مؤخراً، ألقى سفير مملكة البحرين لدى دولة الكويت الشقيقة الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة كلمة في جمع من الأقباط، يتقدمهم القمص بيجول الأنبا بيشوي راعي كاتدرائية القديس مار مرقس للأقباط الأرثوذكس، تناول فيها العلاقة بين الأديان السماوية، وعلى الخصوص الإسلام والمسيحية، وشرح دور الأديان والمذاهب في تحصين البشرية، وأهمية الحوار بين الحضارات، كما ألقى الضوء على مبادرات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في هذا الخصوص، وهي مبادرات مشهود لها وتميز البحرين وأهلها. الكلمة التي ألقاها السفير في حفل أقيم بدولة الكويت تحت رعاية وحضور الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح وجدت صدى طيباً لدى الجميع، فقد كانت موجزة ومقنعة ومؤثرة.
الشيخ خليفة بن حمد وصف الحوار بين الحضارات بأنه «حاجة إنسانية تقتضيها سجية الإنسان العاقلة وطبيعته المحاورة»، مبيناً أن المتغيرات والتحولات الدولية المتسارعة التي شهدها العالم تستلزم الاستفادة من هذه السجية، وداعياً إلى اعتماد تربية النشء على ثقافة الحوار وقبول الآخر وفتح نافذة عليه والبحث دائماً عن القواسم المشتركة، مؤكداً أن الديانات السماوية تكمل بعضها البعض، وترتكز إلى مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية، التي تحظى بالتقدير الإنساني العام، وتشكل أساساً مهماً، يسهل الانطلاق منه فهو كالأرض الصلبة التي تستوعب وقوف الجميع عليها لمناقشة التفاصيل التي لن يكون صعباً على العقلاء من البشر التوافق عليها، طالما توفرت النية الصادقة وتوفرت الرغبة، وتوفر العقل الذي إن ركنا إليه فزنا جميعاً.
في كلمته المهمة تلك، رأى السفير أن «تنوع الأديان والمذاهب ينبغي أن يكون رافداً للحوار الذي يحصن البشرية ضد النزاعات والصراعات، وليس سبباً للخلاف والتقاتل»، لافتاً إلى أنه «ينبغي عدم إقحام الأديان في المآسي التي مرت على البشرية خلال العقود الماضية، فهو يرى أن السبب الحقيقي لتلك المآسي هو غياب «منهجية الحوار»، وأن هذا الغياب هو الذي أدى إلى وجود التطرف الذي اتبعه قلة من أتباع الأديان»، منبهاً إلى أن «هؤلاء المتطرفين يتوهمون أنهم بتطرفهم يؤدون واجباً دينياً والدين منهم براء».
أمور كثيرة تناولها الشيخ خليفة بن حمد في كلمته الموجزة تلك، شرح من خلالها ما سلف، وأعطى العديد من الأمثلة عما يجمع بين الدين الإسلامي والدين المسيحي، وقرب المسافة بين الرسالتين، ما يسهل سبل الحوار ويسهل قبله الإيمان بأهميته، وهو ما تمكن جلالة الملك من التعبير عنه من قبل وترجمه إلى واقع، فانطلاقا من إيمان جلالته العميق بأهمية الحوار، وما له من آثار بالغة الأهمية في تحقيق أمن وسلام وسعادة البشرية جاءت دعوته لاستضافة المملكة لمؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي في عام 2005، فكان له السبق في إقامة منتدى تحالف الحضارات ليلتقي المسلمون والمسيحيون على أهداف سامية تكفل تحقيق العدل والأمن والسلام للبشرية، تماماً مثلما كان لجلالته السبق في الدعوة إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية.
التقريـــــب بيــــن الأضـــداد والمختلفيـــــن والمتخاصمين، والسعي لإيجاد منهجية للحوار هو ما يميز فكر الملك حمد بن عيسى، فكمــا سعــى جلالتــه للتقريــب بيـن الأديان السماوية، وسعى إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية، يسعى اليوم للتقريب بين أبناء الوطن، وإيجاد قاعدة صلبة يمكن لهم أن يقفوا عليها، ويتحاوروا فيصلوا إلى ما يرضي الجميع، ويتفرغوا من ثم جميعاً إلى بناء الوطن وتعويض ما فات.
الاختلاف وارد دائماً في كل شيء، وكذلك الخلاف، لكن هذا وذاك يتحول إلى اتساق وتفاهم واتفاق إن حكّمنا العقل واتخذنا الحوار منهجاً ووسيلة، وهذا بالضبط ما يسعى إليه عاهل البلاد الذي يؤلمه أن ينشغل أبناء الوطن في تفاصيل تؤثر على عطائهم، وتعطل مشاريع التنمية والبناء، ولا تعود عليهم بأية فائدة.
{{ article.visit_count }}
الشيخ خليفة بن حمد وصف الحوار بين الحضارات بأنه «حاجة إنسانية تقتضيها سجية الإنسان العاقلة وطبيعته المحاورة»، مبيناً أن المتغيرات والتحولات الدولية المتسارعة التي شهدها العالم تستلزم الاستفادة من هذه السجية، وداعياً إلى اعتماد تربية النشء على ثقافة الحوار وقبول الآخر وفتح نافذة عليه والبحث دائماً عن القواسم المشتركة، مؤكداً أن الديانات السماوية تكمل بعضها البعض، وترتكز إلى مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية، التي تحظى بالتقدير الإنساني العام، وتشكل أساساً مهماً، يسهل الانطلاق منه فهو كالأرض الصلبة التي تستوعب وقوف الجميع عليها لمناقشة التفاصيل التي لن يكون صعباً على العقلاء من البشر التوافق عليها، طالما توفرت النية الصادقة وتوفرت الرغبة، وتوفر العقل الذي إن ركنا إليه فزنا جميعاً.
في كلمته المهمة تلك، رأى السفير أن «تنوع الأديان والمذاهب ينبغي أن يكون رافداً للحوار الذي يحصن البشرية ضد النزاعات والصراعات، وليس سبباً للخلاف والتقاتل»، لافتاً إلى أنه «ينبغي عدم إقحام الأديان في المآسي التي مرت على البشرية خلال العقود الماضية، فهو يرى أن السبب الحقيقي لتلك المآسي هو غياب «منهجية الحوار»، وأن هذا الغياب هو الذي أدى إلى وجود التطرف الذي اتبعه قلة من أتباع الأديان»، منبهاً إلى أن «هؤلاء المتطرفين يتوهمون أنهم بتطرفهم يؤدون واجباً دينياً والدين منهم براء».
أمور كثيرة تناولها الشيخ خليفة بن حمد في كلمته الموجزة تلك، شرح من خلالها ما سلف، وأعطى العديد من الأمثلة عما يجمع بين الدين الإسلامي والدين المسيحي، وقرب المسافة بين الرسالتين، ما يسهل سبل الحوار ويسهل قبله الإيمان بأهميته، وهو ما تمكن جلالة الملك من التعبير عنه من قبل وترجمه إلى واقع، فانطلاقا من إيمان جلالته العميق بأهمية الحوار، وما له من آثار بالغة الأهمية في تحقيق أمن وسلام وسعادة البشرية جاءت دعوته لاستضافة المملكة لمؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي في عام 2005، فكان له السبق في إقامة منتدى تحالف الحضارات ليلتقي المسلمون والمسيحيون على أهداف سامية تكفل تحقيق العدل والأمن والسلام للبشرية، تماماً مثلما كان لجلالته السبق في الدعوة إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية.
التقريـــــب بيــــن الأضـــداد والمختلفيـــــن والمتخاصمين، والسعي لإيجاد منهجية للحوار هو ما يميز فكر الملك حمد بن عيسى، فكمــا سعــى جلالتــه للتقريــب بيـن الأديان السماوية، وسعى إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية، يسعى اليوم للتقريب بين أبناء الوطن، وإيجاد قاعدة صلبة يمكن لهم أن يقفوا عليها، ويتحاوروا فيصلوا إلى ما يرضي الجميع، ويتفرغوا من ثم جميعاً إلى بناء الوطن وتعويض ما فات.
الاختلاف وارد دائماً في كل شيء، وكذلك الخلاف، لكن هذا وذاك يتحول إلى اتساق وتفاهم واتفاق إن حكّمنا العقل واتخذنا الحوار منهجاً ووسيلة، وهذا بالضبط ما يسعى إليه عاهل البلاد الذي يؤلمه أن ينشغل أبناء الوطن في تفاصيل تؤثر على عطائهم، وتعطل مشاريع التنمية والبناء، ولا تعود عليهم بأية فائدة.