أحياناً هناك من يفرح أو يسعد (بأرجوحة) علي سلمان التي كانت على التراب، ثم صعدت فوق، ومن ثم عادت أرضاً، ولا أحد يضمن موقفاً أبداً لأرجوحته، تصعد وتهبط، تتلاعب بالكلمات، وتناقض نفسها في ذات الخطاب.
حتى وإن راق لي استفاقة علي سلمان اللحظية (من بعد نشوة حلمه برئاسة الوزراء إبان الدوار) حين قال إنه غير مرحب بمقولة «يسقط حمد» و»ليرحل آل خليفة»، حتى إن البعض قال إنها ربما عقلانية متأخرة بعد مراهقة خيام الدوار، أو إنه كما يقال نتاج صفقة حدثت تحت الطاولة جعلت من علي سلمان يقول ذلك تمهيداً لما هو قادم، تبقى كل تلك الأمور تحليلات لا نملك لها من حقيقة.
لم يمضِ كثيراً من الوقت على مقولته (أي قلنا ارحلوا وش فيها) التي تجعلنا نقول (كيف تتحاور مع شخص ينقلب وقت الانقلاب ويريد دستوراً جديداً على مقاسه، ويقول كلاماً آخر متناقضاً ساعة انحسار المد).
أترك تناقضات علي سلمان الكثيرة جانباً، وأذهب إلى شعور المواطنين في الجانب الآخر، هناك شعور كبير لدى الناس يقول إن من أراد أن ينقلب على الدولة ويريد جمهورية إسلامية أو ولاية إيرانية، من يريد ذلك هل هو شريك في الوطن؟
ساعة ما شعر علي سلمان وأمثاله والولي الفقيه المشرعن لهما أن اللعبة بيدهم (وكان ذلك من فعل الدولة حين سمحت لهم باحتلال المنامة) كان خطابهم شرساً، انقلابياً، إقصائياً يوحي أن من لا يخضع لنا سوف ننقلب عليه ونرسل إليه المليشيات، في تلك الساعة خرجت حقيقة مطالب الوفاق والولي الفقيه وأقزام الجمعيات وهي الانقلاب على الدولة، أسقطوا من أسقطوا، قالوا ارحلوا للعائلة الحاكمة، وللسنة، وللأجانب، كان الخطاب إقصائياً طائفياً يريد أن يحكم الدولة ويدمر أي شيء أمامه.
من وقف ذلك الموقف، ومن وجه ذلك الخطاب، ليس مطلبه أبداً ديمقراطية وتعددية وتداول على رئاسة مجلس الوزراء، ذلك الوجه القبيح مازالت صورته في أذهان أهل البحرين، كل ما يريده الانقلابيون من وضع ستار بمطالب ديمقراطية (هكذا يصورونها)، إنما هو تمهيد واستراتيجية للاستيلاء على الدولة من الداخل، والهدف هذه المرة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية والدفاع، عندها تكتمل حلقة الانقلاب، ولا يوجد من يوقف انقلاباً يحدث من الداخل، حتى دول الخليج.
أرجوحة علي سلمان حين تهبط إنما تهبط لأسباب عدة؛ إما أنه لم يحصل على ما يريد من أمريكا والغرب كمعاونة على الدولة، وبالتالي فإن للدولة قوتها التي تستطيع أن تحكم سطوة القانون فتجعل علي سلمان ينحسر ويتراجع عن ملعبه الذي أوجدته الدولة له حتى يتقدم ويلعب ويحاصر ويصعد في المطالب إلى الأعلى حين جعلت الدولة القانون هو من يدفع الانقلابيين للوراء (حتى مع الإرهاب في الشارع) فإنكم سوف تسمعون مثل خطاب علي سلمان الأخير، من بعد تبجحات المطالب والشروط، إلى الحوار دون شروط.
كان أكبر أخطاء الدولة حين سمحت لمن يريد أن ينقلب بأن يتحكم في الشارع واحتلال المنامة وتدمير الاقتصاد، في ذلك الوقت صعدت المطالب، فالساحة بيدهم، والإعلام يتبعهم، والمشهد مصوب تجاه البحرين، كلها كانت بأيدينا لا بيد أحد، الدولة خنقت نفسها بيدها، ثم صاحت تريد الخلاص.
أخذوا كل كلام بسيوني، وشطبوا مقولة إن البحرين لم تكن تحتاج ثورة، والدولة أيضاً لم تستثمر هذه المقولة، فمقولة لم تحتج إلى ثورة تعني أن كل أوجه الممارسة الديمقراطية متاحة والمعارضة تجلس على 18 مقعداً نيابياً.
تهبط أرجوحة علي سلمان إلى ساعة أخرى يكون فيه الظرف الإقليمي والدولي والمحلي مواتياً، ليقول من جديد ما قاله في الدوار، وربما المرة القادمة أشد وأنكى، هؤلاء بصريح العبارة لا يطلبون إصلاحاً، ولا ديمقراطية وهم يركعون تحت ديكتاتورية الولي الفقيه، إنما يريدون أخذ ما اتخذ الآن وبأكبر قدر من تراجعات الدولة، حتى يحين الانقلاب الآخر القادم، هذه هي أرجوحة علي سلمان، الذي احتاج إلى عامين حتى يستدرك ويقول لا نريد مقولة يسقط حمد، وليرحل آل خليفة..!
{{ article.visit_count }}
حتى وإن راق لي استفاقة علي سلمان اللحظية (من بعد نشوة حلمه برئاسة الوزراء إبان الدوار) حين قال إنه غير مرحب بمقولة «يسقط حمد» و»ليرحل آل خليفة»، حتى إن البعض قال إنها ربما عقلانية متأخرة بعد مراهقة خيام الدوار، أو إنه كما يقال نتاج صفقة حدثت تحت الطاولة جعلت من علي سلمان يقول ذلك تمهيداً لما هو قادم، تبقى كل تلك الأمور تحليلات لا نملك لها من حقيقة.
لم يمضِ كثيراً من الوقت على مقولته (أي قلنا ارحلوا وش فيها) التي تجعلنا نقول (كيف تتحاور مع شخص ينقلب وقت الانقلاب ويريد دستوراً جديداً على مقاسه، ويقول كلاماً آخر متناقضاً ساعة انحسار المد).
أترك تناقضات علي سلمان الكثيرة جانباً، وأذهب إلى شعور المواطنين في الجانب الآخر، هناك شعور كبير لدى الناس يقول إن من أراد أن ينقلب على الدولة ويريد جمهورية إسلامية أو ولاية إيرانية، من يريد ذلك هل هو شريك في الوطن؟
ساعة ما شعر علي سلمان وأمثاله والولي الفقيه المشرعن لهما أن اللعبة بيدهم (وكان ذلك من فعل الدولة حين سمحت لهم باحتلال المنامة) كان خطابهم شرساً، انقلابياً، إقصائياً يوحي أن من لا يخضع لنا سوف ننقلب عليه ونرسل إليه المليشيات، في تلك الساعة خرجت حقيقة مطالب الوفاق والولي الفقيه وأقزام الجمعيات وهي الانقلاب على الدولة، أسقطوا من أسقطوا، قالوا ارحلوا للعائلة الحاكمة، وللسنة، وللأجانب، كان الخطاب إقصائياً طائفياً يريد أن يحكم الدولة ويدمر أي شيء أمامه.
من وقف ذلك الموقف، ومن وجه ذلك الخطاب، ليس مطلبه أبداً ديمقراطية وتعددية وتداول على رئاسة مجلس الوزراء، ذلك الوجه القبيح مازالت صورته في أذهان أهل البحرين، كل ما يريده الانقلابيون من وضع ستار بمطالب ديمقراطية (هكذا يصورونها)، إنما هو تمهيد واستراتيجية للاستيلاء على الدولة من الداخل، والهدف هذه المرة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية والدفاع، عندها تكتمل حلقة الانقلاب، ولا يوجد من يوقف انقلاباً يحدث من الداخل، حتى دول الخليج.
أرجوحة علي سلمان حين تهبط إنما تهبط لأسباب عدة؛ إما أنه لم يحصل على ما يريد من أمريكا والغرب كمعاونة على الدولة، وبالتالي فإن للدولة قوتها التي تستطيع أن تحكم سطوة القانون فتجعل علي سلمان ينحسر ويتراجع عن ملعبه الذي أوجدته الدولة له حتى يتقدم ويلعب ويحاصر ويصعد في المطالب إلى الأعلى حين جعلت الدولة القانون هو من يدفع الانقلابيين للوراء (حتى مع الإرهاب في الشارع) فإنكم سوف تسمعون مثل خطاب علي سلمان الأخير، من بعد تبجحات المطالب والشروط، إلى الحوار دون شروط.
كان أكبر أخطاء الدولة حين سمحت لمن يريد أن ينقلب بأن يتحكم في الشارع واحتلال المنامة وتدمير الاقتصاد، في ذلك الوقت صعدت المطالب، فالساحة بيدهم، والإعلام يتبعهم، والمشهد مصوب تجاه البحرين، كلها كانت بأيدينا لا بيد أحد، الدولة خنقت نفسها بيدها، ثم صاحت تريد الخلاص.
أخذوا كل كلام بسيوني، وشطبوا مقولة إن البحرين لم تكن تحتاج ثورة، والدولة أيضاً لم تستثمر هذه المقولة، فمقولة لم تحتج إلى ثورة تعني أن كل أوجه الممارسة الديمقراطية متاحة والمعارضة تجلس على 18 مقعداً نيابياً.
تهبط أرجوحة علي سلمان إلى ساعة أخرى يكون فيه الظرف الإقليمي والدولي والمحلي مواتياً، ليقول من جديد ما قاله في الدوار، وربما المرة القادمة أشد وأنكى، هؤلاء بصريح العبارة لا يطلبون إصلاحاً، ولا ديمقراطية وهم يركعون تحت ديكتاتورية الولي الفقيه، إنما يريدون أخذ ما اتخذ الآن وبأكبر قدر من تراجعات الدولة، حتى يحين الانقلاب الآخر القادم، هذه هي أرجوحة علي سلمان، الذي احتاج إلى عامين حتى يستدرك ويقول لا نريد مقولة يسقط حمد، وليرحل آل خليفة..!