قبل أيام استقبل جلالة الملك حفظه الله وفداً من علماء الدين من السعودية ومصر وبقية الدول العربية والإسلامية، وكان لافتاً وجميلاً ومعبراً حديث جلالة الملك حين ارتجل ووجه كلاماً غاية في الروعة إلى الحضور، من عادة جلالة الملك أن يعرج على التاريخ لاطلاعه القوي ومعرفته وإلمامه به، ومن ثم يتكلم عن أهل البحرين وطبيعتهم الطيبة منذ أزمان بعيدة، وعما يميز أهل البحرين من تسامح.
حديث جلالته في مجلسه وبارتجال نتمنى أنه لا ينتهي، وهذه ملكة يهبها الله لمن يشاء، ولله الحمد هذه سمة من سمات قاده البلد، جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، وكأن الأمر جينات وراثية، للأسرة المالكة الكريمة.
في كل مرة نطرح بالصحافة اقتراحاً أو قضية تحتاج إلى حل، فإننا نجد لها ولله الحمد صدى قوياً وحقيقياً لدى قادة البلد، خاصة إن كانت القضية قضية وطنية، أو اقتراحاً يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
كتبت يوم أمس اقتراحاً في فقرة «رذاذ» حول ميزانية العلاج بالخارج، وأن جزءاً من حل هذا الموضوع بعد أن وصلت ميزانية العلاج بالخارج إلى ما يقارب 15 مليون دينار أن تقام لدينا مستشفيات متخصصة تغني المواطن عن السفر للخارج للعلاج.
وللحقيقة اعتقدت أن هذا الاقتراح سيمر مرور الكرام، غير أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله وأبقاه ذخراً للوطن، لم يمر عليه الاقتراح مرور الكرام، فهو يتابع بدقة كبيرة كل ما ينشر بالصحافة ويبحث عما يخدم الناس لتنفيذه.
بالأمس استقبل الأمير خليفة بن سلمان ممثلين عن الجسد الصحافي ورؤساء جميع الصحف البحرينية والزملاء والزميلات بمناسبة يوم حرية الصحافة، وكعادته كان يقول بتواضع جم: «نحن نبحث عن المناسبات من أجل أن نلتقي بأهل البحرين، وهم أهلنا وناسنا، لنتحدث معهم، ونسمع منهم».
وقد قال سموه أمس عطفاً على ما طرحناه هنا حول اقتراح إقامة مستشفيات متخصصة أن هذا الاقتراح جيد، وقد أثنى كما هي عادته وكما هي خصال التواضع عند خليفة بن سلمان على كاتب السطور، وقال بالحرف الواحد: «سنقيم بإذن الله مستشفيات متخصصة بالبحرين».
وهذا خبر جميل جداً لأهل البحرين، وهذا من توفيق رب العباد سبحانه، ومن ثم بفضل متابعة وحرص الأمير خليفة بن سلمان على الاستجابة لكل ما فيه خير للبحرين، ونتمنى أن نرى ذلك في القريب العاجل بإذن الله.
أيضا قال الأمير خليفة بن سلمان أمس كيف بدأت فكرة إنشاء مركز الشيخ محمد بن خليفة التخصصي للقلب بقوة بمستشفى قوة دفاع البحرين، وأنه حين وجد الحاجة لهذا المركز أمر بإنشاء المركز على مستوى عالٍ، حتى أصبح اليوم من أفضل مراكز القلب بالمنطقة، وأن الأخوة بالسعودية اعتمدوا المركز لإرسال المرضى بدل إرسالهم لأمريكا.
كما شدد سموه على موضوع الأمن، وقال إن الأمن ركيزة أساسية، ولن نتخلى عن فرض الأمن بالقانون، وسنبقى على ذلك.
حديث سموه كان جميلاً ومن القلب ويدخل القلب، هذا الرجل ملم بكل ما يجري داخل البحرين، وخارجها وخلال الجلسة يخبرنا عن آخر التطوارت والأخبار خارج البحرين، وهذا يدل على حجم متابعة سموه للأحداث، وأن سموه اختار رجالاً أكفاء وعلى درجة عالية من المهنية والحرفية والإخلاص للعمل معه.
في وسط ثناء سموه الجميل على كاتب السطور والذي يعتبر وسام شرف على صدري، وسموه من أفصل من يرسل الرسائل بذكاء كبير، وبحب، ودون أن يمس أحداً، وهذه الملكة لا تجدها عند أي شخص، إنما هي تعبر عن روح سموه الطيبة التي لا تزعج أحداً بكلمة، وهو رئيس الوزراء ويستطيع أن يقول ما يريد ومن حقه، لكنه ينهج أسلوب الكبار الذين يقدرون كل شخص أتى إلى مجلسهم ويحترمونه ويجلونه.
قال سموه أمس بما معناه «صحيح ولدنا هشام يقول كلمات قوية أحياناً، لكن هذا ولدنا، ويا حي الكلمة لي جات من اعيالنا».
من يلومنا في حبك يا خليفة بن سلمان، تجبرنا على محبتك وعلى احترامك. خصالك الطيبة وروحك المحبة للناس جميعاً، تجبرنا على محبتك، والدعاء لك بالصحة والعافية.
فألف شكر لك على استجابتك للاقتراح، وألف شكر لك على كلماتك الطيبة بحقنا، وهذا ليس بغريب على قائد نهضة البحرين، أبقاك الله ذخراً لهذا الوطن.
جعلنا الله ممن يخدم وطنه، وجعلنا قلم خير لهذا الوطن، ونحن حتى وإن كتبنا بشدة أحياناً، لا يكون ذلك إلا من أجل أن نرى بلدنا أفضل، شدتنا حباً وغيرة على البلد، وليس شيئاً آخر، جعل الله شدتنا في الحق.
** سلمان بن إبراهيم يمثل البحرين
نتمنى كل التوفيق للشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس اتحاد الكرة في انتخابات الاتحاد الآسيوي، فحين يترشح بحريني لهذا المنصب فإنه يمثل البحرين بأسرها، ولا يمثل نفسه، لذلك يجب أن نقف خلفه ونسانده ونتمنى له التوفيق.
نتمنى بإذن الله الفوز للشيخ سلمان بن إبراهيم وأن يقدم إنجازات لكرة القدم الآسيوية.