قبل أن نتحدث عن شريط الفيديو الذي يظهر فيه طلبة من داخل جامعة البحرين يرتدون القمصان الصفراء يهتفون بشيلات تشبه هتافات مواكب العزاء في افتتاحية أحد المرشحين لمقره الانتخابي في كلية إدارة الأعمال، سنذكر بعض الشيء عن الجامعات العراقية في ظل دولة الولي الفقيه، ومنها على سبيل المثال جامعة الكوفة التي أصبحت جدرانها مغطاة بالسواد، وأصبح الحديث السائد هو عن «الإفتاءات الشرعية» والسياسة، حيث ذكرت أحدى المعيدات في الجامعة ممتعضة من الوضع «إننا في هذا الوقت ليس لدينا أي سلطة على الطلبة أو التحدث معهم، لأن أغلبهم ينتمي إلى جهات سياسية دينية، ولا نستطيع كذلك الحديث مع المسؤولين، بعد أن أصبح عمداء الكليات ينتمون إلى تنظيمات وأحزاب سياسية ودينية، وعلى سبيل المثال فإن كلية التربية للبنات من التيار الصدري فرضت أن تنشر صور الصدريين في جميع أنحاء الكلية، وكلية أخرى تنتمي إلى محمد باقر الحكيم وهكذا تنتشر صوره في أنحاء الكلية، وإن الانقلاب داخل الحرم الجامعي بعد التغيير كان بمثابة تفشي الفوضى والاستهتار وصار مخترقاً من رؤساء الأحزاب والكتل السياسية، وحتى من الطلبة الذين ينتمون إلى جيش المهدي يفرضون سطوتهم على الطلبة الآخرين ويطلبون تطبيق الشريعة الإسلامية وفق نظريتهم ويمنعونهم من ممارسة حرياتهم الشخصية» المصدر «وكالة أصوات/ الرائد».
ما حدث في جامعة البحرين صورة مصغرة لما يحدث في جامعة الكوفة، حيث استطاعت الوفاق اختراق جامعة البحرين وبدأت تصبغها بصبغة مؤسسات دولة الفقيه، التي تسعى الوفاق إلى قيامها في البحرين؟
وما شيلات أصحاب القمصان الصفراء هذه إلا ظاهرة لها ملحقات ومرفقات سنشاهد أفلامها تتوزع، إلى أن تصبح ظاهر معتادة ومألوفة، بل ستتحول إلى حق مكتسب تحت ظل ما يسمى الديمقراطية وحرية الرأي، ومع مرور الوقت ستكون هناك مواكب عزاء تخرج من دهاليز الكليات حالها كحال مواكب العزاء التي تغلق شوارع البحرين لمرورها، والويل ثم الويل لمن يعترض عليها، وإلا ستسجل تحت بند التضييق الديني في المؤسسات التعليمية، وهكذا تتحول الروضات والمدارس والجامعات من صروح تعليمية تبني البحرين إلى صروح تخريبية تهدم الوطن.
إن جامعة البحرين، على ما يبدو، أصبحت حاضنة رئيسة للوفاق تعتمد عليها اعتماداً رئيساً في صنع كوادرها، حين يتخرج أصحاب القمصان الصفراء وتكون تحت يدهم محطات الكهرباء ومضخات المياه ومصافي النفط ومحطات الاتصالات والمواصلات والمؤسسات التعليمية، وكانت النسب التي نشرت واضحة عن سيطرة الوفاق على مؤسسات الدولة، فما بالكم بعد تخرج أجيال على عقيدة الحقد والثأر والتي يبدأ صنعها من الروضات إلى الجامعات.
كما نذكر أيضاً للعلم ما نقل موقع «بيك إيران» من تصريح لعضو بيت اللطم المدعو علي رضا جارياني «إن بيت اللطم قدم اقتراحاً لوزارة التربية والتعليم بتعميم تعليم اللطم والنياح على كافة مدارس الإعدادية والثانوية بل وحتى الجامعة لتكون هذه ثقافة سائدة في كل أنحاء جغرافية إيران»، لذلك لا نستغرب ما يحدث اليوم في المؤسسات التعليمية في البحرين، فهي سياسة مرسومة ومدروسة حين تكون البحرين ضمن المخطط الجغرافي الإيراني، والتي تعتبرها إيران المحافظة 14، فالشيلات الطائفية وأصحاب القمصان الصفراء لمرشح المقر الانتخابي بجامعة البحرين تدخل ضمن جغرافية بيت اللطم الإيراني.
إن اختراق الوفاق للمؤسسات التعليمية ولجهاز وزارة التربية والتعليم في الدولة هو الجزء الأهم الذي يؤسس عليه قيام دولة الفقيه، ومن هذا الشريط يتضح إلى أي مدى وصل هذا الاختراق، إذ إن هذا الحفل الافتتاحي لم تتم إقامته في سرداب ولا في مأتم؛ إنما في وسط مباني الجامعة وأمام عيون رئيسها ونوابه ومساعديه وأساتذته وجهاز الأمن، الأمر الذي يتطلب من الدولة النظر بعين الجدية قبل أن تصبغ جدران الجامعات بالسواد وتعلق صور المرجعيات، ولكم في جامعة الكوفة مثال حي وواضح، ولكم في اقتراح «جارياني» عضو بيت اللطم الإيراني تحذير وإنذار.