اختير موضوع «ضغط الدم المرتفع» ليكون عنواناً رئيساً ليوم الصحة العالمي هذا العام، ووصف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون المرض بأنه «ناقوس الخطر لقاتل صامت مستفحل في العالم»، مبيناً أن واحداً من ثلاثة في العالم مصابون بهذا الداء.
وزير الصحة البحريني صادق الشهابي قال إن «ارتفاع ضغط الدم وهو أحد عوامل الاختطار لأمراض القلب، وأنه لأول مرة في تاريخ البشرية يعود 60% من أسباب وفيات العالم إلى سبب واحد وهو الأمراض غير المعدية وعوامل الاختطار».
هناك نقاش علمي مستمر بشأن الأسباب المؤدية لارتفاع ضغط الدم، ورغم أن كثيراً من الدراسات الطبية أثبتت أن مسببات هذا المرض معنية بالوراثة، الإفراط في تناول الأملاح، زيادة الوزن، العمر والجنس، الإدمان على الكحول وحبوب منع الحمل، إلا أن هناك آراء أيضاً تضيف العوامل النفسية مثل التوتر والكبت والقلق، وهو ما مضى لتسميته بعض الأطباء والباحثين بـ»ضغط الدم الانفعالي».
النسبة التي ذكرها أمين عام الأمم المتحدة تشير إلى واحد بين كل ثلاثة على مستوى العالم، وهي نسبة كبيرة، لكن بيت القصيد يكمن هنا في مسببات هذا المرض، إذ في مجتمعات قد تكون الأسباب معنية بالممارسات الصحية الخاطئة أو مرتبطة بالجينات، لكن في مجتمعات أخرى قد تكون العوامل مرتبطة أكثر بعوامل نفسية.
بناء على ذلك قد تسهل علينا عملية تحديد المسببات لهذا المرض في الدول الغربية والدول العربية، إذ نكاد نجزم أن الدول العربية قد تتجاوز فيها النسبة الواحد إلى ثلاثة، وقد تكون اثنين إلى ثلاثة بلا مبالغة، أو ثلاثة إلى ثلاثة والله يستر، إذ المسببات النفسية للمرض أكبر بكثير عنها في مجتمعات أخرى، ناهيكم عن تقاطعها مع المسببات الجينية أو الصحية أو الممارسات الخاطئة.
الآن دعونا نحدث بان كي مون عن ضغط الدم في البحرين، هذه الدولة الصغيرة التي يتجاوز عدد «مواطنيها» نصف المليون بقليل، إذ من خلال البحث عن إحصائيات دقيقة لا تتوفر لدينا إلا أرقام تقديرية -كما يبدو- لنسبة الإصابة لهذا المرض، وهي تقول إن المصابين به في البحرين تبلغ نسبتهم 10%.
شخصياً أشك أن هذه النسبة صحيحة، وحتى لو قيل لي إنها النسبة قبل ثلاثة أعوام أي قبل ما عانته البلد وأهلها من أزمة وقلاقل وتوترات فيصعب التصديق، إذ حتى قبل ذلك يكفي التفكير في العوامل التي قد تدفع البحريني للإصابة بالضغط، بالأخص العوامل النفسية تدفعنا للتشكيك في أن النسبة هي 10% فقط.
المواطن البحريني عرضة أكثر من غيره لضغط الدم وارتفاعه بصورة جنونية، والمسببات الرئيسة له لن تكون محصورة في المسببات الجينية أو الممارسات غير الصحية، بل هي مرتبطة بعوامل التوتر والقلق وعدم الاستقرار النفسي.
المشاكل المعيشية، هموم السكن والراتب والخدمات، وما يسمعه من فساد مرعب وهدر للمال العام، أضف عليها التوتر السياسي وإرهاب الشوارع وإقلاق حياته بشكل يومي، دون أن ننسى الإجراءات الرسمية بشأن التعامل مع الأمور الهامة كفرض القانون وحفظ الأمن وغيرها، كلها عوامل قد تقود حتى المواطن هادئ الطباع إلى حالة خطيرة من ارتفاع الضغط.
والله لا نبالغ هنا، إذ إن كانت العوامل النفسية هي التي تقود لتصرفات خطيرة مثل عمليات الانتحار أو حالات الاكتئاب أو الجنون أو حتى «الزهايمر»، فإن عدم الاستقرار النفسي موجود في هذا البلد، القلق والتوتر والهواجس باتت أموراً اعتاد المواطن أن يتعايش معها بشكل يومي، أعطونا نسبة للسكتات القلبية والانهيارات العصبية والجلطات وغيرها لنرى إن كانت ذات معدل طبيعي اعتيادي في مجتمع صغير مثل البحرين.
يا سيد بان كي مون، بالفعل ضغط الدم قاتل صامت وخطير، نسبة «مهولة» ومرعبة، لكن عليك أن تعرف أننا في البحرين ضغط الدم عندنا «كلش غييير!»
اتجاه معاكس:
سألت أحد البحرينيين بالأمس: هل تتفق معي أن البحريني أكثر إنسان عرضة للضغط من غيره؟!
أجابني: شيئان إذا لم تجد أحدهما في البحريني فإنه يستحق أن تسحب منه «جنسيته» بلا تردد، إن لم يكن مصاباً بالضغط، أو إن لم يكن عليه قرض!
وزير الصحة البحريني صادق الشهابي قال إن «ارتفاع ضغط الدم وهو أحد عوامل الاختطار لأمراض القلب، وأنه لأول مرة في تاريخ البشرية يعود 60% من أسباب وفيات العالم إلى سبب واحد وهو الأمراض غير المعدية وعوامل الاختطار».
هناك نقاش علمي مستمر بشأن الأسباب المؤدية لارتفاع ضغط الدم، ورغم أن كثيراً من الدراسات الطبية أثبتت أن مسببات هذا المرض معنية بالوراثة، الإفراط في تناول الأملاح، زيادة الوزن، العمر والجنس، الإدمان على الكحول وحبوب منع الحمل، إلا أن هناك آراء أيضاً تضيف العوامل النفسية مثل التوتر والكبت والقلق، وهو ما مضى لتسميته بعض الأطباء والباحثين بـ»ضغط الدم الانفعالي».
النسبة التي ذكرها أمين عام الأمم المتحدة تشير إلى واحد بين كل ثلاثة على مستوى العالم، وهي نسبة كبيرة، لكن بيت القصيد يكمن هنا في مسببات هذا المرض، إذ في مجتمعات قد تكون الأسباب معنية بالممارسات الصحية الخاطئة أو مرتبطة بالجينات، لكن في مجتمعات أخرى قد تكون العوامل مرتبطة أكثر بعوامل نفسية.
بناء على ذلك قد تسهل علينا عملية تحديد المسببات لهذا المرض في الدول الغربية والدول العربية، إذ نكاد نجزم أن الدول العربية قد تتجاوز فيها النسبة الواحد إلى ثلاثة، وقد تكون اثنين إلى ثلاثة بلا مبالغة، أو ثلاثة إلى ثلاثة والله يستر، إذ المسببات النفسية للمرض أكبر بكثير عنها في مجتمعات أخرى، ناهيكم عن تقاطعها مع المسببات الجينية أو الصحية أو الممارسات الخاطئة.
الآن دعونا نحدث بان كي مون عن ضغط الدم في البحرين، هذه الدولة الصغيرة التي يتجاوز عدد «مواطنيها» نصف المليون بقليل، إذ من خلال البحث عن إحصائيات دقيقة لا تتوفر لدينا إلا أرقام تقديرية -كما يبدو- لنسبة الإصابة لهذا المرض، وهي تقول إن المصابين به في البحرين تبلغ نسبتهم 10%.
شخصياً أشك أن هذه النسبة صحيحة، وحتى لو قيل لي إنها النسبة قبل ثلاثة أعوام أي قبل ما عانته البلد وأهلها من أزمة وقلاقل وتوترات فيصعب التصديق، إذ حتى قبل ذلك يكفي التفكير في العوامل التي قد تدفع البحريني للإصابة بالضغط، بالأخص العوامل النفسية تدفعنا للتشكيك في أن النسبة هي 10% فقط.
المواطن البحريني عرضة أكثر من غيره لضغط الدم وارتفاعه بصورة جنونية، والمسببات الرئيسة له لن تكون محصورة في المسببات الجينية أو الممارسات غير الصحية، بل هي مرتبطة بعوامل التوتر والقلق وعدم الاستقرار النفسي.
المشاكل المعيشية، هموم السكن والراتب والخدمات، وما يسمعه من فساد مرعب وهدر للمال العام، أضف عليها التوتر السياسي وإرهاب الشوارع وإقلاق حياته بشكل يومي، دون أن ننسى الإجراءات الرسمية بشأن التعامل مع الأمور الهامة كفرض القانون وحفظ الأمن وغيرها، كلها عوامل قد تقود حتى المواطن هادئ الطباع إلى حالة خطيرة من ارتفاع الضغط.
والله لا نبالغ هنا، إذ إن كانت العوامل النفسية هي التي تقود لتصرفات خطيرة مثل عمليات الانتحار أو حالات الاكتئاب أو الجنون أو حتى «الزهايمر»، فإن عدم الاستقرار النفسي موجود في هذا البلد، القلق والتوتر والهواجس باتت أموراً اعتاد المواطن أن يتعايش معها بشكل يومي، أعطونا نسبة للسكتات القلبية والانهيارات العصبية والجلطات وغيرها لنرى إن كانت ذات معدل طبيعي اعتيادي في مجتمع صغير مثل البحرين.
يا سيد بان كي مون، بالفعل ضغط الدم قاتل صامت وخطير، نسبة «مهولة» ومرعبة، لكن عليك أن تعرف أننا في البحرين ضغط الدم عندنا «كلش غييير!»
اتجاه معاكس:
سألت أحد البحرينيين بالأمس: هل تتفق معي أن البحريني أكثر إنسان عرضة للضغط من غيره؟!
أجابني: شيئان إذا لم تجد أحدهما في البحريني فإنه يستحق أن تسحب منه «جنسيته» بلا تردد، إن لم يكن مصاباً بالضغط، أو إن لم يكن عليه قرض!