حين تتغير ثقافة المجتمع الوادع، وحين يدخل الناس في عالم السرعة واللهث خلف المصالح والمطامع، وحين يقدم الإنسان مصلحته على مصالح الآخرين، حين ذاك، يفسد الذوق العام.
في هذه الأيام، كل لا يرى سوى مصلحته الشخصية فقط، ولا يرى سوى نفسه في كل شيء، ولهذا فهو يحاول جاهداً في أن يكون الأول في كل مكان، وأن يسعى ولو بالصعود على أكتاف غيره للوصول إلى مصالحه الخاصة، وسواء كان ذلك عن طريق المسالك المشروعة والقانونية والإنسانية، أو عن طريق التحايل والنهب والظلم والوسائل الحرام.
أصبح إنسان اليوم، أكثر حرصاً على «الحياة»، فهو يريد كل شيء، ولا يريد أن يفوته أي شيء، ولهذا فإنسان هذه المرحلة الزمنية وبعد أن تغيرت ثقافته في جوهرها ومضمونها، بدأ يتحول إلى كائن متسلق كالقرود، ومن هنا زادت أعداد الوصوليين.
نستطيع التعرف على هؤلاء النكرات من خلال أبسط الأمور وأصغرها، بدءاً من استهتارهم بقواعد السير، ومروراً برمي المخلفات في الشوارع، وانتهاء بالتكسب بالمال الحرام، ولو كان المال مال يتيم أو فقير أو محتاج.
الحضارة المادية تصنع هاتفاً ذكياً، لكن ليس بمقدورها أن تصنع إنساناً ذكياً أيضاً، وبمقدور المدنية المادية البحتة أن تصنع رجلاً آلياً، لكنها في نفس الوقت، لا تستطيع أن تصنع رجلاً خلوقاً، لأنها حضارة اعتنت بحاجات الجسد ولم تلتفت إلى الروح، ومن هنا، إذا لم يلتفت الإنسان إلى أن تسارع وتيرة الحياة المادية بعجلاتها القاسية، هي السبب الرئيس لتدني المستوى الأخلاقي لدى المجتمعات البشرية، فإنه سوف ينسحق أمام إغراءاتها وترسانتها المليئة بالشهوات.
إن ما نشاهده من تدن واضح للذوق العام في البحرين، يعود في مجمله إلى هذا الأمر، وإلى تحفيز القيم المادية للإنسان للأخذ بها ولو بالطرق غير المشروعة، ومن هنا نجد، بأن من يقوم بالتحايل على القانون للحصول على مبلغ زهيد عن طريق السحت والحرام، لا نتعجب حين يقوم بركن سيارته بطريقة تفتقر إلى الذوق وأصول اللباقة ليحجز حرية المركبات الأخرى، ولا نستغرب منه حين يخالف كل قواعد السير، وطوابير الانتظار المحترمة.
قبل أكثر من عشرين عاماً من اليوم، كان الناس في البحرين، يلتزمون بكل قواعد المرور وغيرها، فمن يخالف الذوق العام، كان التوبيخ جزاءه من جهة المجتمع، قبل أن يوبخه القانون أو رجل المرور، أما اليوم، فلا المجتمع يوبخ المخالف، لأنه اعتاد على ذلك، ولا القانون يستطيع إيقافه.
هناك خلل ما في الذوق العام، يجب الوقوف عليه وعلى أسبابه، ومن بعض أسبابه هو اختلاط الأجناس المختلفة في البحرين، الذين جاؤوا بسلوكيات وقيم لا تتناسب مع عادات وتقاليد وقيم هذا الشعب الملتزم بالأخلاق والقانون، وحينها فسد بهؤلاء الذوق العام، وبعض الأسباب تعود للناس أنفسهم، من الذين لا يرون سوى أنفسهم، وهؤلاء هم الأنانيون.
على الدولة والمجتمع وكل منظمات المجتمع المدني أن تسعى لأجل الحفاظ على ما تبقى من ذوقنا الراقي، وإلا مع مرور الوقت، سوف نكون كأي مجتمع متخلف لا يلتزم بالقانون ولا بالذوق العام، «ولا هم يحزنون»، وبعدها ستكون الكارثة، لأننا سوف نكون أي شيء.
{{ article.visit_count }}
في هذه الأيام، كل لا يرى سوى مصلحته الشخصية فقط، ولا يرى سوى نفسه في كل شيء، ولهذا فهو يحاول جاهداً في أن يكون الأول في كل مكان، وأن يسعى ولو بالصعود على أكتاف غيره للوصول إلى مصالحه الخاصة، وسواء كان ذلك عن طريق المسالك المشروعة والقانونية والإنسانية، أو عن طريق التحايل والنهب والظلم والوسائل الحرام.
أصبح إنسان اليوم، أكثر حرصاً على «الحياة»، فهو يريد كل شيء، ولا يريد أن يفوته أي شيء، ولهذا فإنسان هذه المرحلة الزمنية وبعد أن تغيرت ثقافته في جوهرها ومضمونها، بدأ يتحول إلى كائن متسلق كالقرود، ومن هنا زادت أعداد الوصوليين.
نستطيع التعرف على هؤلاء النكرات من خلال أبسط الأمور وأصغرها، بدءاً من استهتارهم بقواعد السير، ومروراً برمي المخلفات في الشوارع، وانتهاء بالتكسب بالمال الحرام، ولو كان المال مال يتيم أو فقير أو محتاج.
الحضارة المادية تصنع هاتفاً ذكياً، لكن ليس بمقدورها أن تصنع إنساناً ذكياً أيضاً، وبمقدور المدنية المادية البحتة أن تصنع رجلاً آلياً، لكنها في نفس الوقت، لا تستطيع أن تصنع رجلاً خلوقاً، لأنها حضارة اعتنت بحاجات الجسد ولم تلتفت إلى الروح، ومن هنا، إذا لم يلتفت الإنسان إلى أن تسارع وتيرة الحياة المادية بعجلاتها القاسية، هي السبب الرئيس لتدني المستوى الأخلاقي لدى المجتمعات البشرية، فإنه سوف ينسحق أمام إغراءاتها وترسانتها المليئة بالشهوات.
إن ما نشاهده من تدن واضح للذوق العام في البحرين، يعود في مجمله إلى هذا الأمر، وإلى تحفيز القيم المادية للإنسان للأخذ بها ولو بالطرق غير المشروعة، ومن هنا نجد، بأن من يقوم بالتحايل على القانون للحصول على مبلغ زهيد عن طريق السحت والحرام، لا نتعجب حين يقوم بركن سيارته بطريقة تفتقر إلى الذوق وأصول اللباقة ليحجز حرية المركبات الأخرى، ولا نستغرب منه حين يخالف كل قواعد السير، وطوابير الانتظار المحترمة.
قبل أكثر من عشرين عاماً من اليوم، كان الناس في البحرين، يلتزمون بكل قواعد المرور وغيرها، فمن يخالف الذوق العام، كان التوبيخ جزاءه من جهة المجتمع، قبل أن يوبخه القانون أو رجل المرور، أما اليوم، فلا المجتمع يوبخ المخالف، لأنه اعتاد على ذلك، ولا القانون يستطيع إيقافه.
هناك خلل ما في الذوق العام، يجب الوقوف عليه وعلى أسبابه، ومن بعض أسبابه هو اختلاط الأجناس المختلفة في البحرين، الذين جاؤوا بسلوكيات وقيم لا تتناسب مع عادات وتقاليد وقيم هذا الشعب الملتزم بالأخلاق والقانون، وحينها فسد بهؤلاء الذوق العام، وبعض الأسباب تعود للناس أنفسهم، من الذين لا يرون سوى أنفسهم، وهؤلاء هم الأنانيون.
على الدولة والمجتمع وكل منظمات المجتمع المدني أن تسعى لأجل الحفاظ على ما تبقى من ذوقنا الراقي، وإلا مع مرور الوقت، سوف نكون كأي مجتمع متخلف لا يلتزم بالقانون ولا بالذوق العام، «ولا هم يحزنون»، وبعدها ستكون الكارثة، لأننا سوف نكون أي شيء.