مع دخولنا موسم عاشوراء تتعدد الآراء والأساليب والأفكار المختلفة والمتضاربة حول الكثير من الممارسات العاشورائية حول العالم، وفي البحرين تحديداً، فبين مؤيد ومعارض لهذا الأسلوب أو ذاك، وبين متحفظ على بعض الوسائل الإحيائية في عشرة محرم الحرام وبين متحمس لكل الأساليب العاشورائية، من الذين يرفضون المساس بكل أشكال الممارسات الحسينية على اعتبار أنها تحمل قداسة خاصة في نفوس الأتباع، يقع رأي آخر.
في كل الحالات؛ ستظل الممارسات الإحيائية لعاشوراء قابلة للنقد والتعديل والتطوير، لأنها في نهاية المطاف تعتبر اجتهادات فقهية خالصة، وفي كثير منها تعتبر اجتهادات شعبية ترسَّخت على أرض الواقع مع مرور الزمان.
لا يعني أبداً حين ننقد ممارسات العوام في عاشوراء أو ندلي بدلونا حول كثير من الممارسات الدخيلة عن روح الشريعة والعقل، أننا ضد عاشوراء أو ضد الإمام الحسين عليه السلام، لأن الحسين شيء وممارساتنا شيء آخر، ولهذا من المعيب أن نربط بين سلوكياتنا البشرية التي هي من (عندياتنا) كما يعبر عنها صاحب كتاب (الملحمة الحسينية) وبين شخصية صاحب الذكرى لنجعلهما صنوان لا يفترقان!.
إن أفضل من عالج هذا الملف الإحيائي لعاشوراء هو المرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله في كتابه (من وحي عاشوراء)، حيث قسم الاتجاهات الفكرية للإحياء إلى أربعة اتجاهات.
الاتجاه الأول؛ هو (الذي يضع مسألة العاطفة في درجة كبيرة من الأهمية، بحيث يلاحظ أنَّ الخصوصية الذاتية للذكرى لا يمكن إبعادها عن العنصر الحزين للمأساة في أيّ موقع من مواقع الإثارة، الأمر الذي يجعل من العمق العاطفي مسألة حيوية في هذه القضية، فلا مجال للفصل بين إثارة الذكرى في وعي الإنسان وبين الأسلوب العاطفي، لأنَّ ذلك يعني إبعاد الشيء عن ذاته).
أما الاتجاه الثاني؛ فهو (الذي يجرّد المسألة من العنصر العاطفي ليضعها في دائرة الجانب الفكري، فهو يرى أنَّ قضية الإمام الحسين (ع) ليست من القضايا الإنسانية الذاتية التي تتمحور حول الذات، بل هي من القضايا الإسلامية الكبيرة الخاضعة للعناوين العامّة المتصلة بالمسؤولية الشرعية من جهة وبالخط السياسي الثوري من جهة أخرى).
أما الاتجاه الثالث؛ فإن أصحابه يرون (أنَّ مسؤولية العلماء والمفكرين المسلمين أن ينطلقوا إلى هذه القضية المأساة / الثورة، ليطرحوها في الجانب الفكري في مسألة شرعية الثورة ضدّ الكفر والاستكبار الداخلي والخارجي، وليحرّكوها في ساحة الواقع الحاضر، باعتبارها نهجاً عامّاً للخط الإسلامي الحركي القويّ في مواجهة التحدّيات، ولينفذوا إلى داخلها ليواجهوا مفرداته بالتحليل العلمي الدقيق، الذي يقدّم لنا النموذج الأكمل للإنسان المسلم الثوري الذي يقدّم ذاته للإسلام ويواجه أقسى النتائج في ساحة الصراع الدامي بين الحقّ والباطل، لتكون عاشوراء للعِبرة، لا للعَبْرة).
أما الاتجاه الرابع والأخير؛ والذي يتبناه السيد فضل الله فإنه يرى أهمية (الموازنة بين الجانب الفكري والعاطفي، فلا يطغى فيها جانب على آخر وذلك باعتبار أنَّ المسألة الفكرية مرتبطة بالشرعية الإسلامية في المسألة الثورية، وبالهدف الكبير في قضية التغيير، والحياة والإنسان، وذلك من خلال العناصر المتنوّعة التي تختزنها الثورة الحسينية في هذا وذاك، مما يجعلها منفتحة على الحاضر والمستقبل، بحيث تحّقق الغنى الكبير للإسلام في مسيرته الحركية).
هذه الدراسة الموضوعية في تحديد أُطُر الاتجاهات الإحيائية لعاشوراء الحسين عليه السلام ربما تجنبنا الكثير من الخوض في الباطل، وعدم ابتداع بعض الممارسات الأجنبية عن روح الشريعة، خصوصاً حين نقوم بدمج كل اتجاه من الاتجاهات الأربعة بطريقة تقاطعية لا بطريقة تعارضية، حتى نحصل على أفضل الوسائل السليمة والشرعية والعقلية في طريقة إحياء عاشوراء، وبالأسلوب الذي يليق بصاحب الذكرى بعيداً عن كل أشكال الضوضاء والممارسات الدخيلة في واقع عاشوراء المعاصر، وهذا الأمر في المحصِّلة سوف يختصر علينا المسافات الضبابية بين الأساليب الناجعة والأساليب المُبتدعة وبين الأساليب الشرعية والأساليب المتخلِّفة والمحرمة ربما.
في كل الحالات؛ ستظل الممارسات الإحيائية لعاشوراء قابلة للنقد والتعديل والتطوير، لأنها في نهاية المطاف تعتبر اجتهادات فقهية خالصة، وفي كثير منها تعتبر اجتهادات شعبية ترسَّخت على أرض الواقع مع مرور الزمان.
لا يعني أبداً حين ننقد ممارسات العوام في عاشوراء أو ندلي بدلونا حول كثير من الممارسات الدخيلة عن روح الشريعة والعقل، أننا ضد عاشوراء أو ضد الإمام الحسين عليه السلام، لأن الحسين شيء وممارساتنا شيء آخر، ولهذا من المعيب أن نربط بين سلوكياتنا البشرية التي هي من (عندياتنا) كما يعبر عنها صاحب كتاب (الملحمة الحسينية) وبين شخصية صاحب الذكرى لنجعلهما صنوان لا يفترقان!.
إن أفضل من عالج هذا الملف الإحيائي لعاشوراء هو المرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله في كتابه (من وحي عاشوراء)، حيث قسم الاتجاهات الفكرية للإحياء إلى أربعة اتجاهات.
الاتجاه الأول؛ هو (الذي يضع مسألة العاطفة في درجة كبيرة من الأهمية، بحيث يلاحظ أنَّ الخصوصية الذاتية للذكرى لا يمكن إبعادها عن العنصر الحزين للمأساة في أيّ موقع من مواقع الإثارة، الأمر الذي يجعل من العمق العاطفي مسألة حيوية في هذه القضية، فلا مجال للفصل بين إثارة الذكرى في وعي الإنسان وبين الأسلوب العاطفي، لأنَّ ذلك يعني إبعاد الشيء عن ذاته).
أما الاتجاه الثاني؛ فهو (الذي يجرّد المسألة من العنصر العاطفي ليضعها في دائرة الجانب الفكري، فهو يرى أنَّ قضية الإمام الحسين (ع) ليست من القضايا الإنسانية الذاتية التي تتمحور حول الذات، بل هي من القضايا الإسلامية الكبيرة الخاضعة للعناوين العامّة المتصلة بالمسؤولية الشرعية من جهة وبالخط السياسي الثوري من جهة أخرى).
أما الاتجاه الثالث؛ فإن أصحابه يرون (أنَّ مسؤولية العلماء والمفكرين المسلمين أن ينطلقوا إلى هذه القضية المأساة / الثورة، ليطرحوها في الجانب الفكري في مسألة شرعية الثورة ضدّ الكفر والاستكبار الداخلي والخارجي، وليحرّكوها في ساحة الواقع الحاضر، باعتبارها نهجاً عامّاً للخط الإسلامي الحركي القويّ في مواجهة التحدّيات، ولينفذوا إلى داخلها ليواجهوا مفرداته بالتحليل العلمي الدقيق، الذي يقدّم لنا النموذج الأكمل للإنسان المسلم الثوري الذي يقدّم ذاته للإسلام ويواجه أقسى النتائج في ساحة الصراع الدامي بين الحقّ والباطل، لتكون عاشوراء للعِبرة، لا للعَبْرة).
أما الاتجاه الرابع والأخير؛ والذي يتبناه السيد فضل الله فإنه يرى أهمية (الموازنة بين الجانب الفكري والعاطفي، فلا يطغى فيها جانب على آخر وذلك باعتبار أنَّ المسألة الفكرية مرتبطة بالشرعية الإسلامية في المسألة الثورية، وبالهدف الكبير في قضية التغيير، والحياة والإنسان، وذلك من خلال العناصر المتنوّعة التي تختزنها الثورة الحسينية في هذا وذاك، مما يجعلها منفتحة على الحاضر والمستقبل، بحيث تحّقق الغنى الكبير للإسلام في مسيرته الحركية).
هذه الدراسة الموضوعية في تحديد أُطُر الاتجاهات الإحيائية لعاشوراء الحسين عليه السلام ربما تجنبنا الكثير من الخوض في الباطل، وعدم ابتداع بعض الممارسات الأجنبية عن روح الشريعة، خصوصاً حين نقوم بدمج كل اتجاه من الاتجاهات الأربعة بطريقة تقاطعية لا بطريقة تعارضية، حتى نحصل على أفضل الوسائل السليمة والشرعية والعقلية في طريقة إحياء عاشوراء، وبالأسلوب الذي يليق بصاحب الذكرى بعيداً عن كل أشكال الضوضاء والممارسات الدخيلة في واقع عاشوراء المعاصر، وهذا الأمر في المحصِّلة سوف يختصر علينا المسافات الضبابية بين الأساليب الناجعة والأساليب المُبتدعة وبين الأساليب الشرعية والأساليب المتخلِّفة والمحرمة ربما.