ليس بالضرورة أن يرتبط التكريم بالجانب المادي كما يعتقد البعض إنما للتكريم معان أسمى من المادة خصوصاً إذا جاء من أعلى رأس في الدولة.
هكذا استشعرنا استقبال جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه لأبنائه وبناته من الرياضيين أصحاب الإنجازات الخليجية والعربية والعالمية والذي جرى بقصر الصخير العامر في الأسبوع الماضي.
أنا شخصياً تشرفت بالتواجد مع هذه الكوكبة وسعدت أيما سعادة لحظة مصافحتي لجلالة الملك حين سألني عن أحوالي في إشارة تؤكد أن جلالته لا ينسى أحداً ممن يمرون في ذاكرته التاريخية في أي مجال من مجالات الحياة وهذه سمة قلما تجدها في الإنسان العادي فكيف إذا جاءتك من رأس الدولة المحاط بانشغالات لا أول لها ولا آخر.
ليس هذا فحسب بل إن ترجل جلالته من على منصته الملكية وقيامه بمصافحة الحضور واحداً واحداً لهو قمة التواضع وقمة التقدير لمن جاؤوا للسلام على جلالته.
هذا المشهد التاريخي يضاف إلى كثير من المشاهد الإنسانية التي تجسد تواضع الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع أبناء شعبه من مختلف الأطياف وخصوصاً مع الرياضيين منهم والذين يكن لهم كل التقدير والاحترام نظير ما يقدمونه للوطن من إنجازات مشرفة تعكس إخلاصهم وولاءهم لهذه الأرض الطيبة.
كان ذلك هو المشهد الذي سعدنا به في قصر الصخير العامر.
أما المشهد الآخر الذي يجسد الوجه الصادق للتكريم والوفاء فكان مسرحه نادي المحرق بعراد حين لبى الرئيس التاريخي السابق لنادي المحرق الشيخ حمد بن أحمد آل خليفة دعوة القلعة الحمراء بحضوره لرعاية أمسية الوفاء التي أقامتها مجموعة من أبناء النادي الأوفياء تخليداً لذكرى الرعيل السابق من الرياضيين والإداريين من الأحياء والأموات الذين خدموا النادي في العديد من المناسبات وأسهموا في تحقيق العديد من الإنجازات المحلية والخارجية فكانت لفتة مثالية لا تقدر بثمن.
وجود راعي الحفل الشيخ حمد بن أحمد آل خليفة في قلب الحدث هو في حد ذاته قمة التكريم والوفاء من هذا النادي العريق لهذا الرئيس الذي كتب تاريخاً مرصعاً بالإنجازات التي تشهد عليها خزينة النادي المزدحمة بالكؤوس والدروع والأوسمة.
ولعل المشهد الأروع في هذه الأمسية المحرقاوية هي لحظة تكريم (الأب) صالح سائق الباص الخشبي الذي كان متخصصاً في نقل لاعبي وجماهير المحرق لسنوات طويلة وكان يرفض أي عرض من أي جهة أخرى تتزامن مع مباراة لفريق المحرق دون أن يتغاضى أجراً من النادي.
هكذا هو الولاء والانتماء الذي يميز المحرقاوية خصوصاً في تلك الحقبة الذهبية وهكذا هو الوفاء الذي استحق أن يقابل بهكذا تكريم معنوي كانت ردود فعله واضحة على محيا هذا الرجل الذي ندعو له بدوام الصحة والعافية وطول العمر.
لقد سردنا أكثر من مشهد من مشاهد التكريم والتقدير المثالية التي تجسد المعاني الصادقة التي لا تقدر بأثمان مالية!