يجب على الجميع اليوم أن يدافع عن عروبة البحرين، فهي عربية وستظل عربية، ليس من منطق العنصرية وإنما هذه هي الحقيقة التاريخية لهذه الجزيرة، ومن أراد مصادرة عروبة البحرين فإنه يصادر تاريخاً بأكمله.
من المؤكد أن هنالك عوامل كثيرة تُسْهِم في إضعاف وخلخلة واقع العروبة في عصرنا الراهن، فالهجرات الحاصلة والاندماج السلبي مع الأجناس واللغات الأخرى، إضافة لما يميز منطقة الخليج العربي بتوافد الملايين عليها لأجل العمل (العمالة الأجنبية الوافدة) شكلت في مجملها صورة ضبابية قاتمة منعت الرؤية الوضحة لعروبة لهذه الأوطان، وساهمت في عدم حماسة هذا الجيل لعروبته.
من المهم جداً ونحن نتحدث عن عروبة البحرين تحديداً أن نعالج هذا القصور بطريقة رسمية وشعبية، حتى نظهر عروبة هذا الوطن بوعي كبير، وببصيرة جادة، بعيداً عن المزايدات أو الدعايات الجوفاء، لأن عروبة البحرين أوضح من الشمس في رابعة النهار، لكن ومع ذلك فإننا نريد أن نثبت هذا الواقع من خلال إبراز سمات (العربية) في كل شيء.
يبدأ الاهتمام بعروبة البحرين من داخل الأسرة، ومن مناهجنا الدراسية التي تدعم وتحفز جمال وأهمية اللغة العربية فينا، ثم تنتقل العربية إلى كل جامعاتنا فننمو معها، وبعدها ترحل معنا في مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية بطريقة إلزامية، لا أن ترفض المؤسسة التشريعية مع الأسف الشديد اعتماد اللغة العربية حتى في مراسلاتنا!!.
بعدها يأتي الدور الرسمي في الحفاظ على هذه العروبة من خلال مراقبة لافتات المحال التجارية، والكثير من الأمور المتعلقة بالإعلانات والدعايات التي لا تفقه العربية، والتي تعلَّق على مداخل ومخارج شوارعنا.
كنَّا نتمنى لو أَجْبَرَت الدولة أصحاب المحال التجارية في الأسواق الشعبية من المنامة إلى المحرق أن يكون كل المتصدِّين لعملية البيع واستقبال الزوار من السائحين العرب والأجانب في تلك المتاجر من البحرينيين، كما فعلت حين أجبرت سائق الأجرة في مطار البحرين الدولي أن يلبس الزي الخليجي والعربي، لإبراز مظاهر من العروبة والوطنية حين يستقبل هذا السائق كل السائحين، فيعرفون حينها أنهم في بلد عربي أصيل وذلك من خلال لباسه ومنطقه.
تحدثت مع مجموعة من الوافدين العرب فاستنكروا صمت الجهات الرسمية عن الأخطاء الشائعة في التعامل مع العربية في هذا البلد العربي، بدءاً من اللافتات المكتوبة وانتهاء باللغات المستهجنة المتداولة من الآسيويين الذين يديرون حركة البيع في واجهات المحال التجارية في شارع باب البحرين وسوق القيصرية وغيرها، والذي من المفترض أن يكون كل الباعة فيها من أهل هذا البلد.
ونحن على أعتاب (المنامة عاصمة السياحة العربية 2013 ) يكون لزاماً على الدولة أن تتشدد في تثبيت أركان العروبة في هذا الوطن الغالي، وأن تكون العربية هي عنوان المنزل والمدرسة والجامعة والعمل والمراسلات والمكاتبات وفي كل الواجهات والإعلانات المتداولة.
لا يمكن أن نتحدث عن (المنامة عاصمة السياحة العربية 2013) والكثير من الأمور لا تشي بهذا الأمر على أرض الواقع، اللهم إلا في البند الدستوري الأول الذي يقول (مملكة البحرين عربية)، لذا يجب تخليص البحرين من كل شوائب الأجنبيات واستعادة هيبتها العربية، وما تنصيب البحرين عاصمة للسياحة العربية إلا فرصة تاريخية لا تعوض لأجل تعريب البحرين العربية، ذلك الخط الأحمر الذي لا يجب أن يمس أو يغيَّر بأية هوية أخرى.