لو سألت أي شخص يتخذ موقفاً سالباً من «المعارضة» ومن الداعين لما أطلق عليه اسم «جمعة الكرامة» والخروج في مسيرات في العاصمة المنامة؛ لو سألته عما إذا كان يعتبر ما حدث يوم الجمعة الماضية نجاحاً لمن قاموا بالمسيرات أم فشلاً؟ لقال على الفور إنهم فشلوا فشلوا ذريعاً ولم يحققوا ولو نسبة ضئيلة من النجاح.
ولو سألت أي شخص من «المعارضة» أو من المتحمسين لها السؤال نفسه لقال إنهم نجحوا نجاحاً فاق كل التوقعات. الإجابتان متوقعتان؛ حيث من الطبيعي أن يكون جواب الأول كما ورد ويكون جواب الثاني كما كان جوابه، وتقييم الطرفين مجروح ولا يعبر عن الواقع وغير دقيق لأن التقييم هنا مختلط بالأمنيات وبالمواقف المسبقة. لكن لو وجهت السؤال إلى طرف ثالث -أعتبر نفسي ممثلاً له- لقال / لقلت على الفور إن الداعين إلى تلك المسيرات نجحوا وبتفوق فيما خططوا له وحققوا كافة الأهداف التي وضعوها باستثناء هدف واحد لم يتمكنوا من تحقيقه.
مسيرات المنامة لم يكن الهدف منها «تأكيد حق التظاهر والتعبير عن الرأي»، فهذا (الحق) يتم ممارسته في كل حين وفي كل مكان عدا أن الدستور يكفله، كما لم يكن هدفها بيان تكاتف وتكامل «المعارضة» بشقيها الخشن والناعم؛ حيث الجميع بات يعرف أنهما واحد (وش وظهر) وإن تحدثا بلسانين أحدهما سليط يمثله ما صار يعرف بائتلاف فبراير والآخر لطيف وتمثله جمعية الوفاق التي تردد دائماً أنها مع السلمية وأنها لا تدعو إلى إسقاط النظام وأنها مع الإصلاح.
مسيرات الجمعة الفائتة كانت تهدف إلى إزعاج السلطة وتعطيل مصالح التجار وإحداث فوضى في العاصمة، إضافة إلى تخريب اليوم الأخير من بطولة كأس الخليج والاستفادة من وجود الخليجيين بما يخدمهم إعلامياً.
في اعتقادي أن الداعين إلى تلك المسيرات ومنظميها نجحوا في تحقيق كل أهدافهم باستثناء الهدف الأخير، فقد تمكنوا من إزعاج السلطة، وتمكنوا من تعطيل مصالح التجار وتعريض تجارتهم للخطر، وتمكنوا من إحداث الفوضى في المنامة وتعطيل حياة المواطنين والمقيمين من ساكنيها، لكنهم لم يتمكنوا أبداً من سرقة وهج اليوم الأخير من بطولة كأس الخليج الذي شهد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير الخليجية، خصوصاً الإماراتية ومن جمهور الكرة في البحرين، فالذين حضروا للاستمتاع بنهائي كأس الخليج 21 لم يلتفتوا ولو للحظة واحدة إلى كل ما كان يجري في المنامة وبعض ضواحيها من فوضى وتخريب.
نجاح آخر حققوه ينبغي الاعتراف به؛ وهو عمليات الشحن التي تمت بدعم مكشوف وفاضح من فضائية العالم الإيرانية التي لم تنفك تمارس دور السوسة، حيث خصصت ساعة شتم البحرين اليومية في ذلك اليوم لشحن البسطاء وتحفيزهم للمشاركة في تلك المسيرات ومتابعة تطورات الأحداث أولاً بأول.
في كل الأحوال فإن ذاك اليوم انتهى بخيره وشره، لكن الموضوع نفسه لم ينته، فما ينبغي التنبيه له هو أن فعالية الجمعة الفائتة هي بداية مرحلة جديدة ترمي إلى نقل الفعاليات من القرى إلى العاصمة بغية تحقيق الهدف الأكبر وهو ضرب الاقتصاد تمهيداً لإسقاط النظام، وهو ما تم التصريح به في مناسبات عديدة وبوضوح شديد، وترمي إلى (التسخين) ليوم الرابع عشر من فبراير الذي يعتزمون تنفيذ الإضراب العام فيه وليكون بداية مرحلة جديدة من الفوضى تعود بالجميع إلى المربع الأول.
في فعالية الجمعة الفائتة نجحوا في أمور وفشلوا في أخرى، وهم سينجحون في جوانب ويفشلون في غيرها في الفعاليات المقبلة التي يعتزمون تنفيذها، وسنظل ندور في حلقة مفرغة ما لم يتدخل العقلاء ليضعوا نقطة في نهاية السطر ليتفرغ الجميع للبناء فهذا الوطن يستوعب الجميع.
ولو سألت أي شخص من «المعارضة» أو من المتحمسين لها السؤال نفسه لقال إنهم نجحوا نجاحاً فاق كل التوقعات. الإجابتان متوقعتان؛ حيث من الطبيعي أن يكون جواب الأول كما ورد ويكون جواب الثاني كما كان جوابه، وتقييم الطرفين مجروح ولا يعبر عن الواقع وغير دقيق لأن التقييم هنا مختلط بالأمنيات وبالمواقف المسبقة. لكن لو وجهت السؤال إلى طرف ثالث -أعتبر نفسي ممثلاً له- لقال / لقلت على الفور إن الداعين إلى تلك المسيرات نجحوا وبتفوق فيما خططوا له وحققوا كافة الأهداف التي وضعوها باستثناء هدف واحد لم يتمكنوا من تحقيقه.
مسيرات المنامة لم يكن الهدف منها «تأكيد حق التظاهر والتعبير عن الرأي»، فهذا (الحق) يتم ممارسته في كل حين وفي كل مكان عدا أن الدستور يكفله، كما لم يكن هدفها بيان تكاتف وتكامل «المعارضة» بشقيها الخشن والناعم؛ حيث الجميع بات يعرف أنهما واحد (وش وظهر) وإن تحدثا بلسانين أحدهما سليط يمثله ما صار يعرف بائتلاف فبراير والآخر لطيف وتمثله جمعية الوفاق التي تردد دائماً أنها مع السلمية وأنها لا تدعو إلى إسقاط النظام وأنها مع الإصلاح.
مسيرات الجمعة الفائتة كانت تهدف إلى إزعاج السلطة وتعطيل مصالح التجار وإحداث فوضى في العاصمة، إضافة إلى تخريب اليوم الأخير من بطولة كأس الخليج والاستفادة من وجود الخليجيين بما يخدمهم إعلامياً.
في اعتقادي أن الداعين إلى تلك المسيرات ومنظميها نجحوا في تحقيق كل أهدافهم باستثناء الهدف الأخير، فقد تمكنوا من إزعاج السلطة، وتمكنوا من تعطيل مصالح التجار وتعريض تجارتهم للخطر، وتمكنوا من إحداث الفوضى في المنامة وتعطيل حياة المواطنين والمقيمين من ساكنيها، لكنهم لم يتمكنوا أبداً من سرقة وهج اليوم الأخير من بطولة كأس الخليج الذي شهد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير الخليجية، خصوصاً الإماراتية ومن جمهور الكرة في البحرين، فالذين حضروا للاستمتاع بنهائي كأس الخليج 21 لم يلتفتوا ولو للحظة واحدة إلى كل ما كان يجري في المنامة وبعض ضواحيها من فوضى وتخريب.
نجاح آخر حققوه ينبغي الاعتراف به؛ وهو عمليات الشحن التي تمت بدعم مكشوف وفاضح من فضائية العالم الإيرانية التي لم تنفك تمارس دور السوسة، حيث خصصت ساعة شتم البحرين اليومية في ذلك اليوم لشحن البسطاء وتحفيزهم للمشاركة في تلك المسيرات ومتابعة تطورات الأحداث أولاً بأول.
في كل الأحوال فإن ذاك اليوم انتهى بخيره وشره، لكن الموضوع نفسه لم ينته، فما ينبغي التنبيه له هو أن فعالية الجمعة الفائتة هي بداية مرحلة جديدة ترمي إلى نقل الفعاليات من القرى إلى العاصمة بغية تحقيق الهدف الأكبر وهو ضرب الاقتصاد تمهيداً لإسقاط النظام، وهو ما تم التصريح به في مناسبات عديدة وبوضوح شديد، وترمي إلى (التسخين) ليوم الرابع عشر من فبراير الذي يعتزمون تنفيذ الإضراب العام فيه وليكون بداية مرحلة جديدة من الفوضى تعود بالجميع إلى المربع الأول.
في فعالية الجمعة الفائتة نجحوا في أمور وفشلوا في أخرى، وهم سينجحون في جوانب ويفشلون في غيرها في الفعاليات المقبلة التي يعتزمون تنفيذها، وسنظل ندور في حلقة مفرغة ما لم يتدخل العقلاء ليضعوا نقطة في نهاية السطر ليتفرغ الجميع للبناء فهذا الوطن يستوعب الجميع.