لم يبخل على البحرين يوماً من حياته.. فشغل فكره بأيامه ولياليه وعزمه، وأصر ألاَّ تكون البحرين إلا في الطليعة والمقدمة. إنه زاهي المجد خليفة بن سلمان، عنوان حضارة خليفية عربية صنعت تاريخ البحرين العربي وحررته من استعمار صفوي بربري غجري صليبي اتفقت أهدافه وتلاقت مبادئه أن يعيدوا العرب إلى التاريخ الجاهلي، حيث كان كسرى يسيطر على الشرق وقيصر على الغرب، إنه المجد الخليفي الذي أعاد للبحرين كرامتها العربية المفقودة خلال الحقبة السوداء، حقبة القرامطة التي استباحت أرض الجزيرة العربية، فجاء فرسان العرب أشجعهم وأنبلهم بقيادة أحمد الفاتح ليعيدوا للبحرين زهوتها وعروبتها، وها هو المجد الخليفي يمتد من ذاك التاريخ حتى هذا اليوم، المجد الخليفي الذي قاد البلاد ولا زال يقودها إلى تاريخها كلما حاول الصفويون سرقته وتبديله بتاريخ ليست له كتابة ولا نقوش ولا فرسان.
إنه المجد الزاهي بحضرة جلالة الملك حمد بن عيسى، ورئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان، وولي العهد الأمير سلمان بن حمد، إنهم تاريخ زاهٍ نقش على صخور لا يمكن أن تمحي آثاره أو تبدله رياح مهما بلغت قوتها وضراوتها، فالتاريخ الأصيل يبقى ويستمر حتى بعد الزلازل والكوارث لأنه تاريخ قامت على أركانه دولة وشيدت حضارته الحاضرة.
إنه خليفة بن سلمان زاهي المجد الذي استحق الحب والتقدير من شعب البحرين الكريم، الذي يقدر مقام ولاة أموره، ويدين لهم بالولاء؛ فهم أصحاب التاريخ وأصحاب هذه الأرض التي كتبت باسمهم وعنوانهم؛ حضارة بحرينية خليفية لن تتغير ولن تتبدل، فهي كلمة وعهد قطعها أهل الفاتح وشهد عليها رب السموات والأرض، وسيبقى هذا العهد المقطوع ما دام أهل الفاتح على هذه الأرض.
تجلد وتصبر وتجمل وتقوى على نفسه بألاَّ يخذل البحرين في أقسى ظروفها، فخرج كعادته يتحسس مشاعر الشعب بين الفرجان وفي الساحات وفي كل مناسبة، خليفة المجد الذي لم يمنعه مقامه الرفيع ولا اسمه الكبير أن يكون فرداً بين جموع المواطنين في وقت فجيعتهم التي طالت بيوتهم وأعراضهم، فجاء مطمئناً مجبراً للخواطر المكسورة والقلوب المقهورة، لم يمنعه ظلام ليل ولا خطر أن يوصل ويلبي نداء الناس الذين انطلقوا ينادونه من أقصى حناجرهم. فقد عرفت هذه القلوب المفجوعة أن للملمات والشدائد خليفة بن سلمان وجه التاريخ الحاضر، وعنوان التاريخ الفاخر، إنهم عنوان تاريخ الفاتح المجيد قائد المجد جلالة الملك حمد بن عيسى وكاتب تاريخ الفاتح خليفة بن سلمان وماسك عهدة الفاتح سلمان بن حمد، إنهم الماضي والحاضر والمستقبل الذي لا يقبل التغيير ولا التبديل، فلا عزة إلا بالله ولا كرامة، إلا ببقاء آل خليفة على رأس الدولة وحكومتها.
إن الوفاء بالعهد والثبات عليه هو جهاد، كما إن الحفاظ عليه يتطلب التضحيات، فقد قدم أحمد الفاتح ورجاله تضحيات، وقاسوا الويلات وجابهوا الطغاة فهرب من تحت حوافر خيولهم الغزاة المحتلين لأنهم عرفوا أنهم سيواجهون رجالاً صناديد لا يثني عزمهم مساومة ولا محاورة ولا اتفاق إلا بخروج المحتل ليسلم بنفسه، إذ عندما تنطلق عزائم الرجال لا تشاغلهم دنيا ولا تهيبهم شطحات باطل ولا بطحات فاجر، فهم من صدقوا ما عاهدوا، ومن عاهد الله فلا يكون له ثمن إلا جنة الله أو نصر مؤزر فيه يرفع رأسه أمام العالم، غير مبالٍ بما هو قادم.
إن المجد هو خليفة الذي أمسك البحرين في أزماتها المالية والسياسية، وتصبر وتجلد وتجمل وجاهد وحافظ على رباطة جأشه بتلك البشاشة المعهودة التي لم تفارقه في مجلس ولا جمع ولا طريق، إن الرجل الكبير الذي فاز بحب الشعب الذي جاءت تناديه أمام باب قصره، وهي نفس القلوب التي لا زالت تهتف باسمه فهو ابن أحمد الفاتح، وإنه كرامة الفاتح، ولا مساس بكرامة محرر البحرين من الغزو القرمطي الفاجر، إنهم أهل الكرامة النبلاء ملوك وأمراء وشيوخ، إنهم آل خليفة الكرام، وإن حضارة البحرين باقية وستبقى بإذن الله الذي رفع السماء بلا عمد سيحفظ راية المجد الخليفية بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى ورئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان وولي العهد الأمير سلمان بن حمد، سترتفع وترتفع راية المجد التي يفديها شعب البحرين الأصيل بروحه ودمائه.