نشرت شبكة «جي بي سي» الإخبارية خبراً موثقاً بمقاطع فيديو، يقول: «نشر ناشطون سوريون من محافظة الرقة، ليل الإثنين الثلاثاء، شريطاً مصوراً لأحد مقاتلي المعارضة السورية، الذي يتحدث عن جواز سفر إيراني (إلى الجنة)، وجد بحوزة بعض أفراد الجيش السوري النظامي الذين أسرهم أو قتلهم مقاتلو المعارضة.ويوضح المقاتل السوري أن هذا الجواز الذي يحمل شعار جمهورية إيران، وجد مع الشيعة الإيرانيين الذين يقاتلون إلى جانب الجيش السوري النظامي وبعض الجنود السوريين العلويين، وقد كتب عليه «جواز سفر إلى الجنة ادخلوها بسلام آمنين».يذكر أن المرشد الأعلى السابق لإيران آية الله الخميني كان قدم للشيعة «مفاتيح الدخول إلى الجنة»، كوسيلة للتأثير على البسطاء باستخدام سطوة الدين، كما ذكر المقاتل السوري في الشريط المصور أن هذه الجوازات كانت تعطى للمقاتلين الإيرانيين في الحرب مع العراق في حكم الرئيس صدام حسين». انتهى الخبر..وهنا نتساءل ما إذا كانت الطوابير الخامسة لدينا في الداخل قد منحت سراً «مفاتيح أو جوازات الجنة»!؛ إذ كلما حاولوا نفي علاقتهم بإيران، وكلما استماتوا لإبعادها عن الصورة، تأتي إيران وبكل برود لتفرغ ما في جوفها من أطماع بشأن البحرين، يتحدث مسؤولوها بكل صراحة عن البحرين وكأنها ولاية إيرانية، وينصبوا أنفسهم «أولياء» على الانقلابيين بداخلها.وحينما تخرج البحرين برد رسمي لتدافع عن حقها الشرعي كدولة مستقلة عربية مسلمة، تجد أن من يحاول «خداعنا» بالداخل عبر ادعائه «الوطنية» ساكتاً خرساً لا ينطق بحرف واحد يدين فيه أي تعد إيراني على البحرين، بل المضحك حينما تنشر صحيفة حزب الله الإيراني البحريني الخبر تجد التعليقات بدلاً من أن تدافع عن سيادة البحرين تدافع عن «سماحة السيد الخامنئي» وتستميت لحرف الموضوع إلى اتجاه آخر، حتى التقية باتت لا يمكنها إخفاء حقيقة ما يوجد في القلب.هنا لا تلوموهم، فمن آثر أن يكون «عبداً» لمرجع ديني أو «آية الله» كما يسميه، من الاستحالة أن يختلف معه، ولو أمرهم بالسجود له لفعلوا، والله يفعلون.إيران ستظل طامعة في البحرين، ويزيد طمعها مع وجود «طابور خامس» تصرف عليه وتدعمه بكل الوسائل وتسخر له قنواتها الإعلامية التي «لا يجرؤ» هؤلاء «الوطنيون البحرينيون» على توصيف الخليج بأنه «عربي»، ولا يجرؤون أبداً على انتقاد الوحشية والإجرام في سوريا التي ضربت مصداقيتهم في شأن الدفاع عن حقوق الإنسان في مقتل، بل لا يمكنهم أبداً قول كلمة حق في شأن المعارضة الإيرانية التي يتم التنكيل فيها هناك، هؤلاء مناضلو البحرين الذين هم مثال للعدالة والإنصاف! والله شر البلية ما يضحك.فقط ذكر وزير الخارجية المرشد الإيراني فإذا بثائرتهم تثور، وكيف لا وهم يعتبرونه الرمز الأعظم لهم، وكما قلت لا تلوموهم، دعوهم يقدسونه ويسجدون له ويعبدونه، ألم يحول العرب من قدسوهم إلى آلهة يعبدونها دون الله؟! الفرق أن من يدعون العروبة يقدسون «الفارسي» هنا ويتذللون له!!الخامنئي لا يهمه على الإطلاق أن يلعب مع انقلابيي البحرين ضمن أطر اللعبة السياسية، لا يهمه أبداً إذا ما كشفت أقنعتهم أو حرقت وجوههم، لا يضيره لو انفضحوا وبانت علاقتهم بطهران، هو يتحدث ويصدر أوامره وعليهم السمع والطاعة، ألم يذهبوا ليتوسلوا عند قدميه ويقولون له: «مولانا يا ابن رسول الله، في البحرين شعب يقتل، الله يحفظكم؟!» وكان الأفضل لتكملة المشهد أن ينزل المتحدث ليقبل الرجل «المقدسة» لمرشده الذي «يوحى» له من السماء.يبدو أن الوفاق وأذيالها ومن معهم في حاجة ماسة لإيصال ملاحظة هامة للإيرانيين، ويمكن أن ينفذوها عبر العضو الوفاقي الذي قال للمسؤول الإيراني «خادمكم فلان»، مفادها بأن على الإيرانيين ابتداء من مرشدهم الأعلى وصولاً لكل المسؤولين الذين تحدثوا عن البحرين عليهم أن «يركدوا شوي» وألا تأخذهم الحماسة، فكلما تكلموا عن البحرين فضحوا ارتباطهم بـ»عناصرهم» في الداخل، وهو ما يصعب مهمة «الطابور الخامس» الذي يحاول باستماتة لبيان وطنيته المزعومة.لكن المشكلة كيف يوصل «العبد» و»الخادم» ملاحظاته لـ»سيده» و»مولاه؟!» الـ»سيستم» الولائي الإيراني يختلف تماماً عن أية برمجيات ولائية أخرى، هناك لدى المرشد الأعلى لا مجال للنقاش أو إعادة النظر، هناك فقط أوامر وعلى الأتباع التنفيذ دون نقاش أو تردد، واسألوا علي سلمان «خادم» وليه الفقيه كيف ينفذ تعليمات عيسى قاسم حتى وإن اختلفت مع طرقه وأساليبه.في إيران لا يهمهم البشر، هم إما أتباع عليهم السمع والطاعة، أو معارضون يحق شنقهم على أعمدة الإنارة، ودعوا الوفاق ومن معها تخبركم عن المعارضة الإيرانية ومريم رجوي والمناضلين معها ضد الظلم والقمع هناك. عفواً، لا يمكنهم ذلك، فهم لا يرون الإجرام الإيراني ولا انتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام الخامنئي، بل يدعون عدم معرفة أن إيران لا ترحب بـ»هيومن رايتس ووتش» وغيرها، إذ مثل هذه المنظمات الحقوقية التي تتشدق بها الوفاق وخدمها تدوسهم إيران بـ»الجزمة» على حد قول المصريين.وزير الخارجية قال كلمتين للدفاع عن بلدنا فهبوا مدافعين عن «سيدهم» الخامنئي ولتبرئة ساحة الإيرانيين، والله خوش وطنية، البحرين لا تهمهم على الإطلاق، ويزعلون إذا تم توصيفهم على أنهم ولائيون للخارج ضاربو خناجر في ظهر الوطن.أهم شيء، ليحافظوا على «مفاتيح وجوازات» الخامنئي حتى تدخلهم الجنة، باعتبار الرجل مانح صكوك الدخول إليها والباقون إلى النار.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90