كثيراً ما نسمع هذه العبارة عند أي خلاف بين زوجين، ولكي يُسوغ تصرفه ويبرره، أو تُسوغ تصرفها وتبرره، يقال عن كل خطأ يرتكب، وحماقة تُفعل، إن هذا «ردة فعل».
يقول الزوج المخطئ: «أنا ليس من طبعي السب أو الشتم أو الضرب، لكن تصرفها الخاطئ أفقدني أعصابي وجعلني أتصرف بهذه الطريقة»، ونفس الشيء تقول المرأة، بل إن بعض النساء قد يرتكبن حماقة تفقدن بها الدين والدنيا، وما ذاك إلا ردة فعل، بحسب قولهن، لأن أزواجهن يخونهن، ومن ثم تجد الزوجة من هذا النوع، سبباً لكي تذهب وتقيم علاقات خارج نطاق العلاقة الزوجية.
نقول لكل من يعلق أخطاءه على شماعة ردة الأفعال: هل تعالج الأخطاء بأخطاء مثلها أو أكبر منها؟ الجواب: عند جميع العقلاء لا، فلا يعالج السب والشتم بمثله أو أكثر أو أكبر، ولا تعالج الكلمة النابية بمثلها، بل العلاج بضدها تماماً بالاحترام والكلمة الطيبة، فإذا كان الزوج أو الزوجة أي منهما يتفوه بمثل هذه الألفاظ الجارحة، على الطرف الآخر أن يرتقي بألفاظه إلى أقصى درجات الألفاظ الحسنة، ومن ثم بلا شك سيرغم الطرف الآخر على الإقلاع عن مثل هذه السلوكيات.
لكن الخطأ الذي يقع فيه بعضنا أنه يسلك هذا المنهج في العلاج، وتراه يصبر ويتلفظ بكل لفظ جميل، ولكن إذا انفجر أصبح إنساناً آخر، وهذا التصرف يجعله يهدم كل الذي بناه في الماضي، ويعطي الطرف الآخر صورة سيئة عنه، لأن كثيراً من الناس يعظمون السيئات ويصغرون الحسنات، ولهذا نجد النبي عليه الصلاة والسلام يقول للرجل الذي طلب الوصية، قال له: «لا تغضب»، وكررها عليه ثلاث مرات، فالغضب مفتاح كل شر.
والذي يريد معالجة الخطأ عليه أن يلتزم بضوابط أربعة، أولها الهدوء، وثانيها سعة الصدر، وثالثها توسيع الأفق، والرابعة ضبط الأعصاب، وهنا نتذكر قوله عليه الصلاة والسلام: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه».