تعتبر سوق المنامة من أهم الأسواق التراثية في الوطن العربي، إن لم نجزم أنها بهذه الأهمية أيضاً على المستوى العالمي، لأنها باختصار شديد ضاربة في القِدم والتاريخ، ولأنّ من شيَّدها هم أجدادنا وأجداد أجدادنا، لهذا تستحق أن تكون مركزا للتراث الحضاري في البحرين، وعليه وجب الحفاظ عليها وصونها من الاندثار.
في لقاء عاطفي حزين جمعني ببعض تجار سوق المنامة، وصلتُ معهم إلى نتيجة مفادها أن سوق المنامة تحتضر لأجل الموت مع سبق الإصرار والترصد، فلا تطوير يطالها ولا اهتمام يوُلى لها، رغم أنها هي الأصل التجاري في هذا الوطن.
يقول أحد تجارها (نحن نجزم أن الجهات المسؤولة غير مكترثة بسوق المنامة، وكل ما فعلته اليوم، أنها طوَّرت شارعا واحدا فقط، ألا وهو شارع باب البحرين، ولم يكن تطورا نحو إحياء التراث، بل تحولت المتاجر اللصيقة به إلى مجمع تجاري حديث، مما أدى إلى انتفاء الهدف من التطوير، ولو لم يكن شارع باب البحرين من الواجهات السياحية المهمة، لمات كما ماتت بقية شوارع السوق).
يؤكد أحد تجار سوق المنامة قائلاً (سوق بحجم ومساحة وعراقة سوق المنامة، لا توجد فيها أيَّة خدمات ضرورية، بل لا توجد دورة مياه عامة واحدة في كل أرجاء السوق منذ نشأتها الأولى، سوى دورة مياه هُدِّمتْ، كانت قديما بالقرب من حوطة البونيان، أما بالنسبة لتوافر مواقف السيارات فإنها أصبحت أمراً غير ملحٍ في نظر الدولة، لأن السوق كلها ليست مهمة في الأساس).
مجمعات تجارية كبيرة، ومتاجر منتشرة في كل شوارع ومناطق البحرين، وإهمال كبير من قِبلِ الجهات المختصة فيما يخص تطوير سوق المنامة، كل ذلك أدى إلى اندثار هويتها وضياعها، حتى هجرها أهلها، فأضحتْ سوقاً للآسيويين فقط، والقليل من الكَسَبة من أبناء هذا الوطن.
ليس هذا فحسب، فأعمال العنف والمسيرات السياسية شبه الأسبوعية في سوق المنامة الكسيحة أضرت بهؤلاء الكسبة من تجار البحرين والمنامة، وكأنها كانت محتاجة فقط إلى مظاهرات واحتجاجات سياسية حتى تَسْقُط في حضن الكساد وقطع الأرزاق.
لن نذهب بعيداً، هنالك اليوم من بين دول الخليج العربي دُول تحاول أن تجعل من معالمها التاريخية الحديثة جداً، معالم لها ولكل من يزورها من السياح والزوار والضيوف، فتقوم بتجديد أسواقها الشعبية التي لم يصل عمرها إلى ربع عمر سوق المنامة، لتقول تلك الدول المجاورة لكل شعوب العالم هلمُّوا إلينا لتشاهدوا تراثنا وتاريخنا، بينما نحن الذين نملك أكبر سوق شعبية على مستوى العالم لم نستطع توظيف تاريخها وعراقتها وأناقتها التراثية لجلب المواطنين لها فضلاً عن السياح الأجانب!!.
هنالك دول عظمى تبحث لها عن تاريخ، ونحن الذين نملك عبق التاريخ ومركزه، نهديه لباعة آسيويين في سوق تعتبر من أعرق أسواق الدنيا، لأن تفكير المسؤول البحريني وصل إلى قناعة مفادها أن المجمعات التجارية الإسمنتية القبيحة هي البديل الأمثل والأقوى لسوق كسيحة كعجائزنا وشيوخنا، متناسين أن البركة الحقيقية تتجلى في سوق لها من الوهج والذاكرة ما يضيء مدناً بأكملها، كما إن سوق المنامة هي الأصل، وهي التي تربى فيها كبار هذا الوطن ورجاله من التجار والوجهاء والمسؤولين الكبار والمثقفين والأساتذة والشعراء، فهي الأم الحنون، ولهذا نسأل من تربى تحت ظلالها ومن خيراتها، لماذا كل هذا العقوق؟
أَحْيُوا سوق المنامة لأنها أُمُّنا جميعاً، وهي تستحق اليوم منَّا أكثر من مجرد مقال عابر لصحافي صغير، يا أيها النائب والبلدي والمسؤول.
في لقاء عاطفي حزين جمعني ببعض تجار سوق المنامة، وصلتُ معهم إلى نتيجة مفادها أن سوق المنامة تحتضر لأجل الموت مع سبق الإصرار والترصد، فلا تطوير يطالها ولا اهتمام يوُلى لها، رغم أنها هي الأصل التجاري في هذا الوطن.
يقول أحد تجارها (نحن نجزم أن الجهات المسؤولة غير مكترثة بسوق المنامة، وكل ما فعلته اليوم، أنها طوَّرت شارعا واحدا فقط، ألا وهو شارع باب البحرين، ولم يكن تطورا نحو إحياء التراث، بل تحولت المتاجر اللصيقة به إلى مجمع تجاري حديث، مما أدى إلى انتفاء الهدف من التطوير، ولو لم يكن شارع باب البحرين من الواجهات السياحية المهمة، لمات كما ماتت بقية شوارع السوق).
يؤكد أحد تجار سوق المنامة قائلاً (سوق بحجم ومساحة وعراقة سوق المنامة، لا توجد فيها أيَّة خدمات ضرورية، بل لا توجد دورة مياه عامة واحدة في كل أرجاء السوق منذ نشأتها الأولى، سوى دورة مياه هُدِّمتْ، كانت قديما بالقرب من حوطة البونيان، أما بالنسبة لتوافر مواقف السيارات فإنها أصبحت أمراً غير ملحٍ في نظر الدولة، لأن السوق كلها ليست مهمة في الأساس).
مجمعات تجارية كبيرة، ومتاجر منتشرة في كل شوارع ومناطق البحرين، وإهمال كبير من قِبلِ الجهات المختصة فيما يخص تطوير سوق المنامة، كل ذلك أدى إلى اندثار هويتها وضياعها، حتى هجرها أهلها، فأضحتْ سوقاً للآسيويين فقط، والقليل من الكَسَبة من أبناء هذا الوطن.
ليس هذا فحسب، فأعمال العنف والمسيرات السياسية شبه الأسبوعية في سوق المنامة الكسيحة أضرت بهؤلاء الكسبة من تجار البحرين والمنامة، وكأنها كانت محتاجة فقط إلى مظاهرات واحتجاجات سياسية حتى تَسْقُط في حضن الكساد وقطع الأرزاق.
لن نذهب بعيداً، هنالك اليوم من بين دول الخليج العربي دُول تحاول أن تجعل من معالمها التاريخية الحديثة جداً، معالم لها ولكل من يزورها من السياح والزوار والضيوف، فتقوم بتجديد أسواقها الشعبية التي لم يصل عمرها إلى ربع عمر سوق المنامة، لتقول تلك الدول المجاورة لكل شعوب العالم هلمُّوا إلينا لتشاهدوا تراثنا وتاريخنا، بينما نحن الذين نملك أكبر سوق شعبية على مستوى العالم لم نستطع توظيف تاريخها وعراقتها وأناقتها التراثية لجلب المواطنين لها فضلاً عن السياح الأجانب!!.
هنالك دول عظمى تبحث لها عن تاريخ، ونحن الذين نملك عبق التاريخ ومركزه، نهديه لباعة آسيويين في سوق تعتبر من أعرق أسواق الدنيا، لأن تفكير المسؤول البحريني وصل إلى قناعة مفادها أن المجمعات التجارية الإسمنتية القبيحة هي البديل الأمثل والأقوى لسوق كسيحة كعجائزنا وشيوخنا، متناسين أن البركة الحقيقية تتجلى في سوق لها من الوهج والذاكرة ما يضيء مدناً بأكملها، كما إن سوق المنامة هي الأصل، وهي التي تربى فيها كبار هذا الوطن ورجاله من التجار والوجهاء والمسؤولين الكبار والمثقفين والأساتذة والشعراء، فهي الأم الحنون، ولهذا نسأل من تربى تحت ظلالها ومن خيراتها، لماذا كل هذا العقوق؟
أَحْيُوا سوق المنامة لأنها أُمُّنا جميعاً، وهي تستحق اليوم منَّا أكثر من مجرد مقال عابر لصحافي صغير، يا أيها النائب والبلدي والمسؤول.