المنظمات الحقوقية لم تكن وحدها الساحة الأرحب للعمل المنظم؛ بل شاركتها جهات أخرى ذات علاقات وثيقة بالتغيير المنشود في العالم العربي، حيث نُسجت تلك العلاقات بتأني وتخطيط يفوق التصور، ولعل البداية لم تكن بافتتاح معهد «بروكينغز» فرعه في الدوحة في العام 2007، وتولي كل من سلمان شيخ وحميد شادي مناصب بحثية مهمة بمركز «سابان» المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، والذي من خلاله عمل شادي، المصري الأصل الأمريكي الجنسية، وعلى مدى سنوات للتبشير بالإخوان المسلمين عبر التنقل بين الدوحة والقاهرة وعمان في مهام «بحث».
لكن المتابع للقاءات الرجل منذ العام 2008 يعلم أن التبشير بمشروع الإخوان المسلمين كان الهدف الأول، حيث يقول في لقاء أجرته معه صحيفة «الدستور» المصرية في نفس العام إثر زيارته لمصر حين كان يعكف على دراسة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي وإمكانية الحوار مع الإسلاميين «حسب الصحيفة»، وذلك بالتزامن مع جلسة عقدتها لجنة الأمن القومي في الكونغرس الأمريكي، والتي ترأسها جوزيف ليبرمان، حول التطرف الإسلامي والخطوات التي يجب على الولايات المتحدة القيام بها للتصدي للتطرف، ومن ثمة أوصت اللجنة بدراسة أفكار خاصة بالتيارات الإسلامية.
وقال شادي في اللقاء إن «الإخوان في مصر يحتاجون انفتاحاً سياسياً أكثر، ويحتاجون لتداول السلطة، وأمريكا في مصلحتها أن تحاول أن تبني أنظمة سياسية مفتوحة، ومن المستحيل أن يحدث إصلاح سياسي حقيقي في الوطن العربي بدون الإسلاميين لأنهم أكبر قوى معارضة في المحيط السياسي، فمن مصلحة أمريكا أن تدير معهم نقاشات موسعة» انتهى.
قد يقول قائل؛ وما هي سلطة موظفين في مراكز بحثية لنولي كل هذا الاهتمام لما يفعلون ويعتقدون؟ قد يبدو السؤال السابق منطقياً لمن لم يتجشم العناء ليتعرف على تاريخ معهد بروكينغز وغيره من المراكز، وأنه إحدى دوائر صنع القرار الأمريكي، وهو ما فطنت إليه دولة قطر فسارعت للعمل معه ومن خلاله، فهذا المعهد كان من بين مهامه الرئيسة رسم سياسات للمارشال الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، وكان خلف الكثير من السياسات الأمريكية على مدى عهود، وتفوق ميزانيته ميزانيات دول بأسرها، وكان من أبرز مموليه وزارة الخارجية الأمريكية والدفاع «البنتاغون» وشركات كبرى، وعليه فوجوده في دولة قطر واتصالاته المبكرة بالإخوان المسلمين لم تكن إلا تمهيداً لنقلة عظمى في المنطقة، ويكفي أن نقف مع هذا التصريح الغريب الذي أطلقه شادي في أحد مقالاته مشجعاً الساسة الأمريكيين إلى استخدام المعونة الأمريكية كأداة ضغط لمساعدة الإخوان المسلمين على التخلص من المجلس العسكري، حيث قال: «إن صانعي السياسة الغربيين يصرون على أن المصريين يجب أن ينجزوا المرحلة الانتقالية من تلقاء أنفسهم، ولكن الحقيقة المؤسفة أنهم لا يستطيعون القيام بذلك»، مشيراً إلى أن العديد من الكتابات الأكاديمية أكدت الدور الحاسم الذي لعبته الجهات الدولية الفاعلة في إسقاط الأنظمة المستبدة.
وأوضح أن الديمقراطيين المصريين يواجهون عقبات كبيرة في دحر «النظام القديم» الذي يبدو راسخاً في مؤسسات الدولة.
لم يكن هذا التحرك خاصاً بالإخوان المسلمين؛ بل امتد ليشمل حركات إسلامية أخرى يرى فيها البحاثة من أمثال شادي أدوات للتغيير، وبالطبع كانت الحركات الراديكالية الشيعية في الطليعة.
.. وللحديث بقية
{{ article.visit_count }}
لكن المتابع للقاءات الرجل منذ العام 2008 يعلم أن التبشير بمشروع الإخوان المسلمين كان الهدف الأول، حيث يقول في لقاء أجرته معه صحيفة «الدستور» المصرية في نفس العام إثر زيارته لمصر حين كان يعكف على دراسة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي وإمكانية الحوار مع الإسلاميين «حسب الصحيفة»، وذلك بالتزامن مع جلسة عقدتها لجنة الأمن القومي في الكونغرس الأمريكي، والتي ترأسها جوزيف ليبرمان، حول التطرف الإسلامي والخطوات التي يجب على الولايات المتحدة القيام بها للتصدي للتطرف، ومن ثمة أوصت اللجنة بدراسة أفكار خاصة بالتيارات الإسلامية.
وقال شادي في اللقاء إن «الإخوان في مصر يحتاجون انفتاحاً سياسياً أكثر، ويحتاجون لتداول السلطة، وأمريكا في مصلحتها أن تحاول أن تبني أنظمة سياسية مفتوحة، ومن المستحيل أن يحدث إصلاح سياسي حقيقي في الوطن العربي بدون الإسلاميين لأنهم أكبر قوى معارضة في المحيط السياسي، فمن مصلحة أمريكا أن تدير معهم نقاشات موسعة» انتهى.
قد يقول قائل؛ وما هي سلطة موظفين في مراكز بحثية لنولي كل هذا الاهتمام لما يفعلون ويعتقدون؟ قد يبدو السؤال السابق منطقياً لمن لم يتجشم العناء ليتعرف على تاريخ معهد بروكينغز وغيره من المراكز، وأنه إحدى دوائر صنع القرار الأمريكي، وهو ما فطنت إليه دولة قطر فسارعت للعمل معه ومن خلاله، فهذا المعهد كان من بين مهامه الرئيسة رسم سياسات للمارشال الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، وكان خلف الكثير من السياسات الأمريكية على مدى عهود، وتفوق ميزانيته ميزانيات دول بأسرها، وكان من أبرز مموليه وزارة الخارجية الأمريكية والدفاع «البنتاغون» وشركات كبرى، وعليه فوجوده في دولة قطر واتصالاته المبكرة بالإخوان المسلمين لم تكن إلا تمهيداً لنقلة عظمى في المنطقة، ويكفي أن نقف مع هذا التصريح الغريب الذي أطلقه شادي في أحد مقالاته مشجعاً الساسة الأمريكيين إلى استخدام المعونة الأمريكية كأداة ضغط لمساعدة الإخوان المسلمين على التخلص من المجلس العسكري، حيث قال: «إن صانعي السياسة الغربيين يصرون على أن المصريين يجب أن ينجزوا المرحلة الانتقالية من تلقاء أنفسهم، ولكن الحقيقة المؤسفة أنهم لا يستطيعون القيام بذلك»، مشيراً إلى أن العديد من الكتابات الأكاديمية أكدت الدور الحاسم الذي لعبته الجهات الدولية الفاعلة في إسقاط الأنظمة المستبدة.
وأوضح أن الديمقراطيين المصريين يواجهون عقبات كبيرة في دحر «النظام القديم» الذي يبدو راسخاً في مؤسسات الدولة.
لم يكن هذا التحرك خاصاً بالإخوان المسلمين؛ بل امتد ليشمل حركات إسلامية أخرى يرى فيها البحاثة من أمثال شادي أدوات للتغيير، وبالطبع كانت الحركات الراديكالية الشيعية في الطليعة.
.. وللحديث بقية