جزء مما يحصل لنا في كرة القدم يتحمله اتحاد الكرة، لا نحمل أفراداً بعينهم، ولكن نحمل من لديه المسؤولية الأولى ونحمل منظومة العمل، كما إنني أحمل جزءاً من كارثتنا الكروية الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، فحين تصبح الجمعية العمومية جمعية مجاملات واعطني شيئاً، كنادٍ وأعطيك شيئاً كاتحاد فهذا ليس صحيحاً.
بالأمس تطرقنا إلى دور الأطراف المسؤولة عن تأمين ميزانيات للأندية وللاتحادات الرياضية، لكن إذا لم يكن هناك نظام إدارة حقيقي، ونظام محاسبة داخل الأندية والاتحادات فلن يجدي نفعاً أن تأتي الأموال، والنظام الإداري في الاتحاد وفي الأندية دون المستوى.
الجانب الإداري للمنتخب وللاتحاد يتحمل المسؤولية عما يحدث، هناك قصور، والنجاح الإداري في الاتحاد والمنتخب يلقى بظلاله على نجاح المنتخب، العمل خارج الملعب هو الذي يقود للنجاح داخل الملعب.
نائب رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة قال إنه سيحاسب المقصرين في مباراة الكويت، أحترم كثيراً هذا الرجل، ولا أشك في إخلاصه وتفانيه من أجل خدمة وطنه، لكن كيف سيتم الحساب؟
المدرب أشرك بدلاء من غير إعداد نفسي للمباراة، فجاءت النتيجة على هذا النحو بعد استهتار حارس المرمى، نحن في عز أمجاد الكويت أيام جاسم وفتحي لم نهزم بالستة، لكن هذا حدث على أرضنا وبين جماهيرنا، إنها كارثة يقول الاتحاد إنه سيحاسب المسؤولين عنها..!!
حتى الساعة لم أفهم لماذا أقيل المدرب الذي جاء ببطولتين للبحرين على مستوى كرة القدم؟
هل إقالته كانت بسبب 6/2 من الإمارات في مباراة ودية؟
ها نحن اليوم نخسر على أرضنا في مباراة تحديد المراكز بـ 6/1..!!
هل إقالته انتقاماً من تصريحاته؟
لا أحب التحدث بالنيات، لكن تايلور كان أفضل مدرب ملتزم ويقدم مستوى طيباً مع المنتخب والنتيجة بطولتين في عام واحد تقريباً، لكن الذي حدث أن تايلور انتقد العمل الإداري للمنتخب وعندها ثارت حفيظة البعض، حتى تم إجبار تايلور على تغيير تصريحه، وهذا ليس أسلوب عمل، إنما كان يجب السماع لتايلور عن أخطاء العمل الإداري للمنتخب، ومعالجتها، وإعانته على تقديم أفضل المستويات.
الغريب أن الخسارة في مباراة ودية أطاحت بالمدرب الذي صرح قبلها عن الاتحاد، بينما 6/1 لم تطح بكالديرون، وأنا لست مع إقالة كالديرون الآن، لكن أربط هذا بذاك وأقيس الموضوع.
حوبة إقالة تايلور جاءت من الكويت، وهذه الطريقة في العمل لا تفضي إلى النجاح، كان الأجدر معالجة القصور في العمل الإداري للمنتخب، والإبقاء على من حقق إنجازين.
في نقاش بين الصحافي الكويتي جاسم اشكناني والمحلل الإماراتي عارف العواني في قناة أبوظبي قال الأخ العواني لاشكناني، كيف يتقاضى اللاعب الكويتي مبلغ 400 دينار كويتي، هذا المبلغ لا يحصل عليه لاعب درجة ثانية في الإمارات!!
يا أخي لو تعرف ما يحصل عليه اللاعب البحريني ماذا ستقول؟
كيف ننافس الغير بهذه الآلية، هذا النظام لا يقود إلى المنصات، حتى وإن (ألقحت) معانا مرة.
إذا كان هذا حال الدوري البحريني الممتاز، فكيف هو حال دوري الأشبال والناشئين والشباب؟
هكذا مسابقات لا تفرز مواهب، ولو لدي ابن في سن دوري الأشبال لن أجعله يلعب كرة قدم، سوف أذهب به ليتعلم الإنجليزي، أو الكمبيوتر، لماذا أذهب بابني إلى مكان ليصاب وأتحمل أنا نفقات علاجه؟
هذا لن يقود إلى منتخب أول قوي، المواهب تجدونها في الأشبال والناشئين، ومن ثم يقوم الاتحاد أو اللجنة الأولمبية بابتعاثهم مع مدربين أكفاء إلى أوروبا في الصيف ليحتكوا ويتعلموا ويصقلوا موهبتهم، عندها سنضمن لنا مكاناً على منصات التتويج وسيخرج جيل، بعد جيل، بعده جيل، لأن هناك نظاماً محدداً وواضحاً لصناعة المواهب وصقلها، لا أن نجلس ننتظر منتخب (الصدفة) ومن بعده نندب الحظ ونقول خسرنا بالحظ، الحظ لا يأتي إلا لمن يعمل من أجل النجاح.
في فترة تايلور تم التعاقد مع مدرب للمنتخب الأولمبي (إنجليزي)، وقلنا إنه زمن الإنجليز، وإن الاتحاد لديه فكر، لكن بعد إقالة تايلور، وبقاء مدرب الأولمبي وقدوم الأرجنتيني، أدركنا أننا في (حيص بيص) رغم أن مدرب المنتخب الأولمبي جيد، ولا أطالب بإقالته، لكني أتكلم عن الفكر، وأطالب بأن يكون المنتخب الأولمبي منتخباً دائم التجمع والاحتكاك ومباريات قوية.
الشيخ زياد بن فيصل أتى بمدربين إسبان من نادي برشلونة، وهو فكر جيد، وأشكر الشيخ زياد الذي أعتبره من الشباب الذي يفهم ماذا يعمل ولديه فكر، لكن كل ذلك لا يكفي، الطاقم الإسباني يحتاج إلى دعم مالي لإقرار برامجه، ويحتاج إلى أن يرى منظومة عمل، وإلا سيقدم الطاقم استقالته ويرحل، لأن هذا المكان ليس مكان وبيئة عمل ناجحين.
صححوا الأخطاء في القاعدة، ادعموا الأشبال والناشئين، وسيصبح لدينا أولمبي قوي بعد فترة، لدينا مواهب، لكن ليس لدينا اهتمام، وليس لدينا مسابقات قوية، ولا أندية لديها ميزانيات، إذاً من أين تأتي البطولات؟
المنتخب الأول هو نتاج عمل 8 أعوام سابقة، هكذا تقول المعادلة، لكننا نريد أن نجنس ونفوز، بينما حتى التجنيس أعطيناه لمن لا يستحقه، أعطيناه لاعباً يضيع 20 فرصة، والفرصة الواحدة والعشرين تصطدم بالقائم..!
اتحاد الكرة مطالب بالالتفات لمنتخبات الأشبال والناشئين، أصرفوا عليهم، أعدوهم، أرسلوهم إلى أكاديميات أوروبا صيفاً، خذوا التجربة الإماراتية، خذوا التجربة التونسية، خذوا التجربة الكورية الجنوبية، خذوا التجربة اليابانية، ونحن سنأخذ حبوب هلوسة إلى أن يصبح لدينا المنتخب المشرّف.
عدم وجود نظام عمل، واستمرارية في عمل المنتخبات يجعلنا نعيش في الضياع، منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي يشاركون في بطولة، ومن بعدها نقول لهم اذهبوا إلى بيوتكم، سنستدعيكم بعد 8 أشهر للبطولة القادمة..!
هذا ليس نظام عمل، النظام يعني استمرارية، وتجمع ومعسكرات، واحتكاك بفرق أقوى منا، هكذا تعمل الدولة التي تريد أن ترفع اسمها.
قلت بالأمس، الصورة الصغيرة هي أن المنتخب أخفق، والمدرب أخطأ، واللاعب الفلاني كان السبب، هذه الصورة الصغيرة.
الصور الكبيرة هي أننا لا نملك نظام عمل، ولا منهجية، ولا استراتيجية، ولا إنفاقاً على الرياضة، والأندية تمشي على عكازين، هذا هو حالنا، فكيف نحقق بطولة.
لو فزنا بكأس الخليج لن تكون هناك عدالة في كرة القدم، الإمارات أجدر، قطر أجدر، السعودية أجدر، عمان أجدر، العراق أجدر، المطلوب أن نلعب بطولة لوحدنا مع اليمن، وبنطلع الثاني.
كل ما يحصل من دعم في الإمارات، وكل هذه الأندية، ونفوز نحن بالكأس بصراحة ليست عدالة، لكن العدالة حدثت أن فاز من يستحق، ومن يخطط، ومن يعمل من أسفل إلى أعلى، هكذا ترفع الأوطان، هكذا تحدث دورة إنتاج النجوم، نحن في الضياع، والآخرون يعملون بشكل علمي.
أفضل نادٍ يحقق بطولات خارجية وهو المحرق، ليس لديه نادٍ نموذجي، ويغرق في الديون، كيف نتطور..؟
أفضل ناديين أخرجا نجوماً في السنوات السابقة هما مدينة عيسى، والحالة، هذان أفضل ناديين أخرجا نجوماً للمنتخب، ما هو حالهم اليوم؟
هكذا يجب أن ننظر للأمر، القضية كبيرة والهم كبير، فحين لا يكون لديك نظام متكامل ستبقى تتفرج على نجاحات الآخرين كما نحن منذ 40 عاماً..!!
{{ article.visit_count }}
بالأمس تطرقنا إلى دور الأطراف المسؤولة عن تأمين ميزانيات للأندية وللاتحادات الرياضية، لكن إذا لم يكن هناك نظام إدارة حقيقي، ونظام محاسبة داخل الأندية والاتحادات فلن يجدي نفعاً أن تأتي الأموال، والنظام الإداري في الاتحاد وفي الأندية دون المستوى.
الجانب الإداري للمنتخب وللاتحاد يتحمل المسؤولية عما يحدث، هناك قصور، والنجاح الإداري في الاتحاد والمنتخب يلقى بظلاله على نجاح المنتخب، العمل خارج الملعب هو الذي يقود للنجاح داخل الملعب.
نائب رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة قال إنه سيحاسب المقصرين في مباراة الكويت، أحترم كثيراً هذا الرجل، ولا أشك في إخلاصه وتفانيه من أجل خدمة وطنه، لكن كيف سيتم الحساب؟
المدرب أشرك بدلاء من غير إعداد نفسي للمباراة، فجاءت النتيجة على هذا النحو بعد استهتار حارس المرمى، نحن في عز أمجاد الكويت أيام جاسم وفتحي لم نهزم بالستة، لكن هذا حدث على أرضنا وبين جماهيرنا، إنها كارثة يقول الاتحاد إنه سيحاسب المسؤولين عنها..!!
حتى الساعة لم أفهم لماذا أقيل المدرب الذي جاء ببطولتين للبحرين على مستوى كرة القدم؟
هل إقالته كانت بسبب 6/2 من الإمارات في مباراة ودية؟
ها نحن اليوم نخسر على أرضنا في مباراة تحديد المراكز بـ 6/1..!!
هل إقالته انتقاماً من تصريحاته؟
لا أحب التحدث بالنيات، لكن تايلور كان أفضل مدرب ملتزم ويقدم مستوى طيباً مع المنتخب والنتيجة بطولتين في عام واحد تقريباً، لكن الذي حدث أن تايلور انتقد العمل الإداري للمنتخب وعندها ثارت حفيظة البعض، حتى تم إجبار تايلور على تغيير تصريحه، وهذا ليس أسلوب عمل، إنما كان يجب السماع لتايلور عن أخطاء العمل الإداري للمنتخب، ومعالجتها، وإعانته على تقديم أفضل المستويات.
الغريب أن الخسارة في مباراة ودية أطاحت بالمدرب الذي صرح قبلها عن الاتحاد، بينما 6/1 لم تطح بكالديرون، وأنا لست مع إقالة كالديرون الآن، لكن أربط هذا بذاك وأقيس الموضوع.
حوبة إقالة تايلور جاءت من الكويت، وهذه الطريقة في العمل لا تفضي إلى النجاح، كان الأجدر معالجة القصور في العمل الإداري للمنتخب، والإبقاء على من حقق إنجازين.
في نقاش بين الصحافي الكويتي جاسم اشكناني والمحلل الإماراتي عارف العواني في قناة أبوظبي قال الأخ العواني لاشكناني، كيف يتقاضى اللاعب الكويتي مبلغ 400 دينار كويتي، هذا المبلغ لا يحصل عليه لاعب درجة ثانية في الإمارات!!
يا أخي لو تعرف ما يحصل عليه اللاعب البحريني ماذا ستقول؟
كيف ننافس الغير بهذه الآلية، هذا النظام لا يقود إلى المنصات، حتى وإن (ألقحت) معانا مرة.
إذا كان هذا حال الدوري البحريني الممتاز، فكيف هو حال دوري الأشبال والناشئين والشباب؟
هكذا مسابقات لا تفرز مواهب، ولو لدي ابن في سن دوري الأشبال لن أجعله يلعب كرة قدم، سوف أذهب به ليتعلم الإنجليزي، أو الكمبيوتر، لماذا أذهب بابني إلى مكان ليصاب وأتحمل أنا نفقات علاجه؟
هذا لن يقود إلى منتخب أول قوي، المواهب تجدونها في الأشبال والناشئين، ومن ثم يقوم الاتحاد أو اللجنة الأولمبية بابتعاثهم مع مدربين أكفاء إلى أوروبا في الصيف ليحتكوا ويتعلموا ويصقلوا موهبتهم، عندها سنضمن لنا مكاناً على منصات التتويج وسيخرج جيل، بعد جيل، بعده جيل، لأن هناك نظاماً محدداً وواضحاً لصناعة المواهب وصقلها، لا أن نجلس ننتظر منتخب (الصدفة) ومن بعده نندب الحظ ونقول خسرنا بالحظ، الحظ لا يأتي إلا لمن يعمل من أجل النجاح.
في فترة تايلور تم التعاقد مع مدرب للمنتخب الأولمبي (إنجليزي)، وقلنا إنه زمن الإنجليز، وإن الاتحاد لديه فكر، لكن بعد إقالة تايلور، وبقاء مدرب الأولمبي وقدوم الأرجنتيني، أدركنا أننا في (حيص بيص) رغم أن مدرب المنتخب الأولمبي جيد، ولا أطالب بإقالته، لكني أتكلم عن الفكر، وأطالب بأن يكون المنتخب الأولمبي منتخباً دائم التجمع والاحتكاك ومباريات قوية.
الشيخ زياد بن فيصل أتى بمدربين إسبان من نادي برشلونة، وهو فكر جيد، وأشكر الشيخ زياد الذي أعتبره من الشباب الذي يفهم ماذا يعمل ولديه فكر، لكن كل ذلك لا يكفي، الطاقم الإسباني يحتاج إلى دعم مالي لإقرار برامجه، ويحتاج إلى أن يرى منظومة عمل، وإلا سيقدم الطاقم استقالته ويرحل، لأن هذا المكان ليس مكان وبيئة عمل ناجحين.
صححوا الأخطاء في القاعدة، ادعموا الأشبال والناشئين، وسيصبح لدينا أولمبي قوي بعد فترة، لدينا مواهب، لكن ليس لدينا اهتمام، وليس لدينا مسابقات قوية، ولا أندية لديها ميزانيات، إذاً من أين تأتي البطولات؟
المنتخب الأول هو نتاج عمل 8 أعوام سابقة، هكذا تقول المعادلة، لكننا نريد أن نجنس ونفوز، بينما حتى التجنيس أعطيناه لمن لا يستحقه، أعطيناه لاعباً يضيع 20 فرصة، والفرصة الواحدة والعشرين تصطدم بالقائم..!
اتحاد الكرة مطالب بالالتفات لمنتخبات الأشبال والناشئين، أصرفوا عليهم، أعدوهم، أرسلوهم إلى أكاديميات أوروبا صيفاً، خذوا التجربة الإماراتية، خذوا التجربة التونسية، خذوا التجربة الكورية الجنوبية، خذوا التجربة اليابانية، ونحن سنأخذ حبوب هلوسة إلى أن يصبح لدينا المنتخب المشرّف.
عدم وجود نظام عمل، واستمرارية في عمل المنتخبات يجعلنا نعيش في الضياع، منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي يشاركون في بطولة، ومن بعدها نقول لهم اذهبوا إلى بيوتكم، سنستدعيكم بعد 8 أشهر للبطولة القادمة..!
هذا ليس نظام عمل، النظام يعني استمرارية، وتجمع ومعسكرات، واحتكاك بفرق أقوى منا، هكذا تعمل الدولة التي تريد أن ترفع اسمها.
قلت بالأمس، الصورة الصغيرة هي أن المنتخب أخفق، والمدرب أخطأ، واللاعب الفلاني كان السبب، هذه الصورة الصغيرة.
الصور الكبيرة هي أننا لا نملك نظام عمل، ولا منهجية، ولا استراتيجية، ولا إنفاقاً على الرياضة، والأندية تمشي على عكازين، هذا هو حالنا، فكيف نحقق بطولة.
لو فزنا بكأس الخليج لن تكون هناك عدالة في كرة القدم، الإمارات أجدر، قطر أجدر، السعودية أجدر، عمان أجدر، العراق أجدر، المطلوب أن نلعب بطولة لوحدنا مع اليمن، وبنطلع الثاني.
كل ما يحصل من دعم في الإمارات، وكل هذه الأندية، ونفوز نحن بالكأس بصراحة ليست عدالة، لكن العدالة حدثت أن فاز من يستحق، ومن يخطط، ومن يعمل من أسفل إلى أعلى، هكذا ترفع الأوطان، هكذا تحدث دورة إنتاج النجوم، نحن في الضياع، والآخرون يعملون بشكل علمي.
أفضل نادٍ يحقق بطولات خارجية وهو المحرق، ليس لديه نادٍ نموذجي، ويغرق في الديون، كيف نتطور..؟
أفضل ناديين أخرجا نجوماً في السنوات السابقة هما مدينة عيسى، والحالة، هذان أفضل ناديين أخرجا نجوماً للمنتخب، ما هو حالهم اليوم؟
هكذا يجب أن ننظر للأمر، القضية كبيرة والهم كبير، فحين لا يكون لديك نظام متكامل ستبقى تتفرج على نجاحات الآخرين كما نحن منذ 40 عاماً..!!