بدأت الوفاق تصرح يمنة ويسرة عبر عديد من عناصرها بشأن الحوار الذي أشار له سمو ولي العهد في كلمته أمام منتدى حوار المنامة، وكل التصريحات تركز على رسالة موحدة تبرز بين مضامينها المختلفة، وهي عدم وضع شروط مسبقة.
الوفاق تتعهد عبر تصريحات عناصرها بأنها لن تطرح شروطاً وطلبات حتى تدخل في الحوار الجديد، وهذا التغير في الموقف لابد وأن يقود الناس للتفكير بشأن وجود مسبب له.
لن نقول هنا ابحثوا عن إيران، فالأخيرة لا يهمها إلا أن تعيش البحرين على صفيح ساخن، لكن نقول هنا ابحثوا عن الأمريكان، إذ بحسب ما بدأ ينتشر بشكل كبير أن التعاطي الجديد للوفاق -أقلها إعلامياً- بشأن الحوار يأتي بعد نصيحة أمريكية رأت بأن حراك الوفاق الحالي إن استمر فإنه لن ينجح في تحقيق شيء للجمعية، وعليه فإن التخلي عن كل مظاهر الصدام والتصعيد حول الحل الوحيد حتى تجد الوفاق نفسها جالسة على طاولة حوار مع الدولة.
بالضرورة سيشكك الناس بنوايا الوفاق، وسيعتبرون تصريحاتها المسبقة بشأن الحوار مناورة سياسية (كما قال علي سلمان بنفسه) وأنها تهدف أولاً إلى الوصول لطاولة الحوار بعدها يحصل ما يحصل وتعود الشروط حينها.
المشكلة ليست في الوفاق بشأن هذا الحوار، إذ نعرف تماماً بأن الوفاق تنظر له كـ»طوق نجاة» يمكن من خلاله استعادة بعض المكاسب التي تخلت عنها طوعاً لا جبراً منها موقعها في السلطة التشريعية، وأن الوفاق أيضاً تنظر للحوار الجديد على أنه «فرصة» أخرى يمكن الاستفادة منها للتصعيد بالأخص الإعلامي لو سارت الأمور على عكس ما يريدون.
إن كتب لهذا الحوار أن يتم فهو سيكون الثالث من نوعه منذ بدء المحاولة الانقلابية في فبراير 2011، سيكون الثالث بعد حوار أول تم عبر لقاءات مبعثرة خلال الأزمة مارست فيها الوفاق كل صور التعنت والرفض ورفعت سقف المطالب وبدأت تملي الشروط يمنة ويسرة، فخسرت بذلك الفرصة كما وصفها بسيوني في تقرير لجنة تقصي الحقائق، ويكفيكم محاولة دفن هذه المعلومة في التراب!
سيكون هذا الحوار بعد حوار ثانٍ دعا له جلالة الملك وعقد في صيف 2011، وفيه حاولت الوفاق أن تعرقل سير الحوار بكل طريقة ووسيلة ممكنة، حاولت أن تفتعل المشاكل لتؤزم سير الجلسات وبعدها قررت الانسحاب خاصة حينما رأت بأنها غير قادرة على تحمل مخالفة عديد من الأطياف والتيارات لآرائها ومساعيها، فبدأت توجه لهم الاتهامات وشككت في مصداقيتهم واعتبرتهم مأجورين للدولة رافضة في الوقت ذاته أن تعتبرها الأطراف الأخرى مأجورة لأجندتها الفئوية الضيقة أو تبعيتها الواضحة للخارج.
اليوم إن كتب لهذا الحوار أن يعقد فيجب أن يوضع في الاعتبار أنها محاولة «ثالثة»، ويجب أن يوضع في الاعتبار أن عقده بمشاركة الوفاق سيكون بمثابة منحهم الفرصة الأخيرة لتصحيح مسارهم الانقلابي، وإن أفسدوا هذه الفرصة وفرطوا فيها فإنها يجب أن تكون الفرصة الأخيرة مثلما يقول المثل «الثالثة ثابتة».
طبعاً الدولة هي الداعية لهذا الحوار من خلال سمو ولي العهد، بالتالي على الدولة أن تضمن بأن هذا الحوار إن كتب له التحقق ألا يستثني أياً من قوى المجتمع المدني، ألا يكون حواراً مقتصراً على أطراف هي السبب في أزمة البحرين، وهي المدانة بالاستقواء بالخارج، وهي العاملة على تشويه صورة البحرين بالأكاذيب، وهي المعنية بتأجيج العنف وبتعزيز الشرخ الطائفي، وهي «السارقة» لأصوات مكونات المجتمع بغير رضا سواد كبير منهم من الشيعة والسنة.
أي حوار سيقتصر على الوفاق دون القوى الأخرى لن يكون حواراً معترفاً به، وكيف تريدون للمواطنين المخلصين الذين وقفوا دفاعاً عن بلدهم أن يقبلوا بنتائج حوار «منفرد» للدولة مع من انقلب على الدولة وحاربها صراحة؟!
الوفاق تريد دخول الحوار بتوصية واضحة من الخارج وتحديداً من الأمريكان، بالتالي على السفير الأمريكي ألا ينسى التأكيد على أصدقائه بألا يفسدوا هذه الفرصة، وأن عليهم قبول ما تطرحه القوى المجتمعية، لأن أي تكرار لسيناريوهات إفشال الحوار أو الانسحاب منه لا تعني إلا تأكيد على كون الوفاق غير قادرة أصلاً على القبول بأبسط قواعد الديمقراطية باحترام الآراء الأخرى وقبول رأي الأغلبية. يفترض أن تكون فرصة أخيرة، إن فشلت من قبل الوفاق، فلن يكون مقبولاً من الدولة أن تواصل طرح مقترحات حوارات أخرى، إذ إلى متى سنظل نردد كلمة حوار، ومن يدعون أنهم يطلبون الحوار يرفضونه كل مرة إن لم يكن على قياسهم؟!
على الدولة أن تكون واضحة بشأن هذا الحوار الجديد .. عليها أن تجيب على السؤال التالي مسبقاً: وماذا لو عمدوا لإفشال هذا الحوار؟! ماذا سيكون بعده؟!
- اتجاه معاكس..
رسالة للدولة بشأن الحوار، إذ واجب أن تضع في اعتبارها -قبل أي دعوة للحوار وقبل أي تنفيذ له- المكونات المخلصة لهذا البلد، بحيث تفسر لهم الجدوى من قبولهم الجلوس مجدداً في حوار مع عناصر لا توصف تصرفاتها وحراكاتها إلا بـ»خيانة» البلد وأفعالها ليست سوى «إرهاب ممنهج»، عليها أن تقنع المخلصين بشأن الفائدة من محاولة نسيان ضربات الغدر ومحاولة الانقلاب، هل إذا سامحتهم الدولة يعني بأن المواطن المخلص عليه أن يسامح وينسى؟!
نقول ذلك من منطلق اهتمامكم بمعرفة رأي الناس، وباعتبار أن لا شيء يجبر المخلص على الجلوس مع خائن، حتى الدولة مع احترامنا ومحبتنا لها!
{{ article.visit_count }}
الوفاق تتعهد عبر تصريحات عناصرها بأنها لن تطرح شروطاً وطلبات حتى تدخل في الحوار الجديد، وهذا التغير في الموقف لابد وأن يقود الناس للتفكير بشأن وجود مسبب له.
لن نقول هنا ابحثوا عن إيران، فالأخيرة لا يهمها إلا أن تعيش البحرين على صفيح ساخن، لكن نقول هنا ابحثوا عن الأمريكان، إذ بحسب ما بدأ ينتشر بشكل كبير أن التعاطي الجديد للوفاق -أقلها إعلامياً- بشأن الحوار يأتي بعد نصيحة أمريكية رأت بأن حراك الوفاق الحالي إن استمر فإنه لن ينجح في تحقيق شيء للجمعية، وعليه فإن التخلي عن كل مظاهر الصدام والتصعيد حول الحل الوحيد حتى تجد الوفاق نفسها جالسة على طاولة حوار مع الدولة.
بالضرورة سيشكك الناس بنوايا الوفاق، وسيعتبرون تصريحاتها المسبقة بشأن الحوار مناورة سياسية (كما قال علي سلمان بنفسه) وأنها تهدف أولاً إلى الوصول لطاولة الحوار بعدها يحصل ما يحصل وتعود الشروط حينها.
المشكلة ليست في الوفاق بشأن هذا الحوار، إذ نعرف تماماً بأن الوفاق تنظر له كـ»طوق نجاة» يمكن من خلاله استعادة بعض المكاسب التي تخلت عنها طوعاً لا جبراً منها موقعها في السلطة التشريعية، وأن الوفاق أيضاً تنظر للحوار الجديد على أنه «فرصة» أخرى يمكن الاستفادة منها للتصعيد بالأخص الإعلامي لو سارت الأمور على عكس ما يريدون.
إن كتب لهذا الحوار أن يتم فهو سيكون الثالث من نوعه منذ بدء المحاولة الانقلابية في فبراير 2011، سيكون الثالث بعد حوار أول تم عبر لقاءات مبعثرة خلال الأزمة مارست فيها الوفاق كل صور التعنت والرفض ورفعت سقف المطالب وبدأت تملي الشروط يمنة ويسرة، فخسرت بذلك الفرصة كما وصفها بسيوني في تقرير لجنة تقصي الحقائق، ويكفيكم محاولة دفن هذه المعلومة في التراب!
سيكون هذا الحوار بعد حوار ثانٍ دعا له جلالة الملك وعقد في صيف 2011، وفيه حاولت الوفاق أن تعرقل سير الحوار بكل طريقة ووسيلة ممكنة، حاولت أن تفتعل المشاكل لتؤزم سير الجلسات وبعدها قررت الانسحاب خاصة حينما رأت بأنها غير قادرة على تحمل مخالفة عديد من الأطياف والتيارات لآرائها ومساعيها، فبدأت توجه لهم الاتهامات وشككت في مصداقيتهم واعتبرتهم مأجورين للدولة رافضة في الوقت ذاته أن تعتبرها الأطراف الأخرى مأجورة لأجندتها الفئوية الضيقة أو تبعيتها الواضحة للخارج.
اليوم إن كتب لهذا الحوار أن يعقد فيجب أن يوضع في الاعتبار أنها محاولة «ثالثة»، ويجب أن يوضع في الاعتبار أن عقده بمشاركة الوفاق سيكون بمثابة منحهم الفرصة الأخيرة لتصحيح مسارهم الانقلابي، وإن أفسدوا هذه الفرصة وفرطوا فيها فإنها يجب أن تكون الفرصة الأخيرة مثلما يقول المثل «الثالثة ثابتة».
طبعاً الدولة هي الداعية لهذا الحوار من خلال سمو ولي العهد، بالتالي على الدولة أن تضمن بأن هذا الحوار إن كتب له التحقق ألا يستثني أياً من قوى المجتمع المدني، ألا يكون حواراً مقتصراً على أطراف هي السبب في أزمة البحرين، وهي المدانة بالاستقواء بالخارج، وهي العاملة على تشويه صورة البحرين بالأكاذيب، وهي المعنية بتأجيج العنف وبتعزيز الشرخ الطائفي، وهي «السارقة» لأصوات مكونات المجتمع بغير رضا سواد كبير منهم من الشيعة والسنة.
أي حوار سيقتصر على الوفاق دون القوى الأخرى لن يكون حواراً معترفاً به، وكيف تريدون للمواطنين المخلصين الذين وقفوا دفاعاً عن بلدهم أن يقبلوا بنتائج حوار «منفرد» للدولة مع من انقلب على الدولة وحاربها صراحة؟!
الوفاق تريد دخول الحوار بتوصية واضحة من الخارج وتحديداً من الأمريكان، بالتالي على السفير الأمريكي ألا ينسى التأكيد على أصدقائه بألا يفسدوا هذه الفرصة، وأن عليهم قبول ما تطرحه القوى المجتمعية، لأن أي تكرار لسيناريوهات إفشال الحوار أو الانسحاب منه لا تعني إلا تأكيد على كون الوفاق غير قادرة أصلاً على القبول بأبسط قواعد الديمقراطية باحترام الآراء الأخرى وقبول رأي الأغلبية. يفترض أن تكون فرصة أخيرة، إن فشلت من قبل الوفاق، فلن يكون مقبولاً من الدولة أن تواصل طرح مقترحات حوارات أخرى، إذ إلى متى سنظل نردد كلمة حوار، ومن يدعون أنهم يطلبون الحوار يرفضونه كل مرة إن لم يكن على قياسهم؟!
على الدولة أن تكون واضحة بشأن هذا الحوار الجديد .. عليها أن تجيب على السؤال التالي مسبقاً: وماذا لو عمدوا لإفشال هذا الحوار؟! ماذا سيكون بعده؟!
- اتجاه معاكس..
رسالة للدولة بشأن الحوار، إذ واجب أن تضع في اعتبارها -قبل أي دعوة للحوار وقبل أي تنفيذ له- المكونات المخلصة لهذا البلد، بحيث تفسر لهم الجدوى من قبولهم الجلوس مجدداً في حوار مع عناصر لا توصف تصرفاتها وحراكاتها إلا بـ»خيانة» البلد وأفعالها ليست سوى «إرهاب ممنهج»، عليها أن تقنع المخلصين بشأن الفائدة من محاولة نسيان ضربات الغدر ومحاولة الانقلاب، هل إذا سامحتهم الدولة يعني بأن المواطن المخلص عليه أن يسامح وينسى؟!
نقول ذلك من منطلق اهتمامكم بمعرفة رأي الناس، وباعتبار أن لا شيء يجبر المخلص على الجلوس مع خائن، حتى الدولة مع احترامنا ومحبتنا لها!