ما عسى أن نقول في وزارة تكتب فيها المقالات تلو المقالات وتوجه إليها الانتقادات تلو الانتقادات وهي لا تحرك ساكناً، و(لا تدري بالدنيا) أصلاً؟ وكأن من يديرون العلاقات العامة والإعلام في تلك الوزارة إما نيام فلا يستيقظون أو يحاولون العمل بقاعدة (طنش تعش)، وفي كل الحالتين نصطدم في كل مرَّة بمصيبة أكبر من أختها.
أرتال من العاملين في علاقاتها العامة والإعلام لا يقرؤون الصحف اليومية، أو يقرؤون لكن لا يستوعبون بأن سهام النقد البناء موجهة لهم ولإدارات وزارتهم، وحين لا يستوعبون ذلك هنا تقع الطامة الكبرى.
أكثر من مقال كتبتهُ شخصياً في شأن أداء بعض إدارات تلك الوزارة، لكن (لا خبر جاء ولا وحي نزل)، لهذا فإن هذا التجاهل المتعمد للنقد لا يصرفنا عن تكثيف تسليط الأضواء على هفوات العاملين فيها، كما إن تطنيشهم المستمر لا يلغي تلك الأخطاء، ولا يبعد تساؤل المتسائلين، بل يبدو أن إهمالهم تساؤلات الناس والسلطة الرابعة، يؤكد اليقين الذي كان شكاً قبل أن نكتب.
المشكلة هي حين يعتقد العاملون في إدارة العلاقات العامة والإعلام في تلك الوزارة أن التجاهل هو خير وسيلة للتخلص من أوجاع القلب والرأس، ومن يعتقد ذلك فهو (غلطان)، فالناس أصبحت أكثر ذكاء من ذي قبل، ولن أتردد لو سألني أي من المواطنين عن اسم تلك الوزارة في أن أجيبهم بكل أمانة، وأخبرهم ما هي القصة التي دعتني لأقول ما قلت، وعن الشكاوى المقدمة ضدها من قبل بعض المتضررين من المواطنين.
لا يليق (التطنيش) في زمن ليس على فم الإعلام غطاء، ومن المعيب أن لا يقرأ العاملون في إدارة العلاقات العامة والإعلام في تلك الوزارة أي مقال ينتقد بعضاً من سلبياتها، لا لأجل الاستنقاص من قدرها، إنما من أجل تطويرها وتحسين أدائها قربة إلى الله تعالى.
من يحب البحرين لا يفعل ذلك، ومن يكون قلبه على الوزارة لا يتجاهل الناس ولا السلطة الرابعة، فالتطنيش في كل مرَّة يعدُّ أمراً مخالفاً لأبسط قواعد اللباقة واللياقة الأدبية، ومن المؤكد أنه مخالف لتوجيهات مجلس الوزراء وربما الدستور كذلك.
هذه المرة لن نكشف الاسم، لكن من المؤكد أن المرات القادمة، وحين يطفح الكيل، سوف نذكرها بالاسم، وسوف نقول للعاملين في العلاقات العامة والإعلام فيها (ارتحتوا الحين)؟ أما الناس ومن يتساءل عن حقيقة هذه الوزارة وما اسمها الآن ربما نساعدهم في تقريب الفكرة لديهم، وذلك بطلبنا الرجوع إلى أحد مقالاتنا السابقة والذي كان يحمل عنوان (ملف الباحثين عن العمل.. زكية نموذجاً).
- للعلم..
الشيء بالشيء يذكر؛ ومن هنا أقول شكراً وزارة العمل على الاهتمام بملف زكية، لكن مع الأسف لم يكن التفاعل يرقى إلى مستوى الطموح المنشود من قبلنا.