(مو) في بعض اللهجات العربية ومنها البحرين تستخدم للنفي، وهي تعني لا أو ليس أو ما، فهذا صديقي وذاك (مو) صديقي، وهذا مع هذا الرأي وذاك (مو) معاه، وقس على ذلك. أما (مو) في كلمة مولوتوف فجزء منها وهي ليست للنفي، فليس هناك (لوتوف) يتم نفي الصفة عنه بالقول (مو لوتوف)، فالمولوتوف مولوتوف، وهو في كل الأحوال حارق وقاتل واستخدامه من قبل “معارضة” ترفع شعار السلمية يقلل من شأنها ومصداقيتها، حيث العقل لا يقبل إسباغ صفة السلمية على ممارسة يمكن أن تفضي إلى الموت وتعرض حياة مستخدمي الشارع والمارة للخطر، فالسلمية لا تقتل وينبغي ألا تخرج عن نطاقها المتمثل في التعبير بطرق لا تتسبب في أذى الآخرين وتوصل الرأي المراد إيصاله أو الشكوى إلى المسؤول الذي يراد منه الالتفات إلى ما يريده الممارسون لتلك الوسائل.
من قال إن المولوتوف يدخل في السلمية كذب، ومن يقول بذلك يكذب، فالمولوتوف أداة قتل لا تقل مفعولاً عن أي أداة أخرى يمكن أن تفضي إلى الموت، وما يتم نشره من أفلام قصيرة عبر اليوتيوب توثق الهجمات على رجال الأمن وسيارات الشرطة التي تمر في بعض الشوارع ينفي صفة السلمية عن “الحراك”.
حسب “الويكيبيديا” فإن الاسم نسبة إلى فاياشسلاف مولوتوف وأنها من (الأسلحة) التي تصنع منزلياً وتستخدم في أعمال الشغب والتخريب بسبب سهولة تصنيعها واستعمالها، وتتكون من زجاجة بداخلها سائل قابل للاشتعال، غالباً ما يكون بنزين.
عدا وصف المولوتوف في تعريف “الويكيبيديا” بالسلاح فإن التاريخ يؤكد أنه كان سلاحاً استخدم في الحرب الأهلية الإسبانية وفي الحرب العالمية الثانية (استخدم من قبل السوفييت ضد القوات النازية وفي فنلندا). نحن إذاً أمام سلاح (قاتل) ومن غير المعقول وصف مستخدمه بالسلمي ووصف حركته بالسلمية لأن هذا استخفاف بالعقول وتقليل من شأنها.
أمر آخر يؤكد (مو) سلمية هذا السلاح، فحسب الويكيبيديا (تجرّم) العديد من الدول تصنيع الزجاجات الحارقة وتفرض العقوبات في حال استخدامها ضد الأفراد قد تصل إلى (الإعدام) في حال أدت إلى القتل أو (الشروع بالقتل)، وفي حال استخدامها ضد الممتلكات فإنها تدخل في أعمال الشغب والإضرار بالمال العام والخاص، وقد نصت القوانين على عقوبات لهذه الأفعال.
ليلة الجمعة الفائتة (حبل) مجموعة من الشباب الملثمين لدورية شرطة في أحد شوارع جدحفص وأمطروها بتلك الزجاجات القاتلة لكنهم أخفقوا في إصابتها، فقد نزلت النار أمام وعلى وخلف سيارة مواطن قليل الحظ لم يعرف كيف يتصرف، وكاد يكون ضحية فلتان عقل ذلك البعض الذي (حرص) أيضاً على توثيق كل ذلك في فيديو قصير وبثه عبر اليوتيوب!
في فترة سابقة كانت وزارة الداخلية تقول إن (المعارضة) تستخدم المولوتوف، وظلت (المعارضة) تنفي وتنفي وتنفي حتى جاء اليوم الذي اعترفت فيه باستخدامها لتلك القنابل، وصار استخدامها (شاهر ظاهر) وتحول بعد قليل إلى سبب للتفاخر بين الشباب، وصاروا يصورون تلك العمليات الآثمة ويبثونها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات الإيرانية المساندة والمشجعة لهم.
مشكلة (المعارضة) أنها كثفت من استخدامها للمولوتوف مباشرة بعد دعوة الشيخ عيسى قاسم من على منبر الجمعة إلى (من رأيتموه يعتدي على فتياتكم المؤمنات فاسحقوه)، حيث فسروا ذلك بأنه إعلان وضوء أخضر (يحلل) رمي رجال الأمن بالمولوتوف، ساعدهم على ذلك الفهم أنه رغم الاستخدام المفرط للمولوتوف وتضرر الكثيرين منه إلا أن الشيخ قاسم لم يدعهم إلى التوقف عن استخدامه.