بكل لهفة وشوق طار علي سلمان وعصابته إلى ديار الأحباب والأصحاب ليلتقي بالسيستاني وحوزته، فالسفر لأصحاب العمامة يستوجب لبس العباءة ولف العمامة، فكل سفر «موديل» حسب ما تقتضيه مقاصد الزيارة، وهي اليوم زيارة للعراق للاجتماع بأصحاب السماحة والآيات؛ آية الله النجفي، وآية الله السيستاني، وسماحة بحر العلوم، كما التقوا بالكربلائي ممثل المرجعية للعتبة الحسينية، حيث أكدوا له، حسب ما ذكروا في تعليقهم عن الزيارة، أن شعب البحرين كما باقي الشعوب في المطالبة بحقوقه، وأنهم يدعمون الحراك السلمي في البحرين والصبر والخروج من المحنة، فعجباً والله عجباً من مرجعية تحكم بلاد جرت فيها أنهار من الدماء وثمارها أشلاء وبقايا بشر، ثم تأتي بكل وقاحة وتدافع عن شعب يدرس أبناؤه في أفضل المدارس وأحسن المباني والمراكز الصحية في كل قرية ومدينة، والمشاريع الإسكانية تقام على قدم وساق؛ بعضها جاهز للتوزيع ومنها ما سيتم التنفيذ، فكل هذه الخدمات لا يعرفها شعب العراق في ظل حكومة المرجعية، ولن يعرفها أبداً طالما ظلت الحكومة الطائفية.
ذهبوا لزيارة أصحاب العمامات والسماحات والآيات، حيث تحول شعب العراق تحت حكمهم لهياكل عظمية وأشباح، شعب العراق الذي سقط حقه، ليس في الحياة السياسية فحسب، بل حتى حقه في العيش كباقي البشرية، لذلك لا عجب أن يرى أصحاب العمامات والسماحات أن الحراك في البحرين سلمي، لأنهم ينظرون إلى الدماء كنظرهم إلى الماء.
وسنسرد باختصار كيف تعاملت حكومة الولي الفقيه مع المظاهرات الشعبية ضد حكومة المالكي هذه الأيام، وما جاء على لسان وزير التربية المستقيل محمد تميم، الذي أجهش بالبكاء في مقابلة تلفزيونية على قناة «الشرقية»، حين تحدث عن اجتياح الحويجه مؤكداً أنه تجول لمدة 3 ساعات في ساحة الاعتصام بالحويجة ولم يجد أي سلاح، وأن العديد من المعتصمين الذين أصيبوا في عملية الاقتحام تعرضوا لعمليات «إعدام ميدانية»، وأن قوات «السوات» التابعة للمالكي مباشرة اقتحمت الساحة وارتكبت مجزرة ضد المتظاهرين المسالمين، ونفذت إعدامات ميدانية وحرقت الخيام، وقد سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى، وقال تميم إن 38 من أبناء عمومته قتلوا في هذه الساحة، هذا قليل من كثير، إذ لا تسع المساحة لسرد مزيد من جرائم الحكومة التي ذهب علي سلمان لاستشارتها ومباركتها، علي سلمان الذي يطالب برئاسة الوزراء في البحرين.
نعم ذهبوا للاتفاق على من سيكون رئيس الوزراء؛ هو أو مساعده ذو الأصول الإيرانية؟ والذي يقول إنه يريد أن ينقل القرار من الرفاع إلى طهران، وذلك بعدما بدأت الخطة الانقلابية الثانية تترتب خيوطها وتنسق، وما إعلان الخارجية الأمريكية في تقريرها عن البحرين «أن الشعب البحريني لم يستطع تغيير حكومته سلمياً» إلا بداية لفصل جديد لتنفيذ عملية أكبر من المؤامرة الانقلابية، مما دعى الوفاق للسفر إلى النجف وترتيب أمورها، فالصفقات معروفة أنها تتم مقدماً، خصوصاً بعدما شعر علي سلمان بالخوف بعدما تغلب مساعده عليه إعلامياً وصار هو الخطيب في الجماهير، فمساعده فارسي يجيد اللغة الفارسية، وكما هو واضح أن حكومة طهران تعتمد عليه، وهو حالياً يعيش ببذخ ويسافر على الدرجة الأولى لبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لذلك علي سلمان قد يكون قرر أن يطمئن على وضعه، ذلك بعدما أخذه خياله أنه سينتصر وتتحقق آماله.
لكن وبكل أسف نقول بالتأكيد لا نلومهم، وذلك بعدما أتيحت لهم فرصة الانتشار في الدولة، واستطاعوا أن يحققوا هذا الانتشار من خلال صناعة الفبركات وروايات تزوير حالات الموت وغيرها من مناظر وصور استطاع إعلامهم المزور التغلب فيه على إعلام الدولة «المتعور»، وكذلك المسؤولون الذين اكتفوا بالتغريدات والتصريحات، ناهيك عن إطلاق سراح الإرهابيين وتخفيف الأحكام وعودتهم إلى أعمالهم بمباركة العم «بسيوني»، بالتأكيد لديهم الحق عندما لازال الاتحاد الخليجي يترنح بين مشاورات ومبادلات، ولا نعلم ما خلف تأخير إعلان هذا الاتحاد من أسباب.
ولا ندري اليوم من يكون له السبق؛ إعلان الاتحاد الخليجي أم مؤامرة انقلابية قادمة ستتولاها أمريكا هذه المرة، وهنا نترك النتيجة ليقررها البيت السعودي والبحريني، حيث اتحادهم سيعطل المؤامرة بأكملها.
{{ article.visit_count }}
ذهبوا لزيارة أصحاب العمامات والسماحات والآيات، حيث تحول شعب العراق تحت حكمهم لهياكل عظمية وأشباح، شعب العراق الذي سقط حقه، ليس في الحياة السياسية فحسب، بل حتى حقه في العيش كباقي البشرية، لذلك لا عجب أن يرى أصحاب العمامات والسماحات أن الحراك في البحرين سلمي، لأنهم ينظرون إلى الدماء كنظرهم إلى الماء.
وسنسرد باختصار كيف تعاملت حكومة الولي الفقيه مع المظاهرات الشعبية ضد حكومة المالكي هذه الأيام، وما جاء على لسان وزير التربية المستقيل محمد تميم، الذي أجهش بالبكاء في مقابلة تلفزيونية على قناة «الشرقية»، حين تحدث عن اجتياح الحويجه مؤكداً أنه تجول لمدة 3 ساعات في ساحة الاعتصام بالحويجة ولم يجد أي سلاح، وأن العديد من المعتصمين الذين أصيبوا في عملية الاقتحام تعرضوا لعمليات «إعدام ميدانية»، وأن قوات «السوات» التابعة للمالكي مباشرة اقتحمت الساحة وارتكبت مجزرة ضد المتظاهرين المسالمين، ونفذت إعدامات ميدانية وحرقت الخيام، وقد سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى، وقال تميم إن 38 من أبناء عمومته قتلوا في هذه الساحة، هذا قليل من كثير، إذ لا تسع المساحة لسرد مزيد من جرائم الحكومة التي ذهب علي سلمان لاستشارتها ومباركتها، علي سلمان الذي يطالب برئاسة الوزراء في البحرين.
نعم ذهبوا للاتفاق على من سيكون رئيس الوزراء؛ هو أو مساعده ذو الأصول الإيرانية؟ والذي يقول إنه يريد أن ينقل القرار من الرفاع إلى طهران، وذلك بعدما بدأت الخطة الانقلابية الثانية تترتب خيوطها وتنسق، وما إعلان الخارجية الأمريكية في تقريرها عن البحرين «أن الشعب البحريني لم يستطع تغيير حكومته سلمياً» إلا بداية لفصل جديد لتنفيذ عملية أكبر من المؤامرة الانقلابية، مما دعى الوفاق للسفر إلى النجف وترتيب أمورها، فالصفقات معروفة أنها تتم مقدماً، خصوصاً بعدما شعر علي سلمان بالخوف بعدما تغلب مساعده عليه إعلامياً وصار هو الخطيب في الجماهير، فمساعده فارسي يجيد اللغة الفارسية، وكما هو واضح أن حكومة طهران تعتمد عليه، وهو حالياً يعيش ببذخ ويسافر على الدرجة الأولى لبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لذلك علي سلمان قد يكون قرر أن يطمئن على وضعه، ذلك بعدما أخذه خياله أنه سينتصر وتتحقق آماله.
لكن وبكل أسف نقول بالتأكيد لا نلومهم، وذلك بعدما أتيحت لهم فرصة الانتشار في الدولة، واستطاعوا أن يحققوا هذا الانتشار من خلال صناعة الفبركات وروايات تزوير حالات الموت وغيرها من مناظر وصور استطاع إعلامهم المزور التغلب فيه على إعلام الدولة «المتعور»، وكذلك المسؤولون الذين اكتفوا بالتغريدات والتصريحات، ناهيك عن إطلاق سراح الإرهابيين وتخفيف الأحكام وعودتهم إلى أعمالهم بمباركة العم «بسيوني»، بالتأكيد لديهم الحق عندما لازال الاتحاد الخليجي يترنح بين مشاورات ومبادلات، ولا نعلم ما خلف تأخير إعلان هذا الاتحاد من أسباب.
ولا ندري اليوم من يكون له السبق؛ إعلان الاتحاد الخليجي أم مؤامرة انقلابية قادمة ستتولاها أمريكا هذه المرة، وهنا نترك النتيجة ليقررها البيت السعودي والبحريني، حيث اتحادهم سيعطل المؤامرة بأكملها.