ما لم تحققه الوفاق في الدوار (باقون حتى يسقط النظام) تطرحه الآن عبر طاولة الحوار، مع تغيير المسميات، إنما هو ذات الهدف بآلية مختلفة، فإن لم يكن عبر انقلاب الدوار فليكن عبر إنكار وجود الدولة.
الوفاق تسعى لإسقاط الدولة بلا زيادة و لا نقصان، وهل لإسقاط الدولة من معنى غير ما جاء في بيان الوفاق؟!! أم أن الإسقاط أحمر وأخضر؟
ما الدولة غير قانون ومؤسسات ودستور ينظم علاقاتها؟ فإن أنت ألغيت هذه المقومات هل يعود هناك دولة لتسقطها؟
الوفاق أسقطت كل هذه المقومات في بيانها يوم الاثنين وهي الجمعية التي تعمل تحت مظلة قانون تخرقه في اليوم ألف مرة كي تثبت أمر واقع وهو دولة اللاقانون، فإن اختفت تلك المقومات من مجالها البصري فعلى الشعب أن يفقأ عينه بيده حتى لا يراها، حيث أكدت أنها لا تعترف لا بمؤسسات الدولة ولا بقوانين الدولة، ولا بسلطات تشريعية أو تنفيذية ولا بدستور الدولة، وقالت من قبل ذلك إنها لا تعترف بممثلين عن شعب البحرين غيرها، ماذا بقي إذاً من الدولة؟ ماذا بقي إذاً من النظام؟ ماذا بقي إذاً من العقد الذي بين الجماعات والأفراد البحرينيين أي بين الشعب البحريني بعضه بعضاً؟ بقي عيسى قاسم وعلي سلمان وخدمهم هم الدولة؟!!! ألا شاهت الوجوه، الوفاق تقول لكل المجتمعين معها على طاولة الحوار اليوم (طز) لا أنتم ولا دولتكم ولا دستوركم ولا قانونكم أعترف به.
وزير العدل أجاب بالأمس «عدم احترام بعض الجمعيات بالآخر سيفرض علينا تعاملاً آخر معها» ونحن نقول لك طبق القانون وارفع دعوى وللقضاء كلمته.
مثلما نطالب وزير العمل أن يرفع دعوى للقضاء على ممارسات اتحادات العمال وليقل القضاء كلمته.
لقد أصبحت الدولة مداس لعيسى قاسم وخدمه والمؤسسات والقانون يتفرجان.
اليوم الأربعاء نريد أن نسمع بعد انتهاء جلسة الحوار رد ممثلي جمعيات الائتلاف ورد أعضاء السلطة التشريعية فرداً فرداً، عضواً عضواً (نفر نفر) على بيان الوفاق، نحن لن ننتظر رأي الولايات المتحدة الأمريكية أو رأي بريطانيا أو رأي الاتحاد الأوربي ولن ننتظر رد حتى رأي أقرب المقربين لنا وهم دول مجلس التعاون، نحن بانتظار أن نسمع الرد من الذين يتحاورون معها - ودون أن ينسحبوا من الحوار- بل يجلسون ومن لا يعجبه هو الذي يغادر.
أما السلطة التنفيذية فتطبق القانون أو تحاسب حساباً عسيراً.
خدم عيسى قاسم موجودون في الحوار رغماً عنهم، لا رأي لأي منهم كلهم توابع وخلف المعصوم، الوفاق وخدمها موجودون في القاعة بدفع من القوى العظمى حلفائهم، إنما يبذلون المستحيل من أجل دفع الآخرين للانسحاب عبر بيانات استفزازية تسبق كل جلسة، تكتيك مفضوح ومعروف، لعبة الوفاق الآن هي حضور الحوار مرغمة ودفع الآخرين على الانسحاب .. هل أدركتم اللعبة.
اليوم نريد أن نسمع من رجال ونساء الحوار بماذا سيردون عليهم دون أن يغادر أي منهم مقعده، ونريد أن يطبق وزير العدل القانون دون حرج أو تردد.
كلنا سنكون متمسمرين أمام التلفزيون وكلنا آذان صاغية نريد أن نعرف مواقفهم فرداً فرداً نريد أن نسمع أصواتهم بماذا سيردون على من شطبهم بجرة قلم من الوجود؟ وأنكر وجود رجال ونساء يتحاورون معهم هم وقوانينهم ومؤسساتهم.
أعراض مرض «إنكار» الدولة متفشي في الوفاق، بشكل مزري ويثير الشفقة، وتحلم الوفاق أن تنقل لنا العدوى، الوفاق تتنعم بإنجازات الدولة وتنكر وجودها!
الوفاق تستلم راتباً تقاعدياً من مؤسسة تشريعية لا تعترف بوجودها، مرحلة متأخرة جداً من انتشار مرض «الإنكار».
الوفاق عددت إنجازاتها وسطرت بها الأوراق المصقولة مزينة بصور وجوهها الكالحة حين أرادت إعادة ترشيح قائمتها للفصل التشريعي الثالث، والتي لم تتحقق إلا عبر مؤسسة تنكر وجودها الآن وتزدريها بمخالفة قانونية جسيمة تنسف وجودها من أساسه وتفرض عليها عقوبات تصل إلى غلق الجمعية وحبس أعضائها، ذلك قانون مجمد لهذا تنكره الوفاق، وهي مرحلة لا أمل فيها بالشفاء.
الوفاق تستغل وسائل الاتصال لنشر تصريحاتها للعالم ولتحشد جماهيرها عبر ما توفره الخدمات الاتصالية ثم تحرق محطات بتلكو وتقول حرقنا محطة اتصالات خليفية!! إنها مرحلة متقدمة من المرض.
الوفاق تريد أن تهدم بجرة قلم فقيهها دولة قائمة منذ أكثر من 200 عام بنظامها بمؤسساتها بتشريعاتها بإداراتها بإنجازاتها بحضورها الدولي، على فكرة أو بالمناسبة (كل الثورات أخرجت العلم القديم قبل إسقاط نظامها فأين هو علم الوفاق الأقدم من 200 عام)!! هذه وحدها قصة القصص.
هذه ليست لغة من يريد أن يتحاور ، ولا لغة من يريد أن يصل إلى توافق، ولا لغة من يعترف بالآخر، الوفاق لا يهمها لو قامت حرب أهلية ولو سقط ضحايا، ما يهمها أن يتحقق وعد بلفورها بإقامة دولة الولي الفقيه على أرض البحرين، ونحن نقول لها نجوم السما أقرب.
الرد على بيان الوفاق اليوم هو دفاع عن الوجود ودفاع عن الوطن الذي تريد أن تهدمه الوفاق وتبيعه خردة لسيدها الإيراني، الرد على الوفاق اليوم هو الدفاع عن إنجاز الإنسان البحريني وشقاه وتعبه وعن مكتسباته وعن كيان الشعب البحريني ومصيره، نريد أن نسمع المواقف علناً بتصريحات إعلامية توضح لنا مواقف ممثلي شعب البحرين غير المرتهنين لعيسى قاسم ما هو رأيهم ؟ ما هو موقفهم؟
ونريد أن نسمع رأي السلطة القضائية في من ينتهك شرفها وعرضها ليل نهار.