة يتقدم فيه العلم، ويفجر العالم الآخر تقنياته المعرفية لأجل مزيد من التقدم والتطور، نجد العرب يأخذون الفُتات منها، ويستخدمون الجزء الآخر في سبيل إضعاف وجودهم بين بقية الأمم.
التشرذم هو فن لا يتقنه إلا العرب، فنحن أصبحنا من أصحاب الخبرات في هذا المجال، والتجارب الحية أثبتت ذلك، فنحن عشنا عصوراً مظلمة ومنحطة ومتخلفة، ولأننا هكذا دوماً، وجدنا أنفسنا آخر الرَّكب.
إن من أهم ما غيَّر خريطة الثقافة والمعرفة العالمية، هي وسائل الاتصال الحديثة، والكثير من البرامج والمواقع الإلكترونية العملاقة التي يتداولها البشر عبر القارات، كالإنترنت وبناته من «فيسبوك»، و»تويتر»، و»أنستغرام»، وغيرهم من المواقع العالمية الأخرى.
الغرب كل الغرب ومعه بعض من شعوب أمريكا اللاتينية وشمال أمريكا، وكذلك شعوب شرق آسيا، كل أولئك استطاعوا توظيف هذه التكنولوجيا المعرفية لأجل أن يكونوا في المقدمة، أما نحن «العرب»، فإن استخداماتنا لها، لا تتعدى الأمور السطحية، أو أن تكون أدوات للحروب والفتن الطائفية فقط!!
صحيح أن أعداد مستخدمي «فيسبوك» و»تويتر» و»انستغرام» في الوطن العربي في ازدياد مستمر، لكن ما هي المحصلة؟ وكم نتاجاتنا الإبداعية الحقيقية لمستخدمي تلكم المواقع العالمية؟ ما هي توظيفاتنا لها؟ هل هي بالنسبة لنا سلاح سياسي وفتنوي؟ أم هي مناخات وفضاءات عميقة لكل ما هو جميل وإبداعي ومميز؟ هل هي الفرصة التاريخية لإثبات وجودنا بين العالم؟ أم أنها لتفتيت المفتت وتقسيم المقسَّم؟
إن استعمالات العرب للتكنولوجيا المعرفية أصبحت معروفة لدى القاصي والداني، فهي لا تتعدى أن تكون رحلة لاكتشاف المزيد من أجساد الفتيات عبر «يوتيوب»، أو أن تكون رحلة في عالم السياسة المتعفِّنة، وفي كثير من الأحيان لا تتعدى أن تكون بؤراً للتقسيمات المذهبية والشحن الطائفي الرخيص في مواقع أخرى.
نحن العرب مع من غلب، ومع كل ما هو جديد ولكن بطريقة نجعله عبر استخداماتنا متخلفاً للغاية، بالأمس دخلنا «فيسبوك»، وما لبثنا أن توجهنا إلى «تويتر»، واليوم أخذنا صوراً لتراجعنا وتخلفنا وسطحيتنا لننشرها عبر «أنستغرام»، ولأننا شعوب مستهلكة وغير منتجة، وجدنا أنفسنا ننتقل من موقع لآخر، دون أن نستثمر وجودنا في تعزيز موقعنا وصدارتنا وريادتنا بين العالم، ولذلك خرج العربي خالي الوفاض من كل ما هو إبداعي ومميز.
نحن العرب، وقبل أن نقتحم عالم التكنولوجيا المعرفية، يجب علينا أن نرتب صفوفنا ونعيد صياغة واقعنا، إذ لا يمكن أن نكون متحضرين ومتجمّلين في استخدام المواقع العالمية، بينما نحن على أرض الواقع لاشيء يذكر، لا يجوز أن ندخل جامعة الحياة، ونحن لم نتخرج من روضتها بعد.
أيُّها العربي، ليست العبقرية أن تمتلك جهازاً محمولاً من الجيل الثالث أو الخامس، وليست الفهلوة أن يصنع لك أطفالك الصغار حساباً في «تويتر» و»أنستغرام»، بل قبل كل ذلك، يجب عليك أن تثبت وجودك على أرض الواقع، وأن تكون أكبر من كل الفتن والصغائر، وأن تنفض عن نفسك غبار الرجعية والتخلف وكل أمراض الانحطاط، وحين يتحقق كل ذلك، افعل ما تشاء، لأنك انتصرت على كل نقطة ظلام في حياتك، أما إذا لم تفعل ذلك، فحتى الإيميل «إخُبْ» عليكْ.
{{ article.visit_count }}
التشرذم هو فن لا يتقنه إلا العرب، فنحن أصبحنا من أصحاب الخبرات في هذا المجال، والتجارب الحية أثبتت ذلك، فنحن عشنا عصوراً مظلمة ومنحطة ومتخلفة، ولأننا هكذا دوماً، وجدنا أنفسنا آخر الرَّكب.
إن من أهم ما غيَّر خريطة الثقافة والمعرفة العالمية، هي وسائل الاتصال الحديثة، والكثير من البرامج والمواقع الإلكترونية العملاقة التي يتداولها البشر عبر القارات، كالإنترنت وبناته من «فيسبوك»، و»تويتر»، و»أنستغرام»، وغيرهم من المواقع العالمية الأخرى.
الغرب كل الغرب ومعه بعض من شعوب أمريكا اللاتينية وشمال أمريكا، وكذلك شعوب شرق آسيا، كل أولئك استطاعوا توظيف هذه التكنولوجيا المعرفية لأجل أن يكونوا في المقدمة، أما نحن «العرب»، فإن استخداماتنا لها، لا تتعدى الأمور السطحية، أو أن تكون أدوات للحروب والفتن الطائفية فقط!!
صحيح أن أعداد مستخدمي «فيسبوك» و»تويتر» و»انستغرام» في الوطن العربي في ازدياد مستمر، لكن ما هي المحصلة؟ وكم نتاجاتنا الإبداعية الحقيقية لمستخدمي تلكم المواقع العالمية؟ ما هي توظيفاتنا لها؟ هل هي بالنسبة لنا سلاح سياسي وفتنوي؟ أم هي مناخات وفضاءات عميقة لكل ما هو جميل وإبداعي ومميز؟ هل هي الفرصة التاريخية لإثبات وجودنا بين العالم؟ أم أنها لتفتيت المفتت وتقسيم المقسَّم؟
إن استعمالات العرب للتكنولوجيا المعرفية أصبحت معروفة لدى القاصي والداني، فهي لا تتعدى أن تكون رحلة لاكتشاف المزيد من أجساد الفتيات عبر «يوتيوب»، أو أن تكون رحلة في عالم السياسة المتعفِّنة، وفي كثير من الأحيان لا تتعدى أن تكون بؤراً للتقسيمات المذهبية والشحن الطائفي الرخيص في مواقع أخرى.
نحن العرب مع من غلب، ومع كل ما هو جديد ولكن بطريقة نجعله عبر استخداماتنا متخلفاً للغاية، بالأمس دخلنا «فيسبوك»، وما لبثنا أن توجهنا إلى «تويتر»، واليوم أخذنا صوراً لتراجعنا وتخلفنا وسطحيتنا لننشرها عبر «أنستغرام»، ولأننا شعوب مستهلكة وغير منتجة، وجدنا أنفسنا ننتقل من موقع لآخر، دون أن نستثمر وجودنا في تعزيز موقعنا وصدارتنا وريادتنا بين العالم، ولذلك خرج العربي خالي الوفاض من كل ما هو إبداعي ومميز.
نحن العرب، وقبل أن نقتحم عالم التكنولوجيا المعرفية، يجب علينا أن نرتب صفوفنا ونعيد صياغة واقعنا، إذ لا يمكن أن نكون متحضرين ومتجمّلين في استخدام المواقع العالمية، بينما نحن على أرض الواقع لاشيء يذكر، لا يجوز أن ندخل جامعة الحياة، ونحن لم نتخرج من روضتها بعد.
أيُّها العربي، ليست العبقرية أن تمتلك جهازاً محمولاً من الجيل الثالث أو الخامس، وليست الفهلوة أن يصنع لك أطفالك الصغار حساباً في «تويتر» و»أنستغرام»، بل قبل كل ذلك، يجب عليك أن تثبت وجودك على أرض الواقع، وأن تكون أكبر من كل الفتن والصغائر، وأن تنفض عن نفسك غبار الرجعية والتخلف وكل أمراض الانحطاط، وحين يتحقق كل ذلك، افعل ما تشاء، لأنك انتصرت على كل نقطة ظلام في حياتك، أما إذا لم تفعل ذلك، فحتى الإيميل «إخُبْ» عليكْ.