قرأت تغريدة بالصدفة لأخت قطرية تقول فيها إن يوم 22 مارس ستكون هناك وقفة تضامنية في الدوحة أمام السفارة الأمريكية من أجل الإفراج عن علي بن صالح آل كحلة المري، ثم تابعتها لأجدها تحشد بقوة لهذه الوقفة التضامنية مع هذا الشخص.
لفتت نظري وللمرة الأولى -وأعتذر عن جهلي- حكاية هذا الشاب الخليجي القطري الذي سيجتمع القطريون لأجله وأين؟ أمام السفارة الأمريكية، كيف لم نسمع عن حكايته من قبل؟.
أجريت مزيداً من البحث عن الشاب ووجدت -خاصة على «اليوتيوب»- ما يذيب القلب ويدميه لأفلام صورت له وعرضت وهو في محبسه الانفرادي سر بها محاميه الأمريكي الذي تبرع مجاناً للدفاع عنه، وأن الاهتمام بحكايته بدأت مؤخراً بعد أن كان هناك تعتيم كامل عليها أجهل أسبابه.
على «اليوتيوب» أفلام صورت حجم الغرفة ونوع السرير ومعاناته مع النوم وكيف يضطر أن يخلع ملابسه كاملة وهو يحاول أن يسد فتحة التكييف لأن حراسه تجاهلوا نداءاته المتكررة وطلبه بغلق المكيف البارد.
هذا الشخص أمضى 12 سنة بلا محاكمة، بلا توجيه تهمة، فهل هناك أفظع من هذا الانتهاك؟ والأفظع أن له أخاً حبس هو الآخر بلا تهمة وبلا محاكمة لمدة 7 سنوات، ثم أطلقوا سراحه دون تقديم أي تبرير أو اعتذار.
هل ممكن أن تتخيل أنك محبوس لمدة 7 سنوات انفرادي في غرفة هي بحجم القبر بلا محاكمة بلا محاميين بلا زيارة من هيومن رايتس ووتش، بلا زيارة من فرانك جاردندر، بلا جاك ستورك يصرح من أجلك، بلا تصريح من أوباما يقول فيه نحن قلقون على حقوق الإنسان المدعو علي بن صالح الكحلة المري؟ بلا اهتمام من مايكل بوزنر نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون حقوق الإنسان الذي يزورنا كل يومين ليطمئن على ضمانات المتهمين؟.
حكاية علي الكحلة المري تفضح حقيقة موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مسألة حقوق الإنسان حين تتعارض مع مسألة الأمن القومي الأمريكي، وكيف تتصرف الإدارة الأمريكية حين تطبق قانون «الباتريوت أكت»، وهو قانون يتيح للسلطات الأمنية الأمريكية أن تدوس على أية ضمانات وأية تشدقات بحقوق الإنسان، وتعطي السلطات الأمنية الأمريكية حق وسلطة واختصاص تقدير ما الذي يهدد الأمن الأمريكي، وحق واختصاص وسلطات كيفية التصرف تجاه هذه المخاطر دون اعتبارات أخرى.
فإن قدرت السلطات الأمنية الأمريكية أن شخصاً ما خطر على أمنها، جاز لها القانون أن تحبس هذا الشاب لمدة 12 سنة دون محاكمة ودون توجيه اتهام وفي غرفة منفردة مظلمة وتضع كاميرا تعمل 24 ساعة وتفتح التكيف عليه حتى يتجمد!.
كتب حكاية هذا الشاب محمد جابر المري في صحيفة بوابة الشرق، وهناك محطة تلفزيونية أمريكية صورت حلقة خاصة عن حكايته، أنقل لكم حكايته على لسان محمد جابر «أكثر من 12 عاماً مرت، بدقائقها وساعاتها وأيامها وشهورها وسنينها، ألماً ومعاناة قلما يمر بها أي إنسان، يتعرض في كل تفاصيلها للذل والتعذيب والقهر، ولولا إيمانه العميق أن الفرج بيد الخالق عز وجل، لفقد عقله ولما استطاع أن يتحمل كل هذه الضغوط، التي مارسها من يدعون أنهم من صنعوا وأرسوا دعائم الديمقراطية والعدل والمساواة!!.
أسيرنا القطري علي بن صالح الكحلة المري، أثبت للعالم بأسره حقيقة الغطرسة والعنجهية التي تمارسها السلطات الأمريكية، ليس فقط للعرقيات المختلفة، وإنما حتى لسكانها وشعبها، في سبيل تحقيق مبادئهم وقوانينهم الظالمة، علي المري قدم إلى الولايات المتحدة بصفة شرعية كطالب مبتعث من قبل دولته لإكمال دراسة الماجستير، ولم يدر في خلده أبداً أن حظه العاثر الذي جاء به قبل يوم فقط من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، سوف يدخله في عالم المجهول وظلم وتعسف هذا البلد، الذي جاء ليتعلم فيه ويأخذ شهادته بعد فترة وجيزة، ليجد نفسه متهماً ولكن دون أي دلائل، ويسجن ظلماً وبهتاناً لثماني سنوات، دون أن يحاكم أو توجه له أي تهمة!!.
مرت كل هذه السنوات وعلي المري في عزلة تامة ونسيان وتجاهل، وكأن التحدث عن قضيته جريمة يعاقب عليها القانون!! مع يقيننا أن هناك الكثير من المتعاطفين معه يتمنون لو يستطيعون أن يقدموا له شيئاً، ولكن ليس بيدهم شيء، هذا الأمر أثار انتباه المحاميين الأمريكيين أندرو جيه سافاج وجوناثان هافيتز، اللذين تطوعا للدفاع عن علي المري بعد أن خذله الجميع ووقفت الظروف كلها ضده!!.
مورست ضد أسيرنا علي المري شتى أنواع وصنوف العذاب طيلة السنوات التي قضاها في عدد من السجون الأمريكية، حتى أن محاميه سافاج أبدى استغرابه من قوة تحمله وصبره على هذه الإجراءات التعسفية التي تمارس ضده، ومع مرور هذه السنوات، يعاني علي المري من أمراض عدة تستلزم من السلطات الأمريكية الإفراج عنه وتسليمه لبلاده، ولكن للأسف ليس هناك تحرك يلفت نظر العالم بأجمعه لقضية هذا المواطن القطري، وبضرورة الإفراج عنه فوراً وإن كانت هناك أحكام عليه أن يقضيها في سجون بلاده، وألا يستمر هذا الظلم عليه!!.
من هنا شكلت ثلة من الرجال المخلصين في قطر لجنة لتخفيف وإنهاء معاناة أسيرنا القطري، وسميت هذه اللجنة بـ «لجنة أصدقاء علي آل كحلة» ووضعت لها أهدافاً وخطوات مرسومة، ودعت هذه اللجنة إلى أن تكون هناك وقفة تضامنية مع الأسير أمام مبنى السفارة الأمريكية يوم 22 مارس، لمطالبتهم بإنهاء معاناة علي وسرعة الإفراج عنه وعودته لبلاده وأهله.
ونحن هنا ندعو دولتنا الفتية وإعلامنا ومسؤولينا وكتابنا وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة لأن يقفوا مع الأسير علي المري، فلقطر ولله الحمد اليد الطولى في إنهاء العديد من الأزمات، وساهمت في تبني العديد من المصالحات بين الدول والشعوب، ولعل وساطتها الأخيرة للإفراج عن الرهينة السويسرية سيلفيا ايبرهارت، التي اختطفت قبل عام في اليمن لهي أكبر دليل على حسها الإنساني ورسالتها السامية في إفشاء السلام والعدل على كافة أرجاء المعمورة، ومن المؤكد أن لأسيرنا القطري علي المري الحق في أن تطالب دولته بأن يفك أسره ويعود لبلاده وأهله في أقرب وقت، وحان الأوان لطي صفحات معاناة هذا الأسير، الذي سطر أروع صور الصبر والجلد أمام جلادين لا يخافون الله في عباده» انتهى الاقتباس.
ولي كلمة أخيرة
لا أدعوكم لانتهاك حق أي إنسان وأطالب بالالتزام بضمانات المتهمين وحقوق المدانين بالحبس لكن أدعو كل مسؤول بحريني بدءاً من القيادة، ومن ثم جميع الوزراء وأعضاء السلطة التشريعية ومؤسساتنا المدنية، أن يستحضروا هذه القصة حين يجلسون مع أي مسؤول أمريكي يأتي ليحدثنا عن ضرورة احترام حقوق الإنسان، انتظروا إلى أن ينهي كلامه واسألوه «تعرف علي الكحلة؟ علي يسلم عليك!».
لفتت نظري وللمرة الأولى -وأعتذر عن جهلي- حكاية هذا الشاب الخليجي القطري الذي سيجتمع القطريون لأجله وأين؟ أمام السفارة الأمريكية، كيف لم نسمع عن حكايته من قبل؟.
أجريت مزيداً من البحث عن الشاب ووجدت -خاصة على «اليوتيوب»- ما يذيب القلب ويدميه لأفلام صورت له وعرضت وهو في محبسه الانفرادي سر بها محاميه الأمريكي الذي تبرع مجاناً للدفاع عنه، وأن الاهتمام بحكايته بدأت مؤخراً بعد أن كان هناك تعتيم كامل عليها أجهل أسبابه.
على «اليوتيوب» أفلام صورت حجم الغرفة ونوع السرير ومعاناته مع النوم وكيف يضطر أن يخلع ملابسه كاملة وهو يحاول أن يسد فتحة التكييف لأن حراسه تجاهلوا نداءاته المتكررة وطلبه بغلق المكيف البارد.
هذا الشخص أمضى 12 سنة بلا محاكمة، بلا توجيه تهمة، فهل هناك أفظع من هذا الانتهاك؟ والأفظع أن له أخاً حبس هو الآخر بلا تهمة وبلا محاكمة لمدة 7 سنوات، ثم أطلقوا سراحه دون تقديم أي تبرير أو اعتذار.
هل ممكن أن تتخيل أنك محبوس لمدة 7 سنوات انفرادي في غرفة هي بحجم القبر بلا محاكمة بلا محاميين بلا زيارة من هيومن رايتس ووتش، بلا زيارة من فرانك جاردندر، بلا جاك ستورك يصرح من أجلك، بلا تصريح من أوباما يقول فيه نحن قلقون على حقوق الإنسان المدعو علي بن صالح الكحلة المري؟ بلا اهتمام من مايكل بوزنر نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون حقوق الإنسان الذي يزورنا كل يومين ليطمئن على ضمانات المتهمين؟.
حكاية علي الكحلة المري تفضح حقيقة موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مسألة حقوق الإنسان حين تتعارض مع مسألة الأمن القومي الأمريكي، وكيف تتصرف الإدارة الأمريكية حين تطبق قانون «الباتريوت أكت»، وهو قانون يتيح للسلطات الأمنية الأمريكية أن تدوس على أية ضمانات وأية تشدقات بحقوق الإنسان، وتعطي السلطات الأمنية الأمريكية حق وسلطة واختصاص تقدير ما الذي يهدد الأمن الأمريكي، وحق واختصاص وسلطات كيفية التصرف تجاه هذه المخاطر دون اعتبارات أخرى.
فإن قدرت السلطات الأمنية الأمريكية أن شخصاً ما خطر على أمنها، جاز لها القانون أن تحبس هذا الشاب لمدة 12 سنة دون محاكمة ودون توجيه اتهام وفي غرفة منفردة مظلمة وتضع كاميرا تعمل 24 ساعة وتفتح التكيف عليه حتى يتجمد!.
كتب حكاية هذا الشاب محمد جابر المري في صحيفة بوابة الشرق، وهناك محطة تلفزيونية أمريكية صورت حلقة خاصة عن حكايته، أنقل لكم حكايته على لسان محمد جابر «أكثر من 12 عاماً مرت، بدقائقها وساعاتها وأيامها وشهورها وسنينها، ألماً ومعاناة قلما يمر بها أي إنسان، يتعرض في كل تفاصيلها للذل والتعذيب والقهر، ولولا إيمانه العميق أن الفرج بيد الخالق عز وجل، لفقد عقله ولما استطاع أن يتحمل كل هذه الضغوط، التي مارسها من يدعون أنهم من صنعوا وأرسوا دعائم الديمقراطية والعدل والمساواة!!.
أسيرنا القطري علي بن صالح الكحلة المري، أثبت للعالم بأسره حقيقة الغطرسة والعنجهية التي تمارسها السلطات الأمريكية، ليس فقط للعرقيات المختلفة، وإنما حتى لسكانها وشعبها، في سبيل تحقيق مبادئهم وقوانينهم الظالمة، علي المري قدم إلى الولايات المتحدة بصفة شرعية كطالب مبتعث من قبل دولته لإكمال دراسة الماجستير، ولم يدر في خلده أبداً أن حظه العاثر الذي جاء به قبل يوم فقط من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، سوف يدخله في عالم المجهول وظلم وتعسف هذا البلد، الذي جاء ليتعلم فيه ويأخذ شهادته بعد فترة وجيزة، ليجد نفسه متهماً ولكن دون أي دلائل، ويسجن ظلماً وبهتاناً لثماني سنوات، دون أن يحاكم أو توجه له أي تهمة!!.
مرت كل هذه السنوات وعلي المري في عزلة تامة ونسيان وتجاهل، وكأن التحدث عن قضيته جريمة يعاقب عليها القانون!! مع يقيننا أن هناك الكثير من المتعاطفين معه يتمنون لو يستطيعون أن يقدموا له شيئاً، ولكن ليس بيدهم شيء، هذا الأمر أثار انتباه المحاميين الأمريكيين أندرو جيه سافاج وجوناثان هافيتز، اللذين تطوعا للدفاع عن علي المري بعد أن خذله الجميع ووقفت الظروف كلها ضده!!.
مورست ضد أسيرنا علي المري شتى أنواع وصنوف العذاب طيلة السنوات التي قضاها في عدد من السجون الأمريكية، حتى أن محاميه سافاج أبدى استغرابه من قوة تحمله وصبره على هذه الإجراءات التعسفية التي تمارس ضده، ومع مرور هذه السنوات، يعاني علي المري من أمراض عدة تستلزم من السلطات الأمريكية الإفراج عنه وتسليمه لبلاده، ولكن للأسف ليس هناك تحرك يلفت نظر العالم بأجمعه لقضية هذا المواطن القطري، وبضرورة الإفراج عنه فوراً وإن كانت هناك أحكام عليه أن يقضيها في سجون بلاده، وألا يستمر هذا الظلم عليه!!.
من هنا شكلت ثلة من الرجال المخلصين في قطر لجنة لتخفيف وإنهاء معاناة أسيرنا القطري، وسميت هذه اللجنة بـ «لجنة أصدقاء علي آل كحلة» ووضعت لها أهدافاً وخطوات مرسومة، ودعت هذه اللجنة إلى أن تكون هناك وقفة تضامنية مع الأسير أمام مبنى السفارة الأمريكية يوم 22 مارس، لمطالبتهم بإنهاء معاناة علي وسرعة الإفراج عنه وعودته لبلاده وأهله.
ونحن هنا ندعو دولتنا الفتية وإعلامنا ومسؤولينا وكتابنا وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة لأن يقفوا مع الأسير علي المري، فلقطر ولله الحمد اليد الطولى في إنهاء العديد من الأزمات، وساهمت في تبني العديد من المصالحات بين الدول والشعوب، ولعل وساطتها الأخيرة للإفراج عن الرهينة السويسرية سيلفيا ايبرهارت، التي اختطفت قبل عام في اليمن لهي أكبر دليل على حسها الإنساني ورسالتها السامية في إفشاء السلام والعدل على كافة أرجاء المعمورة، ومن المؤكد أن لأسيرنا القطري علي المري الحق في أن تطالب دولته بأن يفك أسره ويعود لبلاده وأهله في أقرب وقت، وحان الأوان لطي صفحات معاناة هذا الأسير، الذي سطر أروع صور الصبر والجلد أمام جلادين لا يخافون الله في عباده» انتهى الاقتباس.
ولي كلمة أخيرة
لا أدعوكم لانتهاك حق أي إنسان وأطالب بالالتزام بضمانات المتهمين وحقوق المدانين بالحبس لكن أدعو كل مسؤول بحريني بدءاً من القيادة، ومن ثم جميع الوزراء وأعضاء السلطة التشريعية ومؤسساتنا المدنية، أن يستحضروا هذه القصة حين يجلسون مع أي مسؤول أمريكي يأتي ليحدثنا عن ضرورة احترام حقوق الإنسان، انتظروا إلى أن ينهي كلامه واسألوه «تعرف علي الكحلة؟ علي يسلم عليك!».