من الملاحظ أن أكثر من تستهويهم أجواء السياسة في البحرين اليوم هم اليافعون من شباب الوطن، فالبعض يريد أن يُثبت ذاته من خلال المشاركة في كل أشكال الفعاليات السياسية، ولو بأي ثمن كان، وبعضهم يريد أن يجاري الكبار في أساليبهم العملية على أرض الواقع، والبعض الآخر يريد أن يكون نجما سياسياً لامعاً في سماء المجتمع.
هذه المشاهدات اليوم لا تخفى على أحد من المتابعين السياسيين، وربما نخلق الأعذار أحياناً لهؤلاء الصغار حينما يقلدون الكبار في سلوكياتهم وأفعالهم، لأن طبيعة هذه المرحلة العمرية تقتضي (خصوصاً مع غياب التوجيه) أن يقوم الشاب الصغير بتقمّص شخصيات سياسية تفوقه حجماً ووعياً، فيرى عبرها أن وجوده ومستقبله ونجوميته اللامعة تبدأ مع تقليدها، تماماً كمن يعشق لاعباً أو مغنياً أو فناناً فيقوم بتقليده وتقمص شخصيته.
إن تقليد تسريحة لاعب عالمي يعتبر أمراً عادياً بالنسبة لشاب مراهق، وتقليد فتاة صغيرة لتقليعة إحدى مغنيات الراب يعدُّ أمراً مألوفاً، وفي المحصلة فإن تقليد هؤلاء الصغار لكل النجوم لا يعتبر أمراً شاذاً في هذه المرحلة، كما إن تلك المحاكاة لا تتجاوز في الغالب سن المراهقة، والأهم من كل ذلك فإن ذلك التقليد لا يحمل تبعات عملية خطيرة.
إن تقليد صغارنا وشبابنا للكثير من الشخصيات السياسية يعتبر أمراً مرفوضاً جداً، لأنه لن يسلك بالشاب إلا إلى الضياع وخُسران مستقبله، وربما خسران حياته بالكامل، ومن هذا المنطلق يعتبر تقليد الشخص السياسي أمراً غير مألوف في المجتمعات الأخرى، إلا في مجتمعات متخلفة كالمجتمعات العربية.
هناك من يعتبرون مهنة الإنسان السياسي مهنة غير محببة على الإطلاق، بينما نعتبرها في عالمنا العربي المنكوس والمملوء بالعقد والتناقضات والنقص أمراً جميلاً!!.
قبل خروجي من المنزل جلستُ للحظات بسيطة أتصفح تويتر، وإذا بي (كالعادة) أجد نفسي بين مئات من الشباب المتسكع سياسياً يتراشقون التُّهم ويتبادلون الشتائم، فأغلقت جهازي وقررت أن أذهب إلى أحد المقاهي البعيدة عن الصخب لأشرب كوباً من الشاي.
وصلت إلى (الكوفي شوب)، جلست هناك بمفردي، كان يجلس على جانبي الأيمن ثلاثة من الشباب يبدو أنهم كانوا يعقدون اجتماعاً لإنشاء مشروع تجاري، ولأن صوتهم كان واضحاً ولم أكن لأسترق السمع، عرفت تماماً أنهم على وشك الانتهاء من مشروعهم الكبير.
أما على جانبي الأيسر فكانت هناك مجموعة أخرى من الشباب وفي يد كل واحد منهم كتاب ومجموعة من الأوراق، يتناقشون ويتذاكرون بطريقة خافتة دروسهم الجامعية.
بعد أن رأيت ما رأيت قلت في نفسي؛ شتان بين هؤلاء وأولئك، شتان بين أولئك الذين يدلّسون على بعضهم بالترهات والأكاذيب والفضائح والشتائم والخزعبلات السياسية، وبين شباب لا يرى سوى الأمل والعلم والمستقبل طريقاً للمعالي والنجاح.
شباب يتسربون من مقاعد العلم ليشغلوا أنفسهم بلعبة الكبار، وشباب آخر لا يهمه كل الضجيج السياسي الحاصل في وطنهم سوى أن يقوموا بعمل جليل يخدم واقعهم ومستقبلهم.
نحن نقول لكل من يتاجر بمشاعر الصغار وبمستقبلهم وبحياتهم أيضاً؛ أن اتركوا هذه الشريحة البريئة تعمل لأجل المستقبل، ودعوها تتسلح بالعلم والمعرفة.
نقول لهم مرة أخرى؛ جنِّبوا الشباب البحريني سياساتكم ومصالحكم، وشدوا على أيديهم لبناء واقعهم عبر العلم والعمل، فهم مازالوا أكثر نعومة من العنف وأطهر من كل قذارات السياسة، سواء كانوا يقفون على هذه الضفـــة أو تلــك.
هذه المشاهدات اليوم لا تخفى على أحد من المتابعين السياسيين، وربما نخلق الأعذار أحياناً لهؤلاء الصغار حينما يقلدون الكبار في سلوكياتهم وأفعالهم، لأن طبيعة هذه المرحلة العمرية تقتضي (خصوصاً مع غياب التوجيه) أن يقوم الشاب الصغير بتقمّص شخصيات سياسية تفوقه حجماً ووعياً، فيرى عبرها أن وجوده ومستقبله ونجوميته اللامعة تبدأ مع تقليدها، تماماً كمن يعشق لاعباً أو مغنياً أو فناناً فيقوم بتقليده وتقمص شخصيته.
إن تقليد تسريحة لاعب عالمي يعتبر أمراً عادياً بالنسبة لشاب مراهق، وتقليد فتاة صغيرة لتقليعة إحدى مغنيات الراب يعدُّ أمراً مألوفاً، وفي المحصلة فإن تقليد هؤلاء الصغار لكل النجوم لا يعتبر أمراً شاذاً في هذه المرحلة، كما إن تلك المحاكاة لا تتجاوز في الغالب سن المراهقة، والأهم من كل ذلك فإن ذلك التقليد لا يحمل تبعات عملية خطيرة.
إن تقليد صغارنا وشبابنا للكثير من الشخصيات السياسية يعتبر أمراً مرفوضاً جداً، لأنه لن يسلك بالشاب إلا إلى الضياع وخُسران مستقبله، وربما خسران حياته بالكامل، ومن هذا المنطلق يعتبر تقليد الشخص السياسي أمراً غير مألوف في المجتمعات الأخرى، إلا في مجتمعات متخلفة كالمجتمعات العربية.
هناك من يعتبرون مهنة الإنسان السياسي مهنة غير محببة على الإطلاق، بينما نعتبرها في عالمنا العربي المنكوس والمملوء بالعقد والتناقضات والنقص أمراً جميلاً!!.
قبل خروجي من المنزل جلستُ للحظات بسيطة أتصفح تويتر، وإذا بي (كالعادة) أجد نفسي بين مئات من الشباب المتسكع سياسياً يتراشقون التُّهم ويتبادلون الشتائم، فأغلقت جهازي وقررت أن أذهب إلى أحد المقاهي البعيدة عن الصخب لأشرب كوباً من الشاي.
وصلت إلى (الكوفي شوب)، جلست هناك بمفردي، كان يجلس على جانبي الأيمن ثلاثة من الشباب يبدو أنهم كانوا يعقدون اجتماعاً لإنشاء مشروع تجاري، ولأن صوتهم كان واضحاً ولم أكن لأسترق السمع، عرفت تماماً أنهم على وشك الانتهاء من مشروعهم الكبير.
أما على جانبي الأيسر فكانت هناك مجموعة أخرى من الشباب وفي يد كل واحد منهم كتاب ومجموعة من الأوراق، يتناقشون ويتذاكرون بطريقة خافتة دروسهم الجامعية.
بعد أن رأيت ما رأيت قلت في نفسي؛ شتان بين هؤلاء وأولئك، شتان بين أولئك الذين يدلّسون على بعضهم بالترهات والأكاذيب والفضائح والشتائم والخزعبلات السياسية، وبين شباب لا يرى سوى الأمل والعلم والمستقبل طريقاً للمعالي والنجاح.
شباب يتسربون من مقاعد العلم ليشغلوا أنفسهم بلعبة الكبار، وشباب آخر لا يهمه كل الضجيج السياسي الحاصل في وطنهم سوى أن يقوموا بعمل جليل يخدم واقعهم ومستقبلهم.
نحن نقول لكل من يتاجر بمشاعر الصغار وبمستقبلهم وبحياتهم أيضاً؛ أن اتركوا هذه الشريحة البريئة تعمل لأجل المستقبل، ودعوها تتسلح بالعلم والمعرفة.
نقول لهم مرة أخرى؛ جنِّبوا الشباب البحريني سياساتكم ومصالحكم، وشدوا على أيديهم لبناء واقعهم عبر العلم والعمل، فهم مازالوا أكثر نعومة من العنف وأطهر من كل قذارات السياسة، سواء كانوا يقفون على هذه الضفـــة أو تلــك.