عندما نطرح مسألة تأصيل الثقافة العقلانية في مجتمعنا البحريني؛ فإننا لا نمارس ترفاً فكرياً أو هذياناً، بل نسعى جاهدين إلى إعانة أبناء الجيل الصاعد على تلمّس طريقهم في الحياة بفكرٍ مستنيرٍ بعيدٍ عن كافة أشكال العصبيّات السياسية والمذهبية التي تدمِّر الأوطان وأهلها.
ولعلّ السحر الذي يتركه الإنسان العقلاني في نفوس العامّة، وقدرته على إقناعهم بضرورة تسيّد القيم الإنسانية النبيلة العليا، كالقدرة على التسامح، والصفح عن أخطاء الذات، وتقديم المساعدة للآخرين دون منِّةٍ أو تأفّفٍ، والانتصار دائماً للعقل، وللحدس الداخلي الذي يراود المرء، فينصاع له حيناً، ويصدّه حيناً أخرى، نقول إن هذا السحر يحتاج إلى دعم الناس المحيطين من أفراد أسرة، وأهل، وأصدقاء، ومريدين، فلولاهم سيخمد بعد حين، وتنطفئ جذوته.
إن العقلاني لا يعيش لوحده، معزولاً عن الناس وعن همومهم أو مشكلاتهم اليومية، مثلما يحاول البعض تصوير الأمر، بل هو يقبع في قلب الحدث، لكنه خلافاً للآخرين من السياسيين أو المشتغلين في السياسة الذين تقوم عواطفهم وانفعالاتهم الطارئة بمهمة التحديد المسبق لسلوكيّاتهم، ونمذجتها في قوالب تخدم أهواء عامّة البسطاء من المراهقين والشباب ونزعاتهم المتقلبة بدلاً من أن تقودهم إلى التأمّل في مجريات واقعهم، وتحديد كيفية التأثير فيها، وانتشال الذات من بؤس الاكتئاب والقلق المزمن بشأن المستقبل، يكتشف يوماً عن يوم أن هؤلاء المراهقين والشباب بحاجة إلى قلمه، وفكره، وكلمته، وموقفه من الأحداث السائرة نحو المجهول، فهو أجدر من أن يقوم بمهمة التوعية والإرشاد، سواءً على صعيد السياسة أو الثقافة.
ويشهد التاريخ أن منْ صنع الحدث دائماً هم منْ تمكّن من إعلاء شأن العقل، وتدريب الناس على التفكير الناقد في شؤون حياتهم اليومية، وتدبيرها بما يتوافق مع معطيات السياق الاجتماعي والثقافي، ويكفي أن نشير إلى أسماء القادة المؤثِّرين في بعض الدول النامية مثل عبد الناصر، وغاندي، ومانديلا، وغيرهم، فنرى كيف أنهم تمكّنوا من نقل شعوبهم من حالة اليأس إلى حالة الأمل، وذلك بفضل تسخير طاقاتهم الذهنية في سبيل تحقيق طموحات شعوبهم في الحريّة والتقدّم الاجتماعي!
{{ article.visit_count }}
ولعلّ السحر الذي يتركه الإنسان العقلاني في نفوس العامّة، وقدرته على إقناعهم بضرورة تسيّد القيم الإنسانية النبيلة العليا، كالقدرة على التسامح، والصفح عن أخطاء الذات، وتقديم المساعدة للآخرين دون منِّةٍ أو تأفّفٍ، والانتصار دائماً للعقل، وللحدس الداخلي الذي يراود المرء، فينصاع له حيناً، ويصدّه حيناً أخرى، نقول إن هذا السحر يحتاج إلى دعم الناس المحيطين من أفراد أسرة، وأهل، وأصدقاء، ومريدين، فلولاهم سيخمد بعد حين، وتنطفئ جذوته.
إن العقلاني لا يعيش لوحده، معزولاً عن الناس وعن همومهم أو مشكلاتهم اليومية، مثلما يحاول البعض تصوير الأمر، بل هو يقبع في قلب الحدث، لكنه خلافاً للآخرين من السياسيين أو المشتغلين في السياسة الذين تقوم عواطفهم وانفعالاتهم الطارئة بمهمة التحديد المسبق لسلوكيّاتهم، ونمذجتها في قوالب تخدم أهواء عامّة البسطاء من المراهقين والشباب ونزعاتهم المتقلبة بدلاً من أن تقودهم إلى التأمّل في مجريات واقعهم، وتحديد كيفية التأثير فيها، وانتشال الذات من بؤس الاكتئاب والقلق المزمن بشأن المستقبل، يكتشف يوماً عن يوم أن هؤلاء المراهقين والشباب بحاجة إلى قلمه، وفكره، وكلمته، وموقفه من الأحداث السائرة نحو المجهول، فهو أجدر من أن يقوم بمهمة التوعية والإرشاد، سواءً على صعيد السياسة أو الثقافة.
ويشهد التاريخ أن منْ صنع الحدث دائماً هم منْ تمكّن من إعلاء شأن العقل، وتدريب الناس على التفكير الناقد في شؤون حياتهم اليومية، وتدبيرها بما يتوافق مع معطيات السياق الاجتماعي والثقافي، ويكفي أن نشير إلى أسماء القادة المؤثِّرين في بعض الدول النامية مثل عبد الناصر، وغاندي، ومانديلا، وغيرهم، فنرى كيف أنهم تمكّنوا من نقل شعوبهم من حالة اليأس إلى حالة الأمل، وذلك بفضل تسخير طاقاتهم الذهنية في سبيل تحقيق طموحات شعوبهم في الحريّة والتقدّم الاجتماعي!