غزة تُقصف ونحن نحلل الموقف؛ كعادتنا مذبذبين، الدنيا تنقل الأخبار بكل اللغات والاستياء عارم ضد الصهاينة ونحن نلوم صاروخين أطلقا على تل أبيب، ثم نشغل بالنا كثيراً بالكيفية التي يرى بها العالم قضية احتلال فلسطين، فيما الأهم هو نظرتنا نحن لهذه القضية، والأولى ليست مهمة بقدر الثانية، ما تتعرض له القضية من تجاهل وإهمال وظلم من الخارج لا يضرها بقدر تناسينا لها حيناً وانشغالنا بثانويات الموقف على حساب قضية الاحتلال حيناً آخر.
كثير من مثقفي العرب اليوم يتكلمون على أساس أن لإسرائيل حق في الأمن، إما صراحة وإما بالتبرير، فالطيران الإسرائيلي يسوي الأحياء بسكانها بالأرض بسبب صواريخ الكتائب الفلسطينية، «الفلسطينيين غلطانين» باستفزاز العفريت في قمقمه، المشكلة أنه ليس قمقمه وهذا هو جذر المشكلة، منطقنا المتخاذل الذي أقنعنا أنفسنا بأنه واقعي ليس واقعياً أبداً، لقد تربينا على أن الصهاينة محتلين لأرضنا وتعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن الأرض لنا بكاملها لا حدود 67 ولا 48 ولا غيرها؛ وهكذا نربي أبناءنا.
إن الألاعيب الإعلامية والتنازلات السياسية على مر عقود خلقت جيلاً جديداً من العرب مغترب عن أهم قضاياه، الشعوب العربية صارت أكثر قابلية للتطبيع، وهذا واقع اليوم في عدة دول عربية والبقية ستأتي حتماً لأن بداية الطريق تدل على نهاياته، أطفالنا اليوم يعرفون أن عدوهم من هذا المذهب أو تلك الجماعة داخل البلد الواحد ولا يعرفون كيف تنتهك الحرمات والمقدسات على أرض عربية كل يوم، نريح ضمائرنا بأن لا بضاعة تصلنا وعليها صنع في إسرائيل؛ لكننا نعلم تماماً أننا نتعامل معها تحت ستار صناعات أوروبا وأمريكا والشركات الدولية، الصهاينة في كرة القدم وفي صناعة الأفلام والفنون وحتى في قهوتنا، ولا تقولوا إن النفط والغاز العربي لا يصل على طبق من ذهب لهم.
الحقيقة أن معاناة الفلسطينيين يتحمل جانباً كبيراً منها التحزب والتفرق الذي فطر عليه العرب، نتحمل جانباً من المعاناة لأننا انشغلنا بالمصالح والعداوات والاصطفاف الأيدولوجي، ونسينا أن الأرض أصلاً محتلة مهودة، وعن أي زعامات نتكلم وأي كراسي وأي مفاوضات، الصهاينة في الطريق للاستيلاء على كل شيء، لا شيء يردعهم ونحن أفضل عون لهم، نحن كما يريدنا الصهاينة، لا أظن أنهم حتى يكرهوننا أو يخشوننا، ولِمَ يكرهوننا أو يخشوننا؟ نحن أمريكان أكثر من أمريكا نؤمن بحقهم في الأمن ووطنا أنفسنا على استقرار الصراع واستدامته، نحن أجبن من التفكير في إمكانية عودة الأرض لشعبها الأصلي يوماً ما.
نؤلف النظريات في قصف غزة، وهو ليس الأول أو الأخير، لكن ليست غزة هي كل القصة؛ فلسطين لاتزال تحت احتلال والمحتل لا يستحق الأمن، لا يمكن أن نستمر في التجاهل، إذا أردتم أن تميتوا ضمائركم للأبد فوجهوا سلاحكم للفلسطينيين وأبيدوهم ثم ابكوا قليلاً وتناسوا وتعايشوا مع إسرائيل.
لن يتوقف مسلسل «الدفاع عن النفس» الذي توجهه أكبر القوى العسكرية في العالم ضد أضألها، الفلسطينيون لن ينسوا والصهاينة لن يتوقفوا عن استعراض قوتهم على العزل، ونحن اعتدنا على فكرة أن يقتل الأطفال والشباب وتجر العجائز خارج البيوت، أعتقد أننا فقدنا الإحساس، حتى الحراك داخل دولنا وفعاليات جمعيات المناصرة ومناهضة التطبيع صارت روتينية، نحن العرب نريد أن تأتي أحلامنا عند أقدامنا ولا نؤمن بالنفس الطويل لهذا سنخسر كل قضايانا، وسيأتي دورنا إن لم يكن بسايكس بيكو ووعد بلفور جديد فبغيره، سيقتلوننا ويشردوننا ثم يقنعون العالم أننا إرهابيون، لن تعجز العقلية الصهيونية عن هذا طالما نحن كما نحن الآن
{{ article.visit_count }}
كثير من مثقفي العرب اليوم يتكلمون على أساس أن لإسرائيل حق في الأمن، إما صراحة وإما بالتبرير، فالطيران الإسرائيلي يسوي الأحياء بسكانها بالأرض بسبب صواريخ الكتائب الفلسطينية، «الفلسطينيين غلطانين» باستفزاز العفريت في قمقمه، المشكلة أنه ليس قمقمه وهذا هو جذر المشكلة، منطقنا المتخاذل الذي أقنعنا أنفسنا بأنه واقعي ليس واقعياً أبداً، لقد تربينا على أن الصهاينة محتلين لأرضنا وتعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن الأرض لنا بكاملها لا حدود 67 ولا 48 ولا غيرها؛ وهكذا نربي أبناءنا.
إن الألاعيب الإعلامية والتنازلات السياسية على مر عقود خلقت جيلاً جديداً من العرب مغترب عن أهم قضاياه، الشعوب العربية صارت أكثر قابلية للتطبيع، وهذا واقع اليوم في عدة دول عربية والبقية ستأتي حتماً لأن بداية الطريق تدل على نهاياته، أطفالنا اليوم يعرفون أن عدوهم من هذا المذهب أو تلك الجماعة داخل البلد الواحد ولا يعرفون كيف تنتهك الحرمات والمقدسات على أرض عربية كل يوم، نريح ضمائرنا بأن لا بضاعة تصلنا وعليها صنع في إسرائيل؛ لكننا نعلم تماماً أننا نتعامل معها تحت ستار صناعات أوروبا وأمريكا والشركات الدولية، الصهاينة في كرة القدم وفي صناعة الأفلام والفنون وحتى في قهوتنا، ولا تقولوا إن النفط والغاز العربي لا يصل على طبق من ذهب لهم.
الحقيقة أن معاناة الفلسطينيين يتحمل جانباً كبيراً منها التحزب والتفرق الذي فطر عليه العرب، نتحمل جانباً من المعاناة لأننا انشغلنا بالمصالح والعداوات والاصطفاف الأيدولوجي، ونسينا أن الأرض أصلاً محتلة مهودة، وعن أي زعامات نتكلم وأي كراسي وأي مفاوضات، الصهاينة في الطريق للاستيلاء على كل شيء، لا شيء يردعهم ونحن أفضل عون لهم، نحن كما يريدنا الصهاينة، لا أظن أنهم حتى يكرهوننا أو يخشوننا، ولِمَ يكرهوننا أو يخشوننا؟ نحن أمريكان أكثر من أمريكا نؤمن بحقهم في الأمن ووطنا أنفسنا على استقرار الصراع واستدامته، نحن أجبن من التفكير في إمكانية عودة الأرض لشعبها الأصلي يوماً ما.
نؤلف النظريات في قصف غزة، وهو ليس الأول أو الأخير، لكن ليست غزة هي كل القصة؛ فلسطين لاتزال تحت احتلال والمحتل لا يستحق الأمن، لا يمكن أن نستمر في التجاهل، إذا أردتم أن تميتوا ضمائركم للأبد فوجهوا سلاحكم للفلسطينيين وأبيدوهم ثم ابكوا قليلاً وتناسوا وتعايشوا مع إسرائيل.
لن يتوقف مسلسل «الدفاع عن النفس» الذي توجهه أكبر القوى العسكرية في العالم ضد أضألها، الفلسطينيون لن ينسوا والصهاينة لن يتوقفوا عن استعراض قوتهم على العزل، ونحن اعتدنا على فكرة أن يقتل الأطفال والشباب وتجر العجائز خارج البيوت، أعتقد أننا فقدنا الإحساس، حتى الحراك داخل دولنا وفعاليات جمعيات المناصرة ومناهضة التطبيع صارت روتينية، نحن العرب نريد أن تأتي أحلامنا عند أقدامنا ولا نؤمن بالنفس الطويل لهذا سنخسر كل قضايانا، وسيأتي دورنا إن لم يكن بسايكس بيكو ووعد بلفور جديد فبغيره، سيقتلوننا ويشردوننا ثم يقنعون العالم أننا إرهابيون، لن تعجز العقلية الصهيونية عن هذا طالما نحن كما نحن الآن