حاولت قدر الاستطاعة أن أتعرف على آراء الناس حول الحوار، على أقل تقدير من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كأحد المؤشرات التي يعبر فيها الناس عن رأيهم، فوجدت أن هناك أصوات مع، وهناك أصوات ضد، لدى الجمعيات الست، ولدى الجمعيات العشر، أما على مستوى الأشخاص العاديين، فهناك أيضاً من يشعر بخيبة أمل لمخرجات الحوار، ليس لشيء، سوى أن الدولة تريد ترضية طرف معين، بشكل أو بآخر، ولا يوجد اعتبار للأطراف الأخرى لأنهم لا يرهبون بالشارع.
دخول الجمعيات الحوار متأخرين تظهر أن هناك خلافات حدثت، البعض «ولا أعلم مدى صحة المعلومة» قال إن هناك شجارات حصلت في مقر الوفاق أثناء النقاش، لكن منيرة فخرو أشارت في تصريحات لها أمس أن هناك خلافات حدثت أخرت قرار المشاركة.
البعض يقول إن الوفاق وأتباعها، أكلوا الطعم، البعض الآخر يقول إن الوفاق والأتباع سينسحبون بتاريخ 13 فبراير..!!
إن كانت هناك نية حقيقية ومخلصة من أجل الخروج من الأزمة بحل سياسي متوافق عليه لدى المشاركين، فإن أهل البحرين سيشكرون المشاركين على مواقفهم، خاصة إن خرجت قرارات وطنية جامعة، تمس حياة أهل البحرين، فهذه فرصة مواتية، ربما لن تتكرر حتى تحت قبة البرلمان.
لذلك من الضروري أن يكون هناك توجه وطني جامع على طاولة الحوار، يطرح حلولاً ويطرح هموماً وقضايا مصيرية، وليست قضايا خلافية، أو أمور فئوية أو طائفية، فمن يريد أن يرى البحرين متعافية ومتصالحة، وتخطو للأمام سياسياً، فإن عليه أن يستثمر الفرصة المتاحة.
لكن هناك أيضاً أسئلة مازالت تجول في خاطر المواطن، ما هي ضمانة وقف العنف والإرهاب؟
قبل الحوار، لم يتوقف، أثناء الحوار، لم يتوقف، فما هي الضمانة، والدولة تخلت عن شرط وقف العنف للبدء في الحوار؟ السؤال هنا للمتحاورين، وللدولة.
في اعتقادي أن الإرهاب والعنف لن يتوقف، سواء بقيت الجمعيات الست أم انسحبت، في المحصلة فإن مسؤولية الأمن هي مسؤولية الدولة، ولن نلوم أحد غير الدولة على فقدان الأمن وتدمير الاقتصاد، حين يسمحون للأيادي الآثمة زرع الفتنة وحرق البلد.
هناك قضايا كثيرة تحتاج إلى حلحلة، وأكثرها وأكبرها القضايا التي يخرج بها تقرير ديوان الرقابة المالية، والتي لا يخرج بها أيضاً، كل قضايا المعيشة هي قضايا هامة وأساسية للمواطن البحرين، أما القضايا الخلافية فلا أعرف ما هي آلية التوافق رغم أني استمعت للمتحدث الرسمي الأخ عيسى عبد الرحمن.
هناك خطابات كثيرة خرجت قبل الدخول في الحوار ومنها ما قاله عبد الوهاب حسين من سجنه أن من سيدخل الحوار سيحترق سياسياً، بخلاف التغريدات الكثيرة التي تحسب على الوفاق أو قريبة منها، بما فيها من جلس على الطاولة أمس سيد كاظم، كل ذلك يؤشر أن هناك نية انسحاب، متى وكيف وبأي ذريعة، لا أعرف، لكن يبدو أن تاريخ 13 فبراير قد يحدث به قرار ما.
بعيداً عن كل هذا وذاك، فإن أهل البحرين تعبوا كثيراً من هذا المخاض لمدة عامين، إما أن يقطع دابر الأمر، وإما أن يكون هناك حل تعود فيه الحياة إلى طبيعتها، لا دخان إطارات، ولا دخان مسيلات الدموع، شعب البحرين يستحق جائزة نوبل في الصبر، والقناعة، ومقاومة الإحباطات.
رذاذ
مع كل احترامي للشخوص والأسماء والمناصب التي تشارك في الحوار، فإن كل هذه الأسماء لا تعبر عن أهل البحرين، ولا تختزل أهل البحرين فيها، المفكرون والخبرات والأشخاص المحترمون الذين ربما لا يشغلون منصباً في الجمعيات هم من يستحقون أن يكونوا على الطاولة، هذه القسمة التي تم فيها ترضية الجمعيات الست بمنحهم 8 مقاعد، بينما الجمعيات الأخرى الأكثر عدداً منحوا أيضا 8 مقاعد..!
** الفنانة نانسي عجرم قالت أمس إنها جاءت إلى البحرين بدون مقابل مادي، وإنها جاءت للإنسانية.
ألف شكر لنانسي.. أنا بعد أحب الإنسانية..!
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}