لماذا خامنئي سوبر، ونجاد سوبر، والحرس الثوري الإيراني سوبر، وملالي إيران سوبر؟ لماذا السيستاني سوبر؟ ولماذا المالكي سوبر؟ لماذا هؤلاء جميعهم سوبر؟ هل ورثوا عروشهم ومناصبهم أباً عن جد؟ هل لهم فضل في تأسيس دولة إيران أو دولة العراق؟ ونسينا أن نسأل.. لماذا أيضاً بشار سوبر؟ فهل كان آباءه خلفاء أو أجداده ملوكاً، أو جاء هؤلاء المذكورون من شجرة النبلاء أو الفرسان؟ وذلك ليظهر علينا «السوبرمان» علي سلمان كي «ينتقد» صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، ويصف حكومته بأنها «تعيش في القرون الماضية»، كما يصف أفراد العائلة المالكه بـ«السوبر»؟
القرون الماضية يعيشها يا «سوبرمان» من يتمسح الشعب بعباءته، وتقبل أياديه، ويتبارك بشعر لحيته، «السوبر» من ينظر إلى أتباعه بأنهم خدامه، أما خليفة بن سلمان فرجل متمدن، لم يلبس عمامة يتكسب بها، ولا عباءة يتبختر بها، وإنما لبس الثوب العربي، عنوان عروبته وأصالته، ولا يحتاج إلى عباءة يتمسح بها الناس ويتبارك بها، فالناس من حوله تحبه وتفديه بأرواحها، لأنه رجل لم يخطف إمارة ولا سلطة، بل هو وريث المجد، الأمير ابن الأمير ابن الأمير، فهذا هو أصله وفصله وحسبه ونسبه، إنه جاء من أطيب الأعراق والأنساب، جاء من شجرة النبلاء والفرسان، جاء من شجرة طيبة، لم يذق طعم طيبتها ولن يستطيع تذوقه من اعتاد لسانه وخياشيمه على شم عباءات الملالي التي اشترتها بدماء الشعوب، اشترتها بدماء الشعب الإيراني والعراقي والسوري، والآن كما يحاول ملالي البحرين شراء عباءاتهم بدماء الشعب البحريني الذين أفتى «كبيركم» بـ«سحقهم وسفك دمائهم».
إن حكومة خليفة بن سلمان لم تشتري ولاء، بل جاءه الولاء طوعاً وليس غصباً، خليفة بن سلمان لم يدفع بشبيحة تفرض على المواطنين رفع صوره أو تسير المسيرات إلى قصر سموه، وذلك كما تفعل ملالي إيران والعراق والبحرين، حين تفرض على الشعوب المغلوبة على أمرها أن تحمل صور مرجعياتها، وتدفع دفعاً بالمظاهرات لتأييدهم، بل سارت المسيرات، ورفعت صوره، حباً وطوعاً وليس أمراً.
إن حكومة خليفة بن سلمان تصطف خلفها جماهير الفاتح التي خرجت وستخرج بقوة أكبر إذا ما احتدت الظروف وتطلب الأمر، وذلك لأن هذه الجماهير ترفض وبكل قوة أن يخرج شخص بهذه الشاكلة، ليس له تاريخ، مجرد شخص لا يختلف عن بالون فارغ، ليس بداخله إلا هواء، ثم يريد أن يحدد مستقبل البحرين، ويشكل حكومتها، بل ويحدد هويتها كدولة على غرار بريطانيا وألمانيا، فهذا هو الاستبداد والديكتاتورية التي يسعى إليها علي سلمان، أن يخرج البحرين من بيتها الخليجي، ويلحقها بقطار دول استعمارية تستمد قوتها وملكيتها من سفك دماء شعوب العالم.
لم يظهر هذا الشخص لسانه ويمده بكل «وقاحة» مثلما مده اليوم وبتعبيره «الوقح» بأنه «يريد إقصاء العائلة الخليفية بأكملها»، وذلك حين يتفضل على الدولة بقوله إن «أبرز التنازلات التي صاغتها وثيقة المنامة هو أن الملكية موجودة والنظام موجود»، كما سعى لإقصاء أهل السنة حين تصدى لهم في المشاريع الإسكانية والبعثات والتوظيف وحصرها في فئته، إنها العقلية الفاسدة التي تستبد بالسلطة والثروة والرأي، حين تفرض على شعب البحرين أن يعيش بين تهديد بقتل أبنائه من رجال الأمن والجيش، ونذكركم عندما نشرت عناوين وأسماء ضباط الجيش وأفراده على المواقع الإلكترونية، إنها المعارضة الصفوية الفاسدة التي أفسدت على شعب البحرين حياته وحطمت اقتصاده، إنها المعارضة الفاسدة التي احتلت الشوارع التجارية الحيوية في البلاد، وتسببت في إفلاس مؤسسات المواطنين وشركاتهم، كما أفلست المصارف وطردت المستثمرين، إنها المعارضة الفاسدة التي يجب أن تعرف نفسها وترى حجمها وقدرها، وذلك قبل أن تصف نظام الدولة بـ«الفاسد»، فها هو اليوم قائد المعارضة الصفوية الفاسدة يقول عن النظام الذي يجلس معه على طاولة الحوار إن «شارعه ممتعض من أداء المعارضة»، ويقول «لماذا تأخذون الإخطار «الإذن» من النظام الفاسد للتظاهر»، هذا الشارع الذي يحاول علي سلمان أن يشكل منه حكومته، هذا الشارع الذي يريد أن تفتح له أبواب الجيش فيقول «لا يجوز أن يكون الجيش حكراً على طائفة واحدة»، ثم يقول إن «مطالب المعارضة بملكية دستورية وحكومة منتخبة ستتحقق في الزمن المنظور وليس بعد 20 أو 30 سنة»، نعم إنها العقلية المدمرة التي تريد برؤيتها المريضة أن تقصي عائلة ملكية وتبدأ برأس العائلة، وذلك عندما تتمكن وتشكل لها حكومة على غرار حكومة المالكي، وبعد أن يتحقق لها دخول شبيحتهم الجيش، فبعدها سيتشابك الشيعة بالسنة في كل مكان، مثلما يحدث في العراق، لأن هؤلاء الشبيحة يستمدون قوتهم عندما تكون الحكومة شيعية، فلذلك يرى هذا الشخص أن حكومة هذا الزمان هي حكومة «الولي الفقيه»، وينظر إلى حكومة خليفة بن سلمان، التي هي حكومة النهضة والحضارة، على أنها «حكومة تعيش في القرون الماضية»، أي إنه يعني أن حكم أهل السنة بالنسبة للبحرين «انتهى»، ليس فقط حكومة بل حاكماً، وذلك عندما يقول «لقد تنازلنا بأن تبقى الملكية»، ثم قال إن من مطالب المعارضة «الحد من نفوذ الأسرة الحاكمة»، أي إن في الزمن المنظور يرى أنه «لا بقاء في الحكم، لا جناحاً متنوراً من العائلة الحاكمة ولا غيره بعد أن تشكل حكومة الولي الفقيه في منظوره القريب