الفوضى التي خلفها الراديكاليون في السنتين الماضيتين لا تعد ولا تحصى، تخريب للممتلكات العامة والخاصة، وحرق لليابس والأخضر، وترويع للآمنين، وتشويه بغيض لسمعة وصورة البحرين في الخارج، وغيرها كثير، نتج عن ذلك كله تدهور الحياة الاقتصادية، وانقسامات سياسية واجتماعية، قائمة طويلة من الفوضى التي خلفها أعداء البحرين وحارقو الوطن.
اليوم وعلى طاولة حوار التوافق الوطني التكميلي، تتحاور من خلاله جمعيات سياسية عديدة لمناقشة ملفات ساخنة ومهمة، تكمن أهميتها في ما الذي يؤمل أن يحدث بعد الحوار، ومَن مِن هذه الجمعيات ستدفع فاتورة الفوضى التي خلفها الراديكاليون؟ومَن مِن هذه الجمعيات التي تعبث بمصالح المواطنين وشق الصف البحريني؟ وهل من يجلس على طاولة الحوار هم معارضون سياسيون مصلحون أم معارضون سياسيون منافقون؟
والسؤال الذي يتبعه علامة استفهام كبيرة هو إلى متى سندفع نحن الشعب البحريني الشريف فاتورة الفوضى التي تخلفها بعض الجمعيات السياسية بمساندتهم للراديكاليين وتوفيرهم للغطاء الشرعي أو السياسي لهم؟ ولماذا ندفع نحن الشعب والحكومة ثمن هذا الإرهاب الذي تفجر علينا منذ الثورة الإيرانية؟
هذه الفوضى التي تعيشها المنطقة كانت انطلاقتها الأولى بعد الثورة الإيرانية وبناء على الدور الذي لعبته الدول العظمى في استغلال الثورة الإيرانية لمصالحهم في الهيمنة على المنطقة، وسرقة مصادرنا النفطية، وسوف تستمر هذه الفوضى وسوف يستمر التدخل الاجنبي في شؤوننا الداخلية، ولا سبيل لضمان عدم استمرار هذه الدول في استغلالها للمنطقة بالطريقة القذرة الا من خلال خلق وعي شعب ليفهم كل مواطن اللعبة السياسية وأن يأخذ دوره في الحراك السياسي بالشكل الصحيح كما ضمنه له ميثاق العمل الوطني.
شعب مملكة البحرين وشعوب المنطقة من دول الخليج العربية تتجرع اليوم التجربة المُرّة، تجربة الحياة السياسية ودوافعها وتأثيراتها علينا التي أتتنا بين ليلة وضحاها إلى عقر دارنا، فقبل المؤامرة الكبرى على البحرين كنا نعيش ونتعايش بسلام على أرض البحرين مع جميع مكونات المجتمع البحريني، وكنا نحسب بأن الجميع يعيش من أجل هذا الوطن، ولم نحسب بأن ثلة من الخونة للوطن كانوا ينسجون مكائد الترهيب والتخويف والفوضى من خلال ما يتلقونه من تدريب في إيران وسوريا ولبنان وأمريكا وبريطانيا للإطاحة بالبحرين في براثن الاستعمار الجديد أولا ومن ثم بالدول المجاورة لها.
إن الشعب البحريني على درجة كبيرة من الوعي السياسي مقارنة بقرنائه في دول المنطقة، ولكن الخوف يكمن في استغلال الشباب لتحقيق أجندات غير وطنية مثلما تم استغلالهم ليكونوا راديكاليين بعد تجنيدهم في «حزب الله» وفي أكاديميات التغيير. إن استكمال حوار التوافق الوطني هو دليل على إدراك الشعب بالعواقب الوخيمة على ما يخلفه البعض من فوضي، الحوار لن يكون المساومة على البحرين ومن يعيش عليها، الحوارهو استكمال للمشروع الإصلاحي الذي انتهجه جلالة الملك منذ بداية توليه للحكم، الحوار هو تفعيل حقيقي للخروج من قائمة الضرر التي يُلحقها بنا الراديكاليون.
إن الرسالة التي يبعثها اليوم أحرار وشرفاء البحرين للمتحاورين والراديكاليين والاستعمار هي أن البحرين مشروع صعب ... فكفوا أيديكم عنها.