سنرد على مزاعم «الوفاق»، وسنفند كل ما تقوله كلمة كلمة، ولن نفوت موقفاً أو سطراً أو جملة أو حرفاً، فربما يصدقها أحد يوماً، إذا توقف الرد على أكاذيبها، وأول ادعاء سنبحث فيه، هو اتهامها للإعلام الرسمي والصحافة، بأنهما «أكبر محرض على بث الكراهية والأحقاد وضرب الوحدة الوطنية»، ومن هذا الاتهام، نسأل «الوفاق» ومن معها، هل الإعلام الرسمي هو من وقف على المنابر وصرخ «اسحقوهم»؟! هل بث أفلاماً مفبركة وجاء برجال من الكهف أو من الفضاء ليشهدوا على جرائمكم؟! أليست هي أفلام مصورة بكاميرات الإرهابيين الذين يوثقون كل عملية إرهابية كي يقبض ثمنها من «صندوق المحاسب»؟!
إذن من يحرض على الكراهية هو من يشحن عقول أتباعه بالحقد والثأر، ثم يدربهم على عمليات ترويع الآمنين، وإيذاء رجال الأمن، فمن حرض هؤلاء وبث تلك الكراهية المميتة في نفوسهم؟ ومن أفتى لهم أن قتل رجل الأمن دفاع مقدس؟ هل هو الإعلام الرسمي أو الصحافة التي تقصدونها؟! ثم أين الدليل أن «الإعلام الرسمي يحرض على الحقد والكراهية»؟ هل طلب من المواطنين تجنبكم وعدم مخالطتكم؟ هل نشر على شاشته تحذيرات وخصص برامج إرشادية عن كيفية تصرف المواطنين في حال تعرضهم لقطاع الطرق وسط الشوارع أو حذرهم بعدم المرور من أماكن أو قرى معينة؟
وأما عن اتهامكم للصحافة التي زعمتم أنها «تبث الحقد وتحرض على الكراهية»، هل نشرت يوماً أخباراً مفبركة وتجنت عليكم بأقوال لم تقولوها وأفعال لم تفعلوها؟! أو أنه حلال عليكم تنشرون الأكاذيب في صحفكم، وترددونها من على منابركم، وحرام على الصحف أن تتكلم بكلمة أو تتفوه بجملة أو تنتقد موقفاً، فيكون ذلك «تحريض على الكراهية وبث للحقد».
ثم ماذا تسمون تحريضكم على الدولة ومؤسساتها في تقاريركم للمنظمات الأجنبية، وبياناتكم التي تنشر في القنوات الإيرانية والأجنبية؟! ألم تصفوا الدولة بالديكتاتورية والبوليسية؟ ألم تفتروا عليها بالأكاذيب وتشككوا في مصداقية قضائها؟!
ثم ماذا تسمون علاقاتكم بالدول الأجنبية؟ هل هي زيارات تبييض لوجه الدولة، أو نشر نموذجها في التعامل مع الإرهابيين الذين يلاحقون رجال الأمن بالقنابل الحارقة؟! أو هل تشرحون لهم كيف تعامل جلالة الملك مع المؤامرة الانقلابية بصبر وحكمة، حين قرر تعيين لجنة تقصي الحقائق في الأحداث التي مرت بها البلاد؟ وكيف أعادت الحكومة المفصولين الذين شاركوا في أعمال شغب وإرهاب، وحصلوا على تعويضات، وتبييض للسجلات، إنكم وبلسانكم تقولون «علاقاتنا بالمجتمع الدولي لم تكن وليد الدعوة إلى الحوار، فزياراتنا إلى بريطانيا وأمريكا وروسيا والسفارات الأجنبية هي لإيصال وجهة نظر المعارضة حول ما يجري في البحرين»، إن ما تقصدونه بما يجري في البحرين هو ما تنشرونه على مواقعكم من تقارير قتل لا صحة لها، وروايات عن قمع لا أساس له، وبيانات عن حصار لا وجود له، فهذه هي وجهة نظركم لما يجري في البحرين، تلك المزاعم التي تنقلونها إلى المجتمع الدولي، وهو ليس تحريضاً على الكراهية بل هو تحريض على احتلال البحرين!
مع الأسف، إن اللوم يقع على الإعلام الرسمي الذي قصر في تفنيد أكاذيبكم، ولم يفضح بالشكل الملائم ادعاءاتكم، وكذلك اللوم يقع أيضاً على الصحافة التي لا توثق جرائم ميلشياتكم بالشكل المناسب، وتنشرها أولاً بأول.
إنكم والله تتصدون لكل كلمة حق تكتب بشأن جرائمكم، لأنها تؤلمكم وتفضحكم، وتسعون الآن لقطع كل لسان يكشفكم، وبتر كل أصبع ينتقدكم ويكشف أكاذيبكم، إننا نتمنى ألا تكون هناك أية أذن قد تصدق أكاذيبكم، فتخمد بصيصاً من الحق أمام جبال أكاذيبكم، فيموت الحق ويبقى باطلكم، والساكت عن الحق يا أهل البلاد شيطان أخرس.