لقد لاقى المرسوم الملكي الذي صدر عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتعيين سمو ولي العهد نائباً أول لرئيس الوزراء والتي أنيطت إليه مهمة جديدة وهي تطوير أداء أجهزة السلطة التنفيذية، صدى واسعاً في البلاد قوبل بالترحيب خصوصاً أن ولي العهد يتمتع برؤية عصرية ستساهم بلاشك في إيجاد نقلة نوعية في العمل الحكومي، لا سيما بعد تكاتف الأميرين كفريق عمل واحد، سيجعل البحرين تتقدم إلى الأمام.
وما يؤكد أن العمل الحكومي سيشهد دفعة قوية في التطوير هو أن سمو ولي العهد أكد بعد تعيينه في برقية إلى جلالة الملك أنه «لن يتوانى في بذل الجهد من أجل تحقيق تطلعات الملك والشعب لتبقى البحرين نموذجاً يحتذى به»، وبالتالي فإن تزواجاً سيكون بين التطلعات التي يمتلكها ولي العهد، والتي ستتوافق مع الخبرة العملية الكبيرة التي لدى رئيس الوزراء.
الآراء اتفقت على أن تعيين ولي العهد في هذا المنصب سيكون له عطاء من نوع جديد في الحكومة، سيصب في نهاية المطاف في مصلحة الوطن، كما أنه يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ بلادنا، حيث تتطلب تظافر جهود الجميع من أجل الخروج من عنق الزجاجة بعد عامين من الأزمة، حيث يتطلع الجميع لمستقبل واعد مع دخول ولي العهد إلى الحكومة، خاصة أنه كان قد قدم الكثير للعمل الحكومي من خلال مجلس التنمية الاقتصادية في الترويج للبحرين اقتصاديا، وانها بلد استثماري جاذب لرؤوس الأموال والمشاريع.
وعلى المستوى الشعبي استقبل المواطنون التعيين بارتياح تام، لأن ولي العهد لديه مؤهلات شخصية وخبرات اقتصادية وخدمية، تضاف إلى قربه من هموم جيل الشباب، ووصفوا القرار بالحكيم لأنه سيساهم في دعم الاستقرار ويدفع بوتيرة الإصلاح ويرتقي بأداء الأجهزة الحكومية بما يلبي طموحاتهم، فضلاً عن إمكانية أن يساهم ذلك في تجاوز آثار الأزمة للمضي في مسيرة الإصلاح والنهوض بالوطن، مستبشرين بهذا التعيين خيراً، لأنه سيتيح لولي العهد الاقتراب أكثر من هموم المواطنين.
وحقيقة ما يضاف أيضاً لشخصية سمو ولي العهد أنه ينتمي إلى جيل الشباب، ولديه رؤية للتطوير بعقلية منفتحة بالإضافة إلى قربه من احتياجات الشباب، حيث يعد طاقة شبابية واعدة، وله العديد من الإنجازات من المؤمل أن يكون عاملاً مهماً في تطوير أداء الجهاز التنفيذي إلى الأفضل، وهو ما سيعود بالخير للوطن والمواطن، لما يحمله من فكر مستنير حتماً سيخرج البلاد من مشاكلها التي عانت منها لسنوات.
وعلى المستوى السياسي فإن تعيين ولي العهد في هذا المنصب دليل على توافق الأسرة الحاكمة، وهو يخالف ما يروج له البعض، بأن هناك خلافات، فضلاً عن أن هذا التعيين الهدف منه تقوية السلطة التنفيذية، وتحميل ولي العهد مسؤولية أكبر بدخوله إلى مجلس الوزراء، كما يدل بلا شك على أن جلالة الملك المفدى ورئيس الوزراء وولي العهد يقفون خلف الحوار الوطني.
همسة:
يعتبر صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رجل دولة من الطراز الأول، استطاع وعلى مدى عقود طويلة أن يدير الحكومة بكل حنكة وخبرة، في مختلف المجالات، بفضل ما يمتلكه من نظرة ثاقبة بعيدة المدى، وبالتالي فإننا سنشهد تمازجاً بين الخبرة والرؤية في العمل الحكومي، بعد تعيين ولي العهد الذي يراهن عليه الكثيرون، ويعلقون عليه الآمال والتطلعات.