لم تمر أيام على نشرنا بعض التفاصيل حول ما يسمى بالجيل الرابع من الحروب، حتى خرجت أمس الأول تصريحات مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان توماس ميليا التي حملت كما «عادة» الأمريكيين والإنجليز «حار.. وبارد»، وكل طرف يأخذ من التصريح ما يريد، ويضخمه كما تفعل الصحافة الصفراء دائماً.
تصريحات توماس ميليا ما هي إلا لعب بالألفاظ، ويبدو أن الدولة راق لها أنه يدين العنف، لكنه قال «ندعو كل الأطراف إلى عدم اللجوء إليه» يقصد العنف.
وهذا يظهر أنه يدين العنف، لكنه أطلق ألفاظاً عامة، وبالتالي هو يقصد الدولة من جانب، وعنف الشارع من جانب آخر، حتى وإن قال «رأينا أن العنف يعطل الحياة اليومية في البحرين»، فإن كان مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية يرى العنف أنه «يعطل الحياة اليومية»، فلماذا لم يقل كلاماً واضحاً تجاه تعطيل حياة الناس؟!
هل هذا مقبول في واشنطن التي «يدعس» رجال الأمن فيها المتظاهرين السلميين بأرجلهم، حتى إنهم يضعوا أحذيتهم فوق وجوه المتظاهرين؟ رغم أن الحياة لم تعطل في أمريكا أو نيويورك.
أبحث دوماً، عن الصورة البعيدة، الصورة البعيدة ما هي إلا تفسير للصورة القريبة أو الصغيرة، وسط كل ما يجري، وسط كل السيناريوهات التي نعرفها جميعاً عن مخططات أمريكا والغرب للسعودية تحديداً، فهل ما يفعله الأمريكيون من تمكين الشيعة ودعمهم في البحرين ـ رغم فشل الانقلاب ـ هو ذلك المخطط الذي يفضي إلى فصل المنطقة الشرقية الغنية بالنفط عن السعودية، وجعلها هي والكويت امتداد إلى العراق وقبل ذلك البحرين «بوابة الدخول للسعودية» لتكتمل الدائرة التي هي دائرة النفط الشيعية؟
أعود إلى تصريحات ميليا الذي جلس أمام المسؤولين، ووضع رجلاً على رجل، وأخذ يدلي بتصريحاته، لكن منصبه هو مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، وكل ذلك له دلالات لا تخفى على من يحلل كل الأمور.
المشروع يكاد يكون معروفاً لنا، لكن تصريحات ميليا تظهر حقيقة مشروع الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة، وهو جعل المجتمع هو الذي يقود التحرك ضد النظام بإشعال الفتن، والتشكيك في القضاء، وإظهار أن الدولة دولة فاشلة، وبالتالي تتحرك العجلة للتغيير من الداخل، والصورة هي ذات صورة تونس وليبيا ومصر مع الفوارق والخصوصيات لكل بلد.
إملاءات ميليا حول الإفراج عن السجناء، والأطباء، والخلية الانقلابية، وسحب الجنسيات هي جزء من هذه الحرب، فإن قبلت الدولة بذلك وفعلت، فإن الدولة تظهر بصورة المريض الهزيل، فيقوى عليها حتى الرعاع، ويخرجون عليها، ويطالبون برحيل نظامها.
وإن لم تقبل الدولة بالإملاءات، حرك الأمريكيون أذرعهم الخلفية، المنظمات الأممية، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان، وكل الذين تعرفونهم والذين أصبحوا يأتون إلينا ويلعبون بالبلاد ويغادرون، حتى يضعوا البلاد في دائرة الضوء والمساءلة، وبالتالي صدور قرارات أممية.
تصريحات ميليا ما هي إلا نموذج للجيل الرابع من الحروب الأمريكية التي تدار عن بعد، كما تقتل أمريكا من تريد عن بعد، بطائرات دون طيار، ودون محاكمات، ودون مساءلة لحقوق الإنسان.
اللعبة كبيرة جداً، وإذا لم تتحرك الدولة، ودول الخليج إلى الاندماج الحقيقي في الوحدة الخليجية، فإن الأمور ليست مخملية، وهناك من يدبر أمراً بالليل، أما النائمون فلا أغمض الله لهم جفناً بعد اليوم.
الوعي يجب أن يكون مجتمعياً، ولا أعرف شيء عن الدولة، هل هي معنا في «الجو»، أم أن كل ما يقوله الأمريكيون يصبح نافذاً، لا أعلم، لكن الأمريكيين لا صديق لهم، ويبيعونه في طرفة عين، ولا تحتاجون للأمثلة، أليس كذلك..؟
حلقة الانقلاب في البحرين كان ينقصها أن يخرج أهل البحرين من السنة والبقية، حتى تكتمل الحلقة، لكن ذلك لم يحدث، لذلك لم تتحقق النتائج المرجوة للجيل الرابع من الحروب في البحرين، على أقل تقدير حتى الساعة.
رذاذ
الأسماء التي ظهرت وأيدت بالتصويت الحريات الجنسية وحريات النساء، إن تلك الأسماء باعتقادي لا يحتاجون إلى هذه الحريات، يبدو أن البعض فاق ما جاء من حريات لما يسمى بحقوق الإنسان.
هؤلاء هم وجوه «الثورة الشريفة»، ذهبوا إلى الكيان الصهيوني، وصوتوا على الحريات الإباحية، كل ذلك لخطب ود الغرب فقط للوصول إلى الهدف..!
لكن الحريات اللي «انتوا» عليها.. أهل البحرين يعرفونها، بل أهل الخليج، حرياتكم أصبحت مشهورة كثيراً، ولا تحتاج إلى ما جاء في حقوق الإنسان من إباحيات، أنتم متفوقون دائماً..!!
تصريحات توماس ميليا ما هي إلا لعب بالألفاظ، ويبدو أن الدولة راق لها أنه يدين العنف، لكنه قال «ندعو كل الأطراف إلى عدم اللجوء إليه» يقصد العنف.
وهذا يظهر أنه يدين العنف، لكنه أطلق ألفاظاً عامة، وبالتالي هو يقصد الدولة من جانب، وعنف الشارع من جانب آخر، حتى وإن قال «رأينا أن العنف يعطل الحياة اليومية في البحرين»، فإن كان مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية يرى العنف أنه «يعطل الحياة اليومية»، فلماذا لم يقل كلاماً واضحاً تجاه تعطيل حياة الناس؟!
هل هذا مقبول في واشنطن التي «يدعس» رجال الأمن فيها المتظاهرين السلميين بأرجلهم، حتى إنهم يضعوا أحذيتهم فوق وجوه المتظاهرين؟ رغم أن الحياة لم تعطل في أمريكا أو نيويورك.
أبحث دوماً، عن الصورة البعيدة، الصورة البعيدة ما هي إلا تفسير للصورة القريبة أو الصغيرة، وسط كل ما يجري، وسط كل السيناريوهات التي نعرفها جميعاً عن مخططات أمريكا والغرب للسعودية تحديداً، فهل ما يفعله الأمريكيون من تمكين الشيعة ودعمهم في البحرين ـ رغم فشل الانقلاب ـ هو ذلك المخطط الذي يفضي إلى فصل المنطقة الشرقية الغنية بالنفط عن السعودية، وجعلها هي والكويت امتداد إلى العراق وقبل ذلك البحرين «بوابة الدخول للسعودية» لتكتمل الدائرة التي هي دائرة النفط الشيعية؟
أعود إلى تصريحات ميليا الذي جلس أمام المسؤولين، ووضع رجلاً على رجل، وأخذ يدلي بتصريحاته، لكن منصبه هو مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، وكل ذلك له دلالات لا تخفى على من يحلل كل الأمور.
المشروع يكاد يكون معروفاً لنا، لكن تصريحات ميليا تظهر حقيقة مشروع الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة، وهو جعل المجتمع هو الذي يقود التحرك ضد النظام بإشعال الفتن، والتشكيك في القضاء، وإظهار أن الدولة دولة فاشلة، وبالتالي تتحرك العجلة للتغيير من الداخل، والصورة هي ذات صورة تونس وليبيا ومصر مع الفوارق والخصوصيات لكل بلد.
إملاءات ميليا حول الإفراج عن السجناء، والأطباء، والخلية الانقلابية، وسحب الجنسيات هي جزء من هذه الحرب، فإن قبلت الدولة بذلك وفعلت، فإن الدولة تظهر بصورة المريض الهزيل، فيقوى عليها حتى الرعاع، ويخرجون عليها، ويطالبون برحيل نظامها.
وإن لم تقبل الدولة بالإملاءات، حرك الأمريكيون أذرعهم الخلفية، المنظمات الأممية، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان، وكل الذين تعرفونهم والذين أصبحوا يأتون إلينا ويلعبون بالبلاد ويغادرون، حتى يضعوا البلاد في دائرة الضوء والمساءلة، وبالتالي صدور قرارات أممية.
تصريحات ميليا ما هي إلا نموذج للجيل الرابع من الحروب الأمريكية التي تدار عن بعد، كما تقتل أمريكا من تريد عن بعد، بطائرات دون طيار، ودون محاكمات، ودون مساءلة لحقوق الإنسان.
اللعبة كبيرة جداً، وإذا لم تتحرك الدولة، ودول الخليج إلى الاندماج الحقيقي في الوحدة الخليجية، فإن الأمور ليست مخملية، وهناك من يدبر أمراً بالليل، أما النائمون فلا أغمض الله لهم جفناً بعد اليوم.
الوعي يجب أن يكون مجتمعياً، ولا أعرف شيء عن الدولة، هل هي معنا في «الجو»، أم أن كل ما يقوله الأمريكيون يصبح نافذاً، لا أعلم، لكن الأمريكيين لا صديق لهم، ويبيعونه في طرفة عين، ولا تحتاجون للأمثلة، أليس كذلك..؟
حلقة الانقلاب في البحرين كان ينقصها أن يخرج أهل البحرين من السنة والبقية، حتى تكتمل الحلقة، لكن ذلك لم يحدث، لذلك لم تتحقق النتائج المرجوة للجيل الرابع من الحروب في البحرين، على أقل تقدير حتى الساعة.
رذاذ
الأسماء التي ظهرت وأيدت بالتصويت الحريات الجنسية وحريات النساء، إن تلك الأسماء باعتقادي لا يحتاجون إلى هذه الحريات، يبدو أن البعض فاق ما جاء من حريات لما يسمى بحقوق الإنسان.
هؤلاء هم وجوه «الثورة الشريفة»، ذهبوا إلى الكيان الصهيوني، وصوتوا على الحريات الإباحية، كل ذلك لخطب ود الغرب فقط للوصول إلى الهدف..!
لكن الحريات اللي «انتوا» عليها.. أهل البحرين يعرفونها، بل أهل الخليج، حرياتكم أصبحت مشهورة كثيراً، ولا تحتاج إلى ما جاء في حقوق الإنسان من إباحيات، أنتم متفوقون دائماً..!!