تستغرق البحرين في صياغات سياسية مهمة لمواجهة تحدياتها الداخلية عبر توظيف معطيات المشهد البحريني في سياق سياسي واعٍ، وفي نفس الوقت هي ملتزمة أخلاقياً بإطارها العربي، وتدخُل -شعبياً ورسمياً- في مشاركات حقيقية لقضايا ساخنة تحدث اليوم في سوريا وغزة والأردن والكويت، وقبلها مصر وليبيا وتونس وعدد من الدول الأخرى.
ما تبذله القيادة البحرينية من جهود جبارة في مواجهة الإرهاب الشرس والماكر في الداخل وتكالب بعض قوى الرأي العام الدولي على المملكة، بما تشكله من ضغوط عليها، جعلا البحرين مسرحاً لحياة صاخبة ملتهبة كفيلة بإشغال الدولة عن كثير من الأمور في الداخل والخارج، لكن الأمر لم يكن كذلك؛ فعنفوان المملكة وقيادتها يمنحانها مزيداً من القوة كلما تصاعدت وتيرة الأحداث وساءت الظروف، ولعل كل ظرف سيىء تمر به البلاد هو بمثابة عتبة جديدة أخرى للصعود نحو القمة وبفارق ضوئي بين السبب والنتيجة، في ظل تفتق ذهنية سياسية بحرينية عن قدرة فائقة للاستفادة القصوى.
لم تغض مملكة البحرين الطرف -شعبياً ورسمياً- عمّا يحدث في العالم العربي رغم تنامي أعمال العنف في الشأن الداخلي، فضلاً عن مجالات متعددة أخرى آخذة في النمو والارتقاء في مسيرة الإصلاح والنماء رغم أنف المفسدين، ورغم أنف كل معطيات المشهد السياسي والأمني.
كان هذا التناغم ما بين الجهود البحرينية في الداخل والخارج في ظل مرحلة تاريخية حرجة تمر بها المملكة بمثابة رسالة واضحة لأطراف داخلية -على رأسها الراديكاليين- وإقليمية ودولية، مفادها أن البحرين ليست تلك الدولة الهشة القابعة في طرف قصي في بحر الخليج العربي كما ظنّ البعض. فالبحرين لديها من القدرات السياسية والأجهزة العسكرية والاستخباراتية والأمنية في الداخل ما يمكنها من كسر عين كل من ينظر لها على أنها بلا عمق استراتيجي، كما يمكنها من مواجهة الشوفينيات الراديكالية وغيرها، وأن البحرين بتعاطيها السياسي والشعبي مع القضايا العربية تستطيع أن تكرّس لنفسها عمقاً سياسياً عربياً قوياً يضعها في مكانة قوة لائقة.
اضطلعت البحرين منذ قديم الأزل، وما زالت، بدور حضاري متميز وأدوار سياسية رائدة وفاعلة في كثير من القضايا والمجالات، منحتها موقعاً لامعاً في الدول العربية ومكانةً يشار لها بالبنان، ممثلةً لعروبة البحرين وانتماءاتها العميقة، يأتي في مقدمتها العضوية في مجلس التعاون الخليجي المشترك كنموذج شاخص للوحدة الخليجية العربية.
ولعل المتتبع لنشاط البحرين في كافة المجالات يجد نفسه مشدوهاً بالوقوف أمام بانوراما ضخمة من الأحداث والإنجازات وتخطي العقبات، رغم صعوبتها والمراهنة الدولية على ضعف مقدرات البحرين في اجتياز المحن التي ألمت بها في تاريخها المعاصر، أو لنقل في الوقت الراهن.
الملكية البحرينية هي الوعاء الأوسع الذي تنصهر فيه كل خياراتنا الداخلية في طريق التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهي أيضاً البنية النظامية الشريكة لبنى الأنظمة العربية المحيطة التي تتعاضد معا لتكون في مجموعها العمق المشترك فيما بينها.
وإن اعتبر (روبرت ليسي) المملكة العربية السعودية في كتابه (المملكة من الداخل) أحد ألغاز هذا الكوكب المثير للبعض والمزعجة للبعض الآخر؛ فباعتقادي أن البحرين اليوم أصبحت تشاطرها هذه الغرابة والإثارة بافتراضها لغز الشموخ والإباء والمواهب السياسية الفذّة في تفاصيلها وعمومياتها، المرمزة والدّالة. فهي لغزٌ آخر، بل اللغز نفسه، كيف لا إن كانت شقيقةً حبيبة للمملكة العربية السعودية، بل ابنتها الصغيرة -حسب تعبير خادم الحرمين الشريفين- عندما قال: «البحرين بنتي الصغيرة، وحدود الرياض المنامة، وحدود المنامة الرياض»؛ بالإشارة إلى أننا في بلد واحد لا توقفنا الحدود وديننا وعاداتنا وتقاليدنا ومواقفنا واحدة.
ما تبذله القيادة البحرينية من جهود جبارة في مواجهة الإرهاب الشرس والماكر في الداخل وتكالب بعض قوى الرأي العام الدولي على المملكة، بما تشكله من ضغوط عليها، جعلا البحرين مسرحاً لحياة صاخبة ملتهبة كفيلة بإشغال الدولة عن كثير من الأمور في الداخل والخارج، لكن الأمر لم يكن كذلك؛ فعنفوان المملكة وقيادتها يمنحانها مزيداً من القوة كلما تصاعدت وتيرة الأحداث وساءت الظروف، ولعل كل ظرف سيىء تمر به البلاد هو بمثابة عتبة جديدة أخرى للصعود نحو القمة وبفارق ضوئي بين السبب والنتيجة، في ظل تفتق ذهنية سياسية بحرينية عن قدرة فائقة للاستفادة القصوى.
لم تغض مملكة البحرين الطرف -شعبياً ورسمياً- عمّا يحدث في العالم العربي رغم تنامي أعمال العنف في الشأن الداخلي، فضلاً عن مجالات متعددة أخرى آخذة في النمو والارتقاء في مسيرة الإصلاح والنماء رغم أنف المفسدين، ورغم أنف كل معطيات المشهد السياسي والأمني.
كان هذا التناغم ما بين الجهود البحرينية في الداخل والخارج في ظل مرحلة تاريخية حرجة تمر بها المملكة بمثابة رسالة واضحة لأطراف داخلية -على رأسها الراديكاليين- وإقليمية ودولية، مفادها أن البحرين ليست تلك الدولة الهشة القابعة في طرف قصي في بحر الخليج العربي كما ظنّ البعض. فالبحرين لديها من القدرات السياسية والأجهزة العسكرية والاستخباراتية والأمنية في الداخل ما يمكنها من كسر عين كل من ينظر لها على أنها بلا عمق استراتيجي، كما يمكنها من مواجهة الشوفينيات الراديكالية وغيرها، وأن البحرين بتعاطيها السياسي والشعبي مع القضايا العربية تستطيع أن تكرّس لنفسها عمقاً سياسياً عربياً قوياً يضعها في مكانة قوة لائقة.
اضطلعت البحرين منذ قديم الأزل، وما زالت، بدور حضاري متميز وأدوار سياسية رائدة وفاعلة في كثير من القضايا والمجالات، منحتها موقعاً لامعاً في الدول العربية ومكانةً يشار لها بالبنان، ممثلةً لعروبة البحرين وانتماءاتها العميقة، يأتي في مقدمتها العضوية في مجلس التعاون الخليجي المشترك كنموذج شاخص للوحدة الخليجية العربية.
ولعل المتتبع لنشاط البحرين في كافة المجالات يجد نفسه مشدوهاً بالوقوف أمام بانوراما ضخمة من الأحداث والإنجازات وتخطي العقبات، رغم صعوبتها والمراهنة الدولية على ضعف مقدرات البحرين في اجتياز المحن التي ألمت بها في تاريخها المعاصر، أو لنقل في الوقت الراهن.
الملكية البحرينية هي الوعاء الأوسع الذي تنصهر فيه كل خياراتنا الداخلية في طريق التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهي أيضاً البنية النظامية الشريكة لبنى الأنظمة العربية المحيطة التي تتعاضد معا لتكون في مجموعها العمق المشترك فيما بينها.
وإن اعتبر (روبرت ليسي) المملكة العربية السعودية في كتابه (المملكة من الداخل) أحد ألغاز هذا الكوكب المثير للبعض والمزعجة للبعض الآخر؛ فباعتقادي أن البحرين اليوم أصبحت تشاطرها هذه الغرابة والإثارة بافتراضها لغز الشموخ والإباء والمواهب السياسية الفذّة في تفاصيلها وعمومياتها، المرمزة والدّالة. فهي لغزٌ آخر، بل اللغز نفسه، كيف لا إن كانت شقيقةً حبيبة للمملكة العربية السعودية، بل ابنتها الصغيرة -حسب تعبير خادم الحرمين الشريفين- عندما قال: «البحرين بنتي الصغيرة، وحدود الرياض المنامة، وحدود المنامة الرياض»؛ بالإشارة إلى أننا في بلد واحد لا توقفنا الحدود وديننا وعاداتنا وتقاليدنا ومواقفنا واحدة.