يبدو أن حوار التوافق الوطني يحقق تقدماً، ويبدو أن قناعة بهذه الحقيقة بدأت تترسخ لدى أولئك الرافضين له والذين يريدون أن يفرضوا رأيهم وتصوراتهم للخروج من الأزمة التي أفقدتنا طعم الحياة وأفقدتنا حتى الابتسامة التي هي بمثابة «العلامة التجارية» المعتمدة للإنسان البحريني الذي طوال حياته يؤمن بأن الابتسامة في وجه الآخر.. صدقة.
الإحساس بتقدم الحوار وقرب المتحاورين من تحقيق النجاح المنتظر جعل ذلك البعض يتجه نحو تفعيل بعض «آلياته» فيوسع من دائرة انتقاده للمتحاورين من «رفاق الدرب» ويحرك الطلبة في المدارس بتحويلهم إلى «ثوريين» في رسالة واضحة إلى الجمعيات السياسية بأنها إنما تسعى إلى الحصول على قطعة من الكعكة قبل أن ينفض المولد. الرسالة تقول لهم بوضوح إن «عليكم الانسحاب من الحوار وأن تعلموا جيداً أن استمراركم فيه نصنفه في باب الخيانة.. وأنه لاتزال في أيدينا أدوات يمكننا أن نفشل بها ما قد تتوصلون إليه.. فنحن حتى الآن لم نحرك الطلبة في المدارس ولم «نثورهم»».
المتابع لشؤون الحوار يلاحظ مقدار النقد الذي صاروا يوجهونه إلى المتحاورين من ممثلي الجمعيات الخمس والذي ازداد قسوة في الأيام الأخيرة. البعض الذي اختار العيش في الخارج قال إن الجمعيات الخمس تستعجل الحلول وإنها تتحدث عن الشراكة «مع ائتلاف فبراير» ثم تنفرد في القرارات المصيرية، وقال إن الحوار مكيدة وخديعة ومؤامرة لإجهاض «الثورة» وإن قسماً من «المعارضة» لا يجدون حرجاً في مسايرة هذا المشروع، وقال أيضاً إن على الجمعيات السياسية أن تحفظ ماء وجهها وتنسحب من الحوار.
والمتابع لما يدور في الساحة يتبين له أن ضوءاً أخضر قد أعطي لـ»القياديين» لتحريك ورقة الطلاب؛ حيث بدأت الحركة بمدرسة الجابرية الصناعية وسرعان ما انتقلت إلى مدرسة أخرى في إحدى القرى، والمتوقع أن يتم توسيع هذه الدائرة. في هذا الصدد قال ذلك البعض «ثورة الطلاب يجب دعمها وتشجيع الطلبة على الدفاع عن أنفسهم ومستقبلهم.. بتشكيل مجاميع حماية»، وقال «كل الثورات كان نجاحها مقروناً بثورة طلاب إلا في البحرين نطالب طلبتنا التزام السكون والتفرج على ضياع مستقبلهم المستهدف».
لكن بعضاً آخر من ذلك البعض الداعي إلى إشهار ورقة الطلاب فضل التحدث بشكل مباشر فقال «ثورة الطلاب جاءت لتقصف صفقة الحوار التي ستقدم للشعب كانتصار ومقدمة لتحقيق الديمقراطية من خلال تواجد المعارضة في أي تشكيلة وزارية قادمة»، وقال أيضاً بوضوح أكبر «انتفاضة طلبة المدارس جاءت لإنقاذ الثورة التي يرتب البعض لإخماد وهجها خلال صفقة الحوار التي يرتب للإعلان عنها بكذبة انتصار المعارضة».
هذا البعض وذاك أعلنا بوضوح أن «ثورة الطلاب لم تنطلق لتتوقف»، وهو بيان واضح جداً وتهديد باستخدام هذه الورقة لتخريب الحوار ولضمان استمرار الفوضى التي يموتون خارجها.
ترى لماذا لا يريد هؤلاء للحوار أن يستمر وينجح؟ ولماذا آثروا خسارة «رفاق الدرب» من الجمعيات السياسية على القبول بما قد يخرجون به من ربح من الحوار؟ سؤالان أكثر من مهميــن ينبغي من متابعي الحالــة البحرينية البحث لهما عن إجابة شافية، ذلك أن تفضيل تفكك المعارضة على ما سينتج عن الحوار من مكاسب للناس مسألة غير مفهومة وسر يحتاج إلى معرفة كنهه.
كان أحد المقيمين في الخارج قد نشر تغريدة تقول «الصمت على حوار المهزلة بحجة رص الصفوف هو كالقبول بالحكم الخليفي بحجة درء الفتنة الطائفية وكلاهما كاذب»، وهو ما يعني أن قراراً قد اتخذ بمواصلة خيار المواجهة مع السلطة وعدم السماح للهدوء بأن يحل حتى وإن خسروا الجمعيات السياسية.. الحليف الذي يغطيهم سياسياً ويبرر لهم.
{{ article.visit_count }}
الإحساس بتقدم الحوار وقرب المتحاورين من تحقيق النجاح المنتظر جعل ذلك البعض يتجه نحو تفعيل بعض «آلياته» فيوسع من دائرة انتقاده للمتحاورين من «رفاق الدرب» ويحرك الطلبة في المدارس بتحويلهم إلى «ثوريين» في رسالة واضحة إلى الجمعيات السياسية بأنها إنما تسعى إلى الحصول على قطعة من الكعكة قبل أن ينفض المولد. الرسالة تقول لهم بوضوح إن «عليكم الانسحاب من الحوار وأن تعلموا جيداً أن استمراركم فيه نصنفه في باب الخيانة.. وأنه لاتزال في أيدينا أدوات يمكننا أن نفشل بها ما قد تتوصلون إليه.. فنحن حتى الآن لم نحرك الطلبة في المدارس ولم «نثورهم»».
المتابع لشؤون الحوار يلاحظ مقدار النقد الذي صاروا يوجهونه إلى المتحاورين من ممثلي الجمعيات الخمس والذي ازداد قسوة في الأيام الأخيرة. البعض الذي اختار العيش في الخارج قال إن الجمعيات الخمس تستعجل الحلول وإنها تتحدث عن الشراكة «مع ائتلاف فبراير» ثم تنفرد في القرارات المصيرية، وقال إن الحوار مكيدة وخديعة ومؤامرة لإجهاض «الثورة» وإن قسماً من «المعارضة» لا يجدون حرجاً في مسايرة هذا المشروع، وقال أيضاً إن على الجمعيات السياسية أن تحفظ ماء وجهها وتنسحب من الحوار.
والمتابع لما يدور في الساحة يتبين له أن ضوءاً أخضر قد أعطي لـ»القياديين» لتحريك ورقة الطلاب؛ حيث بدأت الحركة بمدرسة الجابرية الصناعية وسرعان ما انتقلت إلى مدرسة أخرى في إحدى القرى، والمتوقع أن يتم توسيع هذه الدائرة. في هذا الصدد قال ذلك البعض «ثورة الطلاب يجب دعمها وتشجيع الطلبة على الدفاع عن أنفسهم ومستقبلهم.. بتشكيل مجاميع حماية»، وقال «كل الثورات كان نجاحها مقروناً بثورة طلاب إلا في البحرين نطالب طلبتنا التزام السكون والتفرج على ضياع مستقبلهم المستهدف».
لكن بعضاً آخر من ذلك البعض الداعي إلى إشهار ورقة الطلاب فضل التحدث بشكل مباشر فقال «ثورة الطلاب جاءت لتقصف صفقة الحوار التي ستقدم للشعب كانتصار ومقدمة لتحقيق الديمقراطية من خلال تواجد المعارضة في أي تشكيلة وزارية قادمة»، وقال أيضاً بوضوح أكبر «انتفاضة طلبة المدارس جاءت لإنقاذ الثورة التي يرتب البعض لإخماد وهجها خلال صفقة الحوار التي يرتب للإعلان عنها بكذبة انتصار المعارضة».
هذا البعض وذاك أعلنا بوضوح أن «ثورة الطلاب لم تنطلق لتتوقف»، وهو بيان واضح جداً وتهديد باستخدام هذه الورقة لتخريب الحوار ولضمان استمرار الفوضى التي يموتون خارجها.
ترى لماذا لا يريد هؤلاء للحوار أن يستمر وينجح؟ ولماذا آثروا خسارة «رفاق الدرب» من الجمعيات السياسية على القبول بما قد يخرجون به من ربح من الحوار؟ سؤالان أكثر من مهميــن ينبغي من متابعي الحالــة البحرينية البحث لهما عن إجابة شافية، ذلك أن تفضيل تفكك المعارضة على ما سينتج عن الحوار من مكاسب للناس مسألة غير مفهومة وسر يحتاج إلى معرفة كنهه.
كان أحد المقيمين في الخارج قد نشر تغريدة تقول «الصمت على حوار المهزلة بحجة رص الصفوف هو كالقبول بالحكم الخليفي بحجة درء الفتنة الطائفية وكلاهما كاذب»، وهو ما يعني أن قراراً قد اتخذ بمواصلة خيار المواجهة مع السلطة وعدم السماح للهدوء بأن يحل حتى وإن خسروا الجمعيات السياسية.. الحليف الذي يغطيهم سياسياً ويبرر لهم.