من أكثر القصص إيلاماً حول معاناة الإخوة العراقيين في نكبة العراق الأخيرة ما نقله عازف العود العراقي الشهير نصير شمة عن قصة المرأة العراقية التي رآها تمسح سلالم إحدى العمارات في حي السيدة زينب بسوريا، إذ تفاجأ عندما سألها عن قصتها بأنها في الأصل كانت تعمل رئيسة قسم الرياضيات بإحدى جامعات بغداد العريقة، واليوم هي مضطرة للعمل خادمة في المنازل من أجل تأمين لقمة العيش والسكن لأطفالها الصغار الذين فرت معهم من أهوال مجازر العراق. بعدها بنحو عقد من الزمان تنطلق، عبر قناة الجزيرة، صرخة المواطن السوري المكلوم «أنا إنسان ماني حيوان!!»، ولابد أن هذا السوري ذاق من العذاب ما جعله يشعر أنه لا يختلف، إلا من ناحية الشكل، عن أي قط أو كلب يسير في الشارع قد يموت دون أن يكترث به أحد!!.
تبدل الأحوال وتقلب المواضع يشير إلى أنه لا أحد محصن ضد فقد إنسانيته، ولكن.. متى يشعر الإنسان أن إنسانيته انتزعت؟ وهل البشر متساوون حقاً، في الإنسانية على أرض الواقع؟
المواطن العربي اليوم يشعر أن إنسانيته بدأت تهدد عندما لا يبقى له من كرامته إلا أن يدافع عن حياته وأن يقاوم تشتت أسرته ويمنع استباحة حرماته. فكم من أرض عربية تحولت إلى أرض صراع وشتات وقتال، وكم هن الحرائر العربيات اللاتي يعشن، بحكم الحاجة واللجوء عصر نخاسة جديد يعرضن للزواج في المساجد بأبخس الأثمان كي يجدن مأوى يسترهن ذل التشرد والمهانة.
أما المواطن في الغرب فيتذكر إنسانيته حين تقل الخدمات التي تقدم له وحين يواجه بالمساومة عليها وحين تتحول حقوقه إلى مكاسب يمن بها عليه مرؤوسه في العمل أو الأحزاب السياسية المتنافسة والحاكمة.
الإنسانية في عالمنا العربي صارت مرتبطة بالحق الوجودي وبالاعتبار الطبيعي في المجتمع، أما في الغرب فإن الإنسانية مرتبطة بالحقوق المدنية من تعليم مجاني وضمان صحي ورفاهية وحماية من التمييز أو انتهاك والتعرض للحريات الشخصية.
وهذا ما جنيناه على أنفسنا ولم يجن أحد علينا.
نحن إذاً لسنا في زمن نتساوى فيه مع الآخرين في الإنسانية!! لماذا نزعم إذاً أننا رعاة القيم وحراس الحضارة وورثة الأنبياء؟ لماذا نظن أننا من يحمل الخير للبشرية وأن أنوار السلام والخير مخبأة بين أكفنا؟
لماذا ننظر إلى الآخر الذي يعيش السلام والتطور والرخاء وينعم بالأمن والاستقرار على أنه رمز التفسخ والانحطاط وأنه يعاني أزمات نفسية خطيرة وأن أقصى طموحه الانتحار؟
ولأني أتوقع أين سيدور فلك إجابة القارئ الكريم، فسأتدخل منبهة أننا في معظم الأزمات التي صنعناها لأنفسنا وجررناها على غيرنا، وفي سعينا لحلها، بما زادها سوءاً أحياناً، كان المتورط الأول في المسوغات والمبررات والضحية البريء، من كل ما صنعناه، هو الدين وتعاليم الشريعة الإسلامية.
تبدل الأحوال وتقلب المواضع يشير إلى أنه لا أحد محصن ضد فقد إنسانيته، ولكن.. متى يشعر الإنسان أن إنسانيته انتزعت؟ وهل البشر متساوون حقاً، في الإنسانية على أرض الواقع؟
المواطن العربي اليوم يشعر أن إنسانيته بدأت تهدد عندما لا يبقى له من كرامته إلا أن يدافع عن حياته وأن يقاوم تشتت أسرته ويمنع استباحة حرماته. فكم من أرض عربية تحولت إلى أرض صراع وشتات وقتال، وكم هن الحرائر العربيات اللاتي يعشن، بحكم الحاجة واللجوء عصر نخاسة جديد يعرضن للزواج في المساجد بأبخس الأثمان كي يجدن مأوى يسترهن ذل التشرد والمهانة.
أما المواطن في الغرب فيتذكر إنسانيته حين تقل الخدمات التي تقدم له وحين يواجه بالمساومة عليها وحين تتحول حقوقه إلى مكاسب يمن بها عليه مرؤوسه في العمل أو الأحزاب السياسية المتنافسة والحاكمة.
الإنسانية في عالمنا العربي صارت مرتبطة بالحق الوجودي وبالاعتبار الطبيعي في المجتمع، أما في الغرب فإن الإنسانية مرتبطة بالحقوق المدنية من تعليم مجاني وضمان صحي ورفاهية وحماية من التمييز أو انتهاك والتعرض للحريات الشخصية.
وهذا ما جنيناه على أنفسنا ولم يجن أحد علينا.
نحن إذاً لسنا في زمن نتساوى فيه مع الآخرين في الإنسانية!! لماذا نزعم إذاً أننا رعاة القيم وحراس الحضارة وورثة الأنبياء؟ لماذا نظن أننا من يحمل الخير للبشرية وأن أنوار السلام والخير مخبأة بين أكفنا؟
لماذا ننظر إلى الآخر الذي يعيش السلام والتطور والرخاء وينعم بالأمن والاستقرار على أنه رمز التفسخ والانحطاط وأنه يعاني أزمات نفسية خطيرة وأن أقصى طموحه الانتحار؟
ولأني أتوقع أين سيدور فلك إجابة القارئ الكريم، فسأتدخل منبهة أننا في معظم الأزمات التي صنعناها لأنفسنا وجررناها على غيرنا، وفي سعينا لحلها، بما زادها سوءاً أحياناً، كان المتورط الأول في المسوغات والمبررات والضحية البريء، من كل ما صنعناه، هو الدين وتعاليم الشريعة الإسلامية.