لا يمكن لأحد أن يدرك سحر فلسطين وجاذبيتها كقضية يجتمع فيها الوطني والقومي، الروحي والإنساني، وتتلاقى حولها أجيال وأفكار وعقائد، إلا حين يتفرس في عيون وعقول أكثر من مائة شاب وشابة تقاطروا من المحيط إلى الخليج (كم نسينا أو تناسينا هذا الشعار الجميل) ليتدارسوا في جو قومي جامع واجبهم تجاه القضية الأم، وأين؟ في بيروت التي أطلقوا عليها في إعلانهم الختامي عاصمة الوفاء لفلسطين والمقاومة والقضايا العادلة.
لقد راهن العدو دائماً على سلاح النسيان، فإذا بالحق الفلسطيني يتفجر لا في ذاكرة من عاش النكبة واقتلاعها له من بيته وأرضه قبل 65 عاماً فحسب؛ بل في ذاكرة أبناء وأحفاد وأبناء الأحفاد، وليس بين الفلسطينيين وحدهم بل بين أبناء الأمة بأسرها.
بين المشاركين من أتى من داخل فلسطين؛ من الضفة والقطاع، ليكتشف كم هو مفتعل ذلك الانقسام من فوق، وكم هو موحد شعب فلسطين داخل أرضه وخارجها، بما في ذلك أهل فلسطين المغتصبة عام 48، وقد برزت تلك الوحدة بأبهى تجلياتها يوم شاركوا جميعاً أطفال الصمود مهرجانهم السنوي الرائع في قصر اليونيسكو في بيروت.
شباب مصر جاؤا ليروي أحدهم كيف شارك في تظاهرة نزع العلم الصهيوني من سماء القاهرة، فيما روى آخرون كيف رفعوا علم فلسطين في ميدان التحرير أيام ثورة يناير؛ التي لن تتحقق أهدافها كاملة إلا حين تستعيد مصر دورها في قيادة الأمة نحو فلسطين.
أما شباب تونس فقد أخبروا رفاقهم في الندوة كيف أنه لا تخرج في بلادهم مسيرة حاشدة إلا ويعلو فيها الهتاف المدوي «الشعب يريد تحرير فلسطين»، فيما القادمون من المغرب يعلنون أنهم غادروا بلادهم بعد أن شاركوا، قبل ساعات، في وقفة احتجاجية ضد العدوان الصهيوني على سوريا التي أدرك المشاركون من أبنائها كم هي عزيزة بلادهم على شباب الأمة الذين يتطلعون إلى يوم يرون فيه أرض الرباط قد خرجت من المحنة التي فرضت عليها فأزهقت أرواحاً غالية ودمرت مرافق ومنازل وبنى تحتية ومعالم حضارية طالما اعتز بها السوريون.
من العراق جاء شباب لم يمنعهم جرح بلادهم النازف من التمسك بحق الأمة في فلسطين، مدركين بوعي قومي مميز أن بلادهم تدفع ما دفعته من أجل أبعادها عن معركة المصير الواحد في فلسطين.
أما شباب الجزائر وشاباتها فقد حملوا لفلسطين تجربة ثورتهم العظيمة، والتي كانت مع سوريا، أول من احتضن ثورة فلسطين المعاصرة بعد انطلاقتها في الفاتح من يناير 1965 وقال قادتها يومها: «لن يكتمل استقلال الجزائر إلا بتحرير فلسطين».
شباب الأردن كان يملأهم الاعتزاز بقرار مجلسهم النيابي، بالدعوة إلى طرد السفير الإسرائيلي من بلادهم وهم الذين ما غابوا يوماً عن الاعتصامات المنددة بوجوده.
السودانيون المشاركون أكدوا أن ما تعرضت لهم بلادهم من غارات إسرائيلية، وقبلها أمريكية، إنما كان بسبب تعلق السودانيين بفلسطين وبالقدس وإدراكهم لدور الصهاينة الخطير في التحضير لتقسيم بلادهم منذ عقود.
مشاركة لبنان كانت مميزة لا لأن المشاركين جاءوا من العديد من ألوان الطيف الفكري والسياسي اللبناني فحسب، بل أيضاً لأن ندوة فلسطين وشباب الأمة، على ضيق وقتها، كانت فرصة ليتعرف الشباب المشارك على معلم سياحي مقاوم في مليتا، وعلى معلم تربوي بارز كالجامعة اللبنانية الدولية، وعلى معلم ثقافي مجاور لقلعة الشقيف التاريخية التي شهدت بعض أهم معارك الأمة ضد الغزاة.
أما أوراق الندوة التي أعدها الشباب وناقشوها فقد كشفت عن مستوى عال من الوعي والثقافة وسلامة التوجه، برز جلياً في البيان الختامي للندوة تحت عنوان «إعلان بيروت الشبابي العربي من أجل فلسطين»، والذي يمكن لقادة وتنظيمات أن يسترشدوا به إذا ارتبكوا أو اختلطت عليهم الأمور وادلهمت أمامهم السبل.
نبض فلسطين هم شباب الأمة، ونهضة شباب الأمة تمر بفلسطين، «خطاب خشبي» ربما؛ ولكنه خشب الأبنوس المعطر، بل المرصع، بروح الشباب.
لقد راهن العدو دائماً على سلاح النسيان، فإذا بالحق الفلسطيني يتفجر لا في ذاكرة من عاش النكبة واقتلاعها له من بيته وأرضه قبل 65 عاماً فحسب؛ بل في ذاكرة أبناء وأحفاد وأبناء الأحفاد، وليس بين الفلسطينيين وحدهم بل بين أبناء الأمة بأسرها.
بين المشاركين من أتى من داخل فلسطين؛ من الضفة والقطاع، ليكتشف كم هو مفتعل ذلك الانقسام من فوق، وكم هو موحد شعب فلسطين داخل أرضه وخارجها، بما في ذلك أهل فلسطين المغتصبة عام 48، وقد برزت تلك الوحدة بأبهى تجلياتها يوم شاركوا جميعاً أطفال الصمود مهرجانهم السنوي الرائع في قصر اليونيسكو في بيروت.
شباب مصر جاؤا ليروي أحدهم كيف شارك في تظاهرة نزع العلم الصهيوني من سماء القاهرة، فيما روى آخرون كيف رفعوا علم فلسطين في ميدان التحرير أيام ثورة يناير؛ التي لن تتحقق أهدافها كاملة إلا حين تستعيد مصر دورها في قيادة الأمة نحو فلسطين.
أما شباب تونس فقد أخبروا رفاقهم في الندوة كيف أنه لا تخرج في بلادهم مسيرة حاشدة إلا ويعلو فيها الهتاف المدوي «الشعب يريد تحرير فلسطين»، فيما القادمون من المغرب يعلنون أنهم غادروا بلادهم بعد أن شاركوا، قبل ساعات، في وقفة احتجاجية ضد العدوان الصهيوني على سوريا التي أدرك المشاركون من أبنائها كم هي عزيزة بلادهم على شباب الأمة الذين يتطلعون إلى يوم يرون فيه أرض الرباط قد خرجت من المحنة التي فرضت عليها فأزهقت أرواحاً غالية ودمرت مرافق ومنازل وبنى تحتية ومعالم حضارية طالما اعتز بها السوريون.
من العراق جاء شباب لم يمنعهم جرح بلادهم النازف من التمسك بحق الأمة في فلسطين، مدركين بوعي قومي مميز أن بلادهم تدفع ما دفعته من أجل أبعادها عن معركة المصير الواحد في فلسطين.
أما شباب الجزائر وشاباتها فقد حملوا لفلسطين تجربة ثورتهم العظيمة، والتي كانت مع سوريا، أول من احتضن ثورة فلسطين المعاصرة بعد انطلاقتها في الفاتح من يناير 1965 وقال قادتها يومها: «لن يكتمل استقلال الجزائر إلا بتحرير فلسطين».
شباب الأردن كان يملأهم الاعتزاز بقرار مجلسهم النيابي، بالدعوة إلى طرد السفير الإسرائيلي من بلادهم وهم الذين ما غابوا يوماً عن الاعتصامات المنددة بوجوده.
السودانيون المشاركون أكدوا أن ما تعرضت لهم بلادهم من غارات إسرائيلية، وقبلها أمريكية، إنما كان بسبب تعلق السودانيين بفلسطين وبالقدس وإدراكهم لدور الصهاينة الخطير في التحضير لتقسيم بلادهم منذ عقود.
مشاركة لبنان كانت مميزة لا لأن المشاركين جاءوا من العديد من ألوان الطيف الفكري والسياسي اللبناني فحسب، بل أيضاً لأن ندوة فلسطين وشباب الأمة، على ضيق وقتها، كانت فرصة ليتعرف الشباب المشارك على معلم سياحي مقاوم في مليتا، وعلى معلم تربوي بارز كالجامعة اللبنانية الدولية، وعلى معلم ثقافي مجاور لقلعة الشقيف التاريخية التي شهدت بعض أهم معارك الأمة ضد الغزاة.
أما أوراق الندوة التي أعدها الشباب وناقشوها فقد كشفت عن مستوى عال من الوعي والثقافة وسلامة التوجه، برز جلياً في البيان الختامي للندوة تحت عنوان «إعلان بيروت الشبابي العربي من أجل فلسطين»، والذي يمكن لقادة وتنظيمات أن يسترشدوا به إذا ارتبكوا أو اختلطت عليهم الأمور وادلهمت أمامهم السبل.
نبض فلسطين هم شباب الأمة، ونهضة شباب الأمة تمر بفلسطين، «خطاب خشبي» ربما؛ ولكنه خشب الأبنوس المعطر، بل المرصع، بروح الشباب.