جاء في المقابلة التي أجراها الراديو الكندي مع مسؤول صحيفة «الانقلابيين» تلك التي تريد أن تسقط الحكومة وتثبت مكانها حكومة إيرانية أنه «بالنسبة للمعارضة والقوى الفاعلة في المجتمع فقد أبدت استعدادها أن تدخل في حوارات جادة وأعلنت أنها تدين العنف»، لقد نقل صورة كاذبة عن الانقلابيين بأنهم يسعون للحوار، عندما أخفت حوارهم المشروط بإسقاط الحكومة وتحقيق كل شروطهم من سيطرة كاملة على الجيش والأمن لصالح إيران حتى يتمكن «الحرس الثوري البحريني الإيراني» من البحرين، لأنهم يكذبون كي يتمكنون.
كما أدلت تلك الأخرى التي يطلق عليها ناشطة سياسية وما هي إلا ناشطة صفوية، حيث قالت «لا أدري ما هي المبالغة عندما تكون النقاط التي تطالب بها المعارضة في وثيقة المنامة مثلاً أن تكون الحكومة تمثل الإرادة الشعبية وهو ما يتوافق مع ما ذكره صاحب السمو الملكي ولي العهد في عام 2011»، وهاهو كذبهم بلغ حتى الجرأة أن يسوقوا كلاماً على لسان حكام البلد وأقوالاً لم يقولوها أبداً، ولن يقولوها، ثم نسأل هنا، أي وثيقة منامة أو»حمامة»، فهذه الوثيقة إيرانية الحبر والصنع، وما دندنتكم ومطالبتكم بالحوار إلا لأن الأوامر جاءتكم من طهران، فو الله أنتم أجبن من أن تتجرؤوا بفتح أفواهكم بكلمة أو همسة من غير أن يأتيكم الهمس والرمس من خامنئي، فها أنتم اليوم تصوغون المقالات وتتصلون بالإذاعات وتشيعون الكذب والخرافات بأنكم أهل صلح وتطلبون الهدنة والسدنة، وأنتم في الحقيقة تكذبون في كل شيء فلقد كذبتم حتى في الحقائق والأدلة المصورة وقلتم إنها دمية مفبركة، كما أنكرتم صلتكم بإيران التي هي منبتكم وموجهكم، واعلموا علم اليقين الأكيد أن الفرس ليس لهم مكان في حكم بلاد العرب، فاذهبوا إلى «أصفهان» و»عبدان» هناك طالبوا بحكومة تمثلكم أنتم المهجرون، الذي لم تسعكم أرض إيران رغم مساحتها ووسعتها وخيراتها، فجئتم ترجون الحياة في بلاد العرب والكرم فلفتكم وحيتكم، فإذا كانت دماؤكم تحن إلى منبعها ومجراها، فكيف لكم اليوم تطالبون أن تحكموا دولة عربية خليجية منذ فجر التاريخ والإسلام.
إنهم والله كاذبون فيددنهم الكذب إلى أن يتمكنوا.
وإنها ليست مبالغة بل وقاحة وحماقة عندما يطالب الفرس باستبدال الحكومة، بل ولأنهم لا يمتون إلى العرب بصلة دم أو قرابة، فهاهم يبتون تعاملهم مع المنظمات الأجنبية وهي من اشتراطاتهم التي ذكروها «المعارضة قدمت الكثير من الاقتراحات، من بينها إيجاد مكتب للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في البحرين، لأنها جهة ذات ثقة وخبرة، بحيث تكون هي الحكم لتنفيذ خريطة الطريق»، فتباً ثم تباً لكم يا من تسعون لاستعمار البحرين، أيها العملاء تريدون أن يكون مكتب «بول برايمر» آخر في البحرين، ليفتح لكم الطريق ويسلمكم الحكم، بول برايمر آخر في البحرين ينفذ تعليمات «عيسى قاسم» كما نفذ بول برايمر العراق تعليمات «السيستاني»، نعم.. إنها نفس التجربة ونفس النظرية فاليوم مكتب حقوق الإنسان وغداً مكتب «حاكم»، فو الله أنكم أشر الكذابين.
وهانحن اليوم نقرأ إيحاءات وإشارات وتمهيدات بعدما جاءت الأوامر من طهران، فلذلك نرى الأفواه تفتح وتطبق على حديث ومقال واحد، هو استجداء الحوار، حتى لو نفذ شرط أو شرطين من مطالبهم، فهي في الأخير لهم فيها مكاسب ومنها مغانم، فستكون بداية كمدخل ومنه يبدأ التفرع والتفرعن، ويعلمون أنه لا بد أن الدولة ستنفذ لهم بعضاً من شروطهم، وقد ترى الدولة أن فتح مكتب للمفوضية السامية لا مانع فيه، وهنا تبدأ المشكلة حين يتحول المكتب إلى مكتب حكم وانتداب ووصاية، فبعدها كيف يمكن غلقه وطرده؟ وكيف يمكن أن تكون هناك حرية للدولة في قراراتها وتحالفاتها مع دول الخليج، التي سترى المفوضية تتدخل حتى في التحالفات العسكرية والاتحادات الخليجية؟ أو قد يتم الموافقة على شروط أخرى، وأن أي شرط فيها هو شرط محكم أعد للتغلغل والانطلاق من خلاله من جديد.
وفي الأخير الاتفاق والهدنة حتى بدون شروط لهم مكسب، منها سيعودون إلى المجلس النيابي والشورى، وستكون لهم وزارات وقد يأتون على ما تبقى منها، فهي الآن بيدهم، ولكن لا يريدون أن يكونوا كل الموظفين فحسب، بل الوزير، والوكيل، والمدير، والرئيس، والمهندس، والطبيب، والمراسل، والحارس، فهذه هي الخطة الجديدة التي ستنفذ بعد التراضي.
ولكن هنا نريد أن نذكر أهل الحل والعقد، نذكرهم بتحذير الله تعالى من المكذبين في قوله «فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ»، وأنهم كذابون ويكذبون وسيكذبون كل يوم في لقاءاتهم ومقالاتهم وتغريداتهم فلا تطيعوهم وتدهنوا فيغدروا بكم.