لا أعتقد أن مواطناً نبت على هذه الأرض الطيبة، أرض البحرين، يرضيه ما يحدث الآن من فتنة بين أبناء الوطن، وما تتعرض له أرض البحرين الغالية على قلب كل بحريني من تدمير وتخريب وفتن أودت بحياة أناس أبرياء لا ذنب لهم، وأُتلفت ممتلكات ومعدات وسيارات بسبب التعصب الأعمى الذي تغذيه أيادٍ خارجية أوجده الحقد والكراهية على هذه الأرض الطيبة، وأهلها الذين عاشوا آلاف السنين متحابين متعاونين في سبيل بناء بلدهم وازدهاره ورقيه، تعلموا اللغات والصناعات والفنون ليقودوا بلدهم البحرين إلى الرقي والتقدم والازدهار، ملتفين حول قادتهم، منصرفين لأعمالهم كادحين ليل نهار لإيصال وطنهم إلى ما وصلت إليه من رقي وتقدم وسرور.
الآن والبحرين تمر بذكرى غالية، ذكرى استشهاد الإمام الحسين ابن علي عليهما السلام، حيث تحل هذه الذكرى بعد غد السبت العاشر من شهر محرم الحرام؛ ألا يحق لهذه الذكرى أن تحترم وتقدس وتطهر النفوس من الحقد والضغينة، وتهدأ الأعصاب التي ظلت ردحاً من الزمن متوترة مشتعلة بين أبناء الوطن الواحد؟ لم تكن ذكرى عاشوراء منذ وعينا على الدنيا إلا ذكرى ترابط ومحبة بين أبناء هذا الوطن، لدرجة أن الأخوة الشيعة في الدول المجاورة يأتون إلى البحرين لإقامة شعائر هذه المناسبة الجليلة لسماحة أهلها وحكامها ويلقون كل الترحيب لتأدية شعائرهم مع إخوانهم أهل البحرين.
وتتولى قوات الأمن الإشراف على التنظيم والحماية، ومن جانبها السلطات الصحية تقوم بواجبها الصحي أثناء سير المواكب، فتسير الأمور على أحسن ما يرام لا يعكرها أي تصرف خاطئ من قبل أي فرد.
كانت ليالي عاشوراء، العشر الأوائل من شهر محرم الحرام، تمتلئ الشوارع والطرقات وتغص الساحات المجاورة للمآتم بالآلاف من أبناء السنة يستمعون إلى القراء وهم يقرؤون سيرة الإمام الحسين وتهز المأساة مشاعرهم، ثم يصطحبون إخوانهم الشيعة في مواكبهم الحسينية حتى انتهاء طواف المواكب عند انبلاج نور الصباح، عشرة أيام لا تنام البحرين ولا يعكر تلك المسيرات أي سوء تصرف من أحد. ويوم العاشر من محرم وبعد انتهاء المسيرات يتوجه الجميع إلى المآتم لتناول الوجبة الحسينية مهللين مكبرين.
كنا، نحن أبناء فريق الذواودة بالمنامة، نشارك إخواننا في مآتم رأس الرمان، وكذلك كان يفعل أسلافنا ذات الشيء عندما كانوا يسكنون في حيّهم غرب فريق رأس الرمان، أي المنطقة التي بنيت عليها السفارة البريطانية الحالية وانتقلوا إلى حيّهم الجديد. كنا نعيش أخوة متحابين إلى درجة أنني عندما عينت سكرتيراً لمدرسة رأس الرمان أحسست أنني عدت إلى أحضان أحبائي، وفي الواقع أن أحلى أيامي كانت في مدرسة رأس الرمان لما حظيت به من حب وتعاون مع أبنائي في تلك المدرسة حياهم الله.
نعم هكذا كانت عاشوراء أيام زمان أيام الحب؛ سواء كنا طلاباً في المدرسة الغربية أو سكرتيراً في مدرسة رأس الرمان أو مديراً لمدرسة الإمام علي بفريق المخارقة، ومازالت ذكرياتي مع أبنائي الطلبة وإخواني المدرسين على أحسن ما يرام رغم مرور السنين.
إنني أتحسر على ذلك الزمن عندما أرى ما يجري الآن على أرض الوطن، أحبائي عودوا إلى تلك العهود الجميلة المليئة بالحب والإخاء والتعاون ونبذ العنف الذي هو ليس من طبع أهل البحرين، إننا نهدم كل ما بنته الأجيال السابقة من حب وإخاء لنحوله إلى دمار وخراب إذا استمر هذا النفور وهذا العداء بين أبناء الوطن البحرين الغالية، والتي ساهم الكل في بنائها لا تستحق هذا الذي يحدث الآن.
أين عقلاء الوطن وقادته وشبابه الواعي؟ أين أولئك الرجال أمثال منصور العريض السيد علي وعبدالرحمن الباكر وعبدالعزيز الشملان والأستاذ حسن الجشي وعبدالله الزين وغيرهم ممن كانوا يسارعون دوماً لإطفاء أي نارٍ طائفية فيتداعون لإطفائها والقضاء عليها وتعود المحبة والألفة بين الأخوة ويعود الصفاء وتقوى اللحمة الوطنية؟ أين أنتم يا أحباب البحرين من الطائفتين الكريمتين عما يجري الآن لوطنكم الذي بناه الآباء والأجداد؟ هبوا لإنقاذ الوطن!
الآن والبحرين تمر بذكرى غالية، ذكرى استشهاد الإمام الحسين ابن علي عليهما السلام، حيث تحل هذه الذكرى بعد غد السبت العاشر من شهر محرم الحرام؛ ألا يحق لهذه الذكرى أن تحترم وتقدس وتطهر النفوس من الحقد والضغينة، وتهدأ الأعصاب التي ظلت ردحاً من الزمن متوترة مشتعلة بين أبناء الوطن الواحد؟ لم تكن ذكرى عاشوراء منذ وعينا على الدنيا إلا ذكرى ترابط ومحبة بين أبناء هذا الوطن، لدرجة أن الأخوة الشيعة في الدول المجاورة يأتون إلى البحرين لإقامة شعائر هذه المناسبة الجليلة لسماحة أهلها وحكامها ويلقون كل الترحيب لتأدية شعائرهم مع إخوانهم أهل البحرين.
وتتولى قوات الأمن الإشراف على التنظيم والحماية، ومن جانبها السلطات الصحية تقوم بواجبها الصحي أثناء سير المواكب، فتسير الأمور على أحسن ما يرام لا يعكرها أي تصرف خاطئ من قبل أي فرد.
كانت ليالي عاشوراء، العشر الأوائل من شهر محرم الحرام، تمتلئ الشوارع والطرقات وتغص الساحات المجاورة للمآتم بالآلاف من أبناء السنة يستمعون إلى القراء وهم يقرؤون سيرة الإمام الحسين وتهز المأساة مشاعرهم، ثم يصطحبون إخوانهم الشيعة في مواكبهم الحسينية حتى انتهاء طواف المواكب عند انبلاج نور الصباح، عشرة أيام لا تنام البحرين ولا يعكر تلك المسيرات أي سوء تصرف من أحد. ويوم العاشر من محرم وبعد انتهاء المسيرات يتوجه الجميع إلى المآتم لتناول الوجبة الحسينية مهللين مكبرين.
كنا، نحن أبناء فريق الذواودة بالمنامة، نشارك إخواننا في مآتم رأس الرمان، وكذلك كان يفعل أسلافنا ذات الشيء عندما كانوا يسكنون في حيّهم غرب فريق رأس الرمان، أي المنطقة التي بنيت عليها السفارة البريطانية الحالية وانتقلوا إلى حيّهم الجديد. كنا نعيش أخوة متحابين إلى درجة أنني عندما عينت سكرتيراً لمدرسة رأس الرمان أحسست أنني عدت إلى أحضان أحبائي، وفي الواقع أن أحلى أيامي كانت في مدرسة رأس الرمان لما حظيت به من حب وتعاون مع أبنائي في تلك المدرسة حياهم الله.
نعم هكذا كانت عاشوراء أيام زمان أيام الحب؛ سواء كنا طلاباً في المدرسة الغربية أو سكرتيراً في مدرسة رأس الرمان أو مديراً لمدرسة الإمام علي بفريق المخارقة، ومازالت ذكرياتي مع أبنائي الطلبة وإخواني المدرسين على أحسن ما يرام رغم مرور السنين.
إنني أتحسر على ذلك الزمن عندما أرى ما يجري الآن على أرض الوطن، أحبائي عودوا إلى تلك العهود الجميلة المليئة بالحب والإخاء والتعاون ونبذ العنف الذي هو ليس من طبع أهل البحرين، إننا نهدم كل ما بنته الأجيال السابقة من حب وإخاء لنحوله إلى دمار وخراب إذا استمر هذا النفور وهذا العداء بين أبناء الوطن البحرين الغالية، والتي ساهم الكل في بنائها لا تستحق هذا الذي يحدث الآن.
أين عقلاء الوطن وقادته وشبابه الواعي؟ أين أولئك الرجال أمثال منصور العريض السيد علي وعبدالرحمن الباكر وعبدالعزيز الشملان والأستاذ حسن الجشي وعبدالله الزين وغيرهم ممن كانوا يسارعون دوماً لإطفاء أي نارٍ طائفية فيتداعون لإطفائها والقضاء عليها وتعود المحبة والألفة بين الأخوة ويعود الصفاء وتقوى اللحمة الوطنية؟ أين أنتم يا أحباب البحرين من الطائفتين الكريمتين عما يجري الآن لوطنكم الذي بناه الآباء والأجداد؟ هبوا لإنقاذ الوطن!