حين نكون أقوياء، فإن الكل سيحترمنا، ومن ثم يكون الحديث عن فلسطين، حديثاً واقعياً رصيناً، وحتى يحين هذا الحلم العربي، سنظل متشبثين بالأمل
إن الحديث عن فلسطين الحبيبة، وإن كان في أجوائه العامة هو حديث سياسي محض، لكن العاطفة تحيطه من كل جانب وتظلل ما أحرقته النكبات السياسية.
حين تحدثت بطريقة عاطفية صريحة عن القدس في مقالي «فلسطين ونهب الذاكرة العربية» تباينت ردود الأفعال حول ما كتبت، فهنالك من بدا غاضباً من عاطفتي الزائدة، وإن كان يخفي ذلك الغضب فتفضحه الكلمات، وآخرون تساءلوا عما يمكن فعله تجاه فلسطين في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها المنطقة العربية، بينما يعتقد البعض أن الحديث العاطفي ليس حلاً على الإطلاق لقضية سياسية معقدة كالقضية الفلسطينية.
بداية أحب أن أقدم شكري الكبير إلى سعادة السفير الفلسطيني لدى البحرين السيد طه محمد عبدالقادر الذي لم يتردد أبداً في الاتصال بي، مبدياً إعجابه بما كتبته عن فلسطين، مطالباً كل العرب وفي ظل الحالة الحاضرة من الإرباك الذي تواجهه الشعوب والدول العربية، في أن يستحضروا القضية الفلسطينية بحماس القوميين العرب الأوائل، منذ النكبة، مروراً بالناصريين، وانتهاء بعرب اليوم، حتى لا يضيع ملف فلسطين في زحمة الملفات الأخرى، وهذا ما يريده أعداء القضية الفلسطينية.
كان السفير الفلسطيني لدى البحرين، يدرك تماماً مدى أهمية كلامي عن فلسطين ونهب الذاكرة العربية، حين تحدثت عن كل ذلك بطريقة عاطفية تحمل الكثير من الوجع الإنساني، لأن فلسطين تعيش في القلب والذاكرة الجمعية للأمة العربية، ولهذا لابد أن يكون الحديث حينها حديث حب يخرج من عمق القلب، وهذا ما ذهب إليه سعادة السفير وأيده.
حين تحدثت عن فلسطين، لم أتحدث كمحلل سياسي أو جهبذي محارب لأجل استرجاع القدس، بل كل ما طالبت به هو، أن لا ننسى فلسطين، وأن لا نغيب ملفها الكبير في زحمة الملفات الأخرى التي تبدأ بها نشراتنا الإخبارية العربية كل يوم، وما نطالب به اليوم، أن تظل القدس مركز القلب العربي، وأن تكون قضيتها أم القضايا العربية، حتى لو انشغلنا بالمطالبة بالحقوق والديمقراطية.
بعض الحلول العربية المتعلقة بالقدس تكمن في التالي: أن يأخذ العرب مكانتهم بين شعوب ودول العالم، وأن يهتموا بالبناء والتطوير وإفساح المجالات الكبيرة للإبداع والمبدعين والمكتشفين والمخترعين، وأن تتحول جامعاتنا العربية إلى منارات للبحث العلمي، وأن تعطي الدول العربية مساحات جيدة للديمقراطية الحقيقية وإطلاق الحريات المسؤولة، وأن نقوم بالاستفادة من كل طاقاتنا وثرواتنا المادية والبشرية في توظيفها لأجل بناء الأوطان، وأن يسود العدل والمساواة والحرية كل جوانب حياتنا، بدءاً من الأسرة وانتهاء بالدولة، وأن نعيش مع ثقافة التعايش والتسامح واحترام الأقليات والعقائد، والسعي الحثيث لنشر روح المحبة والمودة وكافة المفاهيم الإنسانية الرائدة فيما بيننا وبين الآخر.
هذه الأمور، لو تحققت أو تحقق جزء كبير منها، فإننا بالتالي سوف نستغني عن الغرب، وعن كل أدواته العبثية التي يصدرها لنا، وبهذا سنكون أقوياء، ومن يكون قوياً يحترم، هذا ما أثبتته التجارب في عصر العلم والغابة معاً.
حين نكون أقوياء، فإن الكل سيحترمنا، ومن ثم يكون الحديث عن فلسطين، حديثاً واقعياً رصيناً، وحتى يحين هذا الحلم العربي، سنظل متشبثين بالأمل، وبكل كلمة من أغنية زهرة المدائن، حتى يأذن الله لنا بالغلبة، شريطة أن نأخذ بأسباب القوة، وبنواميس الطبيعة والسنن الكونية، هكذا يقول التاريخ، وإلا سيكون الحديث عن فلسطين كأي حديث رومانسي عابر.
{{ article.visit_count }}
إن الحديث عن فلسطين الحبيبة، وإن كان في أجوائه العامة هو حديث سياسي محض، لكن العاطفة تحيطه من كل جانب وتظلل ما أحرقته النكبات السياسية.
حين تحدثت بطريقة عاطفية صريحة عن القدس في مقالي «فلسطين ونهب الذاكرة العربية» تباينت ردود الأفعال حول ما كتبت، فهنالك من بدا غاضباً من عاطفتي الزائدة، وإن كان يخفي ذلك الغضب فتفضحه الكلمات، وآخرون تساءلوا عما يمكن فعله تجاه فلسطين في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها المنطقة العربية، بينما يعتقد البعض أن الحديث العاطفي ليس حلاً على الإطلاق لقضية سياسية معقدة كالقضية الفلسطينية.
بداية أحب أن أقدم شكري الكبير إلى سعادة السفير الفلسطيني لدى البحرين السيد طه محمد عبدالقادر الذي لم يتردد أبداً في الاتصال بي، مبدياً إعجابه بما كتبته عن فلسطين، مطالباً كل العرب وفي ظل الحالة الحاضرة من الإرباك الذي تواجهه الشعوب والدول العربية، في أن يستحضروا القضية الفلسطينية بحماس القوميين العرب الأوائل، منذ النكبة، مروراً بالناصريين، وانتهاء بعرب اليوم، حتى لا يضيع ملف فلسطين في زحمة الملفات الأخرى، وهذا ما يريده أعداء القضية الفلسطينية.
كان السفير الفلسطيني لدى البحرين، يدرك تماماً مدى أهمية كلامي عن فلسطين ونهب الذاكرة العربية، حين تحدثت عن كل ذلك بطريقة عاطفية تحمل الكثير من الوجع الإنساني، لأن فلسطين تعيش في القلب والذاكرة الجمعية للأمة العربية، ولهذا لابد أن يكون الحديث حينها حديث حب يخرج من عمق القلب، وهذا ما ذهب إليه سعادة السفير وأيده.
حين تحدثت عن فلسطين، لم أتحدث كمحلل سياسي أو جهبذي محارب لأجل استرجاع القدس، بل كل ما طالبت به هو، أن لا ننسى فلسطين، وأن لا نغيب ملفها الكبير في زحمة الملفات الأخرى التي تبدأ بها نشراتنا الإخبارية العربية كل يوم، وما نطالب به اليوم، أن تظل القدس مركز القلب العربي، وأن تكون قضيتها أم القضايا العربية، حتى لو انشغلنا بالمطالبة بالحقوق والديمقراطية.
بعض الحلول العربية المتعلقة بالقدس تكمن في التالي: أن يأخذ العرب مكانتهم بين شعوب ودول العالم، وأن يهتموا بالبناء والتطوير وإفساح المجالات الكبيرة للإبداع والمبدعين والمكتشفين والمخترعين، وأن تتحول جامعاتنا العربية إلى منارات للبحث العلمي، وأن تعطي الدول العربية مساحات جيدة للديمقراطية الحقيقية وإطلاق الحريات المسؤولة، وأن نقوم بالاستفادة من كل طاقاتنا وثرواتنا المادية والبشرية في توظيفها لأجل بناء الأوطان، وأن يسود العدل والمساواة والحرية كل جوانب حياتنا، بدءاً من الأسرة وانتهاء بالدولة، وأن نعيش مع ثقافة التعايش والتسامح واحترام الأقليات والعقائد، والسعي الحثيث لنشر روح المحبة والمودة وكافة المفاهيم الإنسانية الرائدة فيما بيننا وبين الآخر.
هذه الأمور، لو تحققت أو تحقق جزء كبير منها، فإننا بالتالي سوف نستغني عن الغرب، وعن كل أدواته العبثية التي يصدرها لنا، وبهذا سنكون أقوياء، ومن يكون قوياً يحترم، هذا ما أثبتته التجارب في عصر العلم والغابة معاً.
حين نكون أقوياء، فإن الكل سيحترمنا، ومن ثم يكون الحديث عن فلسطين، حديثاً واقعياً رصيناً، وحتى يحين هذا الحلم العربي، سنظل متشبثين بالأمل، وبكل كلمة من أغنية زهرة المدائن، حتى يأذن الله لنا بالغلبة، شريطة أن نأخذ بأسباب القوة، وبنواميس الطبيعة والسنن الكونية، هكذا يقول التاريخ، وإلا سيكون الحديث عن فلسطين كأي حديث رومانسي عابر.