لو سألت أي ذي خبرة بأحوال الناس والسياسة عما نحتاجه في البحرين اليوم بعد كل هذا الذي جرى علينا لقال لك «الهدوء» . فالهدوء هو أحد الأبواب الأساسية والمهمة التي يمكن أن نلج منها إلى حيث طريق الحل والخروج من هذه الأزمة التي صرنا نعيشها وصارت تخنقنا جميعاً. ما يحدث في البحرين يشبه إلى حد كبير «هوشة « حصلت بين اثنين يمكن أن تنتهي إلى مصالحة وتبادل القبلات لو ترك الآخرون طرفي الهوشة يتفاهمان لوحدهما، ما يحدث هو أن كل من له علاقة وكل من ليس له علاقة صار يتدخل بين الطرفين فيتسببون في إشعال ما بينهما بدل أن يكونوا سبباً في إطفائه.
باختصار، عدم تمكن المعنيين من الوصول إلى حل لهذه الأزمة سببه كثرة «الهذرة» والثرثرة التي لا لزوم لها، وبصراحة لم يبقَ أحد إلا وصار له رأي يريد أن يفرضه على الآخرين ولم يبقَ أحد إلا واعتبر نفسه رأساً وبحراً في السياسة وصار يقول إنه الأفهم والأكثر قدرة على حل المشكلات وإن ما يقوله الآخرون لا قيمة له ولا وزن وإن كان صواباً .
مثل هذه الحال ما كان يمكن أن نصل إليها لولا تسليم الجمعيات السياسية التي تمتلك الخبرة والتاريخ الزمام لأولئك الشباب الذين من الواضح أنهم هم أنفسهم لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط ولا يدركون ما يراد منهم وأنهم مجرد أدوات سيتم الاستغناء عنها بعد حين . ما يجري اليوم سببه الأكبر هو تقصير الجمعيات السياسية وخضوعها لإرادة من هو أصغر منها وأقل منها خبرة ودراية وتجربة ، ولولا أن هذه الجمعيات سلّمت «الخيط والمخيط» لهؤلاء لما تمكنوا من التحكم في الشارع ولي ذراع قادة الجمعيات السياسية حتى صاروا يرددون ما يقوله أولئك وصاروا ينادون بإسقاط النظام في وقت يعرفون فيه تماماً أنهم لا يريدون إسقاط النظام ويعرفون تماماً أنه لا يمكن إسقاط النظام ويعرفون أن قراءة أولئك للساحة تؤكد أنهم أميون في هذا المجال.
استمرار الثرثرة والاستمرار في السماح لكل من ليس له علاقة بالسياسة بالدخول في هذا الشأن الذي ليس شأنه يعني ببساطة استمرار الحال على ما هي عليه ويعني أن الأمور إلى تعقيد أكبر وليس إلى حل قريب. لا بد من حزم لتستوي الأمور وتسير، حزم من الحكومة وحزم من الجمعيات السياسية، ولا بد من اتفاق هذين الطرفين على أن ترك الساحة لأولئك فيه ضياع للوطن ولمستقبله ومستقبل المواطنين جميعاً. لا مفر للجمعيات السياسية من وقف أولئك الشباب ووضع حد لهم ولتصرفاتهم ومبالغاتهم وعنادهم المعبرعن فقر في الخبرة والتجربة، لا مفر للجمعيات السياسية من مواجهة أولئك الشباب بالاجتماع بهم وإقناعهم أن ما يقومون به لن يوصلهم إلى أي مكاسب وأنه بدلاً عن هذا سيفاقم الأمر وسيتضرر الوطن ويضيع مستقبل الناس الذين يرفعون شعار الدفاع عنهم.
ليس في هذه الخطوة شق صف ولا إضرار بالمعارضة وإنما انتصار للوطن. إذا كان للجمعيات السياسية دالة على ما يسمى «شباب ائتلاف فبراير» فليجلسوا معهم بهدوء ويشرحوا لهم ما يجري ويبينوا لهم أن الأمور لا يمكن أن تسير كما يشتهون وبالتالي عليهم إزالة فكرة إسقاط النظام من رؤوسهم والعمل معاً على الإصلاح الذي تريده السلطة أيضاً ويريده الناس.
بالتأكيد فإن ما يتسم به الشباب من حماس وفورة يفرضها صغر السن وقلة التجربة قد تشكل عائقاً أمام الجمعيات السياسية لو حاولت الدخول في هذا الأمر، لكن بالاستمرار في المحاولة والصبر يمكن لهذه الجمعيات أن يكون لها دور في التأثير على الشباب وتغيير أفكارهم وقناعاتهم وكذلك وضع حد لكل هواة الثرثرة.
{{ article.visit_count }}
باختصار، عدم تمكن المعنيين من الوصول إلى حل لهذه الأزمة سببه كثرة «الهذرة» والثرثرة التي لا لزوم لها، وبصراحة لم يبقَ أحد إلا وصار له رأي يريد أن يفرضه على الآخرين ولم يبقَ أحد إلا واعتبر نفسه رأساً وبحراً في السياسة وصار يقول إنه الأفهم والأكثر قدرة على حل المشكلات وإن ما يقوله الآخرون لا قيمة له ولا وزن وإن كان صواباً .
مثل هذه الحال ما كان يمكن أن نصل إليها لولا تسليم الجمعيات السياسية التي تمتلك الخبرة والتاريخ الزمام لأولئك الشباب الذين من الواضح أنهم هم أنفسهم لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط ولا يدركون ما يراد منهم وأنهم مجرد أدوات سيتم الاستغناء عنها بعد حين . ما يجري اليوم سببه الأكبر هو تقصير الجمعيات السياسية وخضوعها لإرادة من هو أصغر منها وأقل منها خبرة ودراية وتجربة ، ولولا أن هذه الجمعيات سلّمت «الخيط والمخيط» لهؤلاء لما تمكنوا من التحكم في الشارع ولي ذراع قادة الجمعيات السياسية حتى صاروا يرددون ما يقوله أولئك وصاروا ينادون بإسقاط النظام في وقت يعرفون فيه تماماً أنهم لا يريدون إسقاط النظام ويعرفون تماماً أنه لا يمكن إسقاط النظام ويعرفون أن قراءة أولئك للساحة تؤكد أنهم أميون في هذا المجال.
استمرار الثرثرة والاستمرار في السماح لكل من ليس له علاقة بالسياسة بالدخول في هذا الشأن الذي ليس شأنه يعني ببساطة استمرار الحال على ما هي عليه ويعني أن الأمور إلى تعقيد أكبر وليس إلى حل قريب. لا بد من حزم لتستوي الأمور وتسير، حزم من الحكومة وحزم من الجمعيات السياسية، ولا بد من اتفاق هذين الطرفين على أن ترك الساحة لأولئك فيه ضياع للوطن ولمستقبله ومستقبل المواطنين جميعاً. لا مفر للجمعيات السياسية من وقف أولئك الشباب ووضع حد لهم ولتصرفاتهم ومبالغاتهم وعنادهم المعبرعن فقر في الخبرة والتجربة، لا مفر للجمعيات السياسية من مواجهة أولئك الشباب بالاجتماع بهم وإقناعهم أن ما يقومون به لن يوصلهم إلى أي مكاسب وأنه بدلاً عن هذا سيفاقم الأمر وسيتضرر الوطن ويضيع مستقبل الناس الذين يرفعون شعار الدفاع عنهم.
ليس في هذه الخطوة شق صف ولا إضرار بالمعارضة وإنما انتصار للوطن. إذا كان للجمعيات السياسية دالة على ما يسمى «شباب ائتلاف فبراير» فليجلسوا معهم بهدوء ويشرحوا لهم ما يجري ويبينوا لهم أن الأمور لا يمكن أن تسير كما يشتهون وبالتالي عليهم إزالة فكرة إسقاط النظام من رؤوسهم والعمل معاً على الإصلاح الذي تريده السلطة أيضاً ويريده الناس.
بالتأكيد فإن ما يتسم به الشباب من حماس وفورة يفرضها صغر السن وقلة التجربة قد تشكل عائقاً أمام الجمعيات السياسية لو حاولت الدخول في هذا الأمر، لكن بالاستمرار في المحاولة والصبر يمكن لهذه الجمعيات أن يكون لها دور في التأثير على الشباب وتغيير أفكارهم وقناعاتهم وكذلك وضع حد لكل هواة الثرثرة.