هل يمكن أن تحقق الكلمات البسيطة الصادرة من القلب ما تعجز عن فعله الأفعال الكبيرة والنشاطات الهائلة للإنسان؟ وكيف يمكن ذلك؟
في الواقع دائماً ما أرى الأفكار والنوايا والكلمات ما هي إلا قوة مادية هائلة؛ مثل قوة الرياح والأنهار وحركة الأمواج والرعود والإمطار والأعاصير، هي تملك كل ذلك وربما أكثر من ذلك، إذا كانت خارجة من القلب فإنها تصل إلى أبعد المجرات.
من هنا أرى أن طاقة الدعاء هي واحدة من الطاقات الهائلة التي لم يتعرف عليها أكثر من 99% من البشر، لذلك لا يعرف استخدامها إلا القلة القليلة، لا يعرف سرها إلا من كرّمه الله باكتشاف أسرارها.
وأنا أواصل التعرف على قوة الدعاء والشكر والامتنان، قرأت في صفحة الفيسبوك للداعية الإسلامي الجميل عمرو خالد قصة من قصص، فأرسلت له إعجابي، وبدأت في قراءة القصة التي يقول فيها الأستاذ أو الشيخ عمرو خالد..
قصة حقيقية لرجل بسيط يعمل حارس عمارة في الهرم، إمكاناته المادية محدودة جداً ومعارفه كذلك محدودة مقتصرة على سكان العمارة، وكانت عنده أمنية أن يؤدي العمرة، لكنه مدرك أنها لن تتحقق لأنها تحتاج لأموال..
ذات مرة وفي حديث ودي مع رجل كبير من سكان العمارة، قال له «انته عارف يا بيه أنا أمنيتي في الحياة أن أعمل عمرة، نفسي قبل ما أموت أشوف الكعبة وأزور قبر الرسول، بس دي أمنيتي في الحياة».
فقال له الرجل «إن شاء الله تتحقق»، فقال له «يا بيه كيف تتحقق هذا مستحيل أنا لا أملك شيئاً»، فقال له: «أنت بتدعي ربنا؟»، قال له: «يعني إيه»، قال: «ادعي فالدعاء بيستجاب؟». وقال له بعض الآيات سأذكرها لكم لتشجعكم على هذه الفريضة المنسية من البعض ومنها: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعي إِذَا دَعَانِ).
فتشجع الرجل وقرر أن يدعو، ومرت سنة وهو يدعو ولم يمل، وذات مرة وهو يصلي الجمعة في أحد المساجد وفي أثناء السجود يدعو ويلح بالدعاء فارتفع صوته قليلاً من شدة حرقة الأمل والشوق للعمرة، وهو يردد: «يا رب.. يا رب طلعني عمرة.. يا رب مِنَّ علي بعمرة»، وبعد أن انتهي من الصلاة وجد الرجل الذي كان يصلي بجانبه يسلم عليه ويقول له: «أنت تريد أن تطلع عمرة سمعتك تدعو بذلك في سجودك؟»، فقال له: «يا ريت»، فقال له: «أنا هطلعك عمرة وأحضر لك الفيزا بل سأستضيفك كمان!!».
فقال له الرجل: «هو حضرتك مين؟»، قال له: «أنا القنصل السعودي».
فسبحان الله.. القنصل السعودي يصلي في هذا المسجد، وبجانب هذا الرجل تحديداً ليسمع دعوته المكتوبة في السماء منذ سنة، لأنه لم يكل ولم يمل في الدعاء والإلحاح لرب السماء الذي أتي بالقنصل لهذا المكان ليكون سبباً في الاستجابة لدعاء هذا الرجل، في الوقت الذي يجد فيه كبار الشخصيات صعوبة في التواصل مع القنصل السعودي.
ويختم عمرو خالد قائلاً : فادعوا الله دائماً بخشوع وبإلحاح وتحروا أوقات الإجابة يستجيب الله لكم أمنياتكم.
عن الدعاء اليومي، يا صديقي القارئ، لا تتوقف..
عن الاستغفار الدائم، مثلما تتنفس، لا تكف..
فأنت كما تطلب من الله بصدق وإخلاص وتواضع يعطيك كل ما تريد، وأكثر مما تريد، فقط سبح بحمد لله واشكر نعمه التي لا تعد ولا تحصى، واستغفره كأنك تودع هذا العالم.
{{ article.visit_count }}
في الواقع دائماً ما أرى الأفكار والنوايا والكلمات ما هي إلا قوة مادية هائلة؛ مثل قوة الرياح والأنهار وحركة الأمواج والرعود والإمطار والأعاصير، هي تملك كل ذلك وربما أكثر من ذلك، إذا كانت خارجة من القلب فإنها تصل إلى أبعد المجرات.
من هنا أرى أن طاقة الدعاء هي واحدة من الطاقات الهائلة التي لم يتعرف عليها أكثر من 99% من البشر، لذلك لا يعرف استخدامها إلا القلة القليلة، لا يعرف سرها إلا من كرّمه الله باكتشاف أسرارها.
وأنا أواصل التعرف على قوة الدعاء والشكر والامتنان، قرأت في صفحة الفيسبوك للداعية الإسلامي الجميل عمرو خالد قصة من قصص، فأرسلت له إعجابي، وبدأت في قراءة القصة التي يقول فيها الأستاذ أو الشيخ عمرو خالد..
قصة حقيقية لرجل بسيط يعمل حارس عمارة في الهرم، إمكاناته المادية محدودة جداً ومعارفه كذلك محدودة مقتصرة على سكان العمارة، وكانت عنده أمنية أن يؤدي العمرة، لكنه مدرك أنها لن تتحقق لأنها تحتاج لأموال..
ذات مرة وفي حديث ودي مع رجل كبير من سكان العمارة، قال له «انته عارف يا بيه أنا أمنيتي في الحياة أن أعمل عمرة، نفسي قبل ما أموت أشوف الكعبة وأزور قبر الرسول، بس دي أمنيتي في الحياة».
فقال له الرجل «إن شاء الله تتحقق»، فقال له «يا بيه كيف تتحقق هذا مستحيل أنا لا أملك شيئاً»، فقال له: «أنت بتدعي ربنا؟»، قال له: «يعني إيه»، قال: «ادعي فالدعاء بيستجاب؟». وقال له بعض الآيات سأذكرها لكم لتشجعكم على هذه الفريضة المنسية من البعض ومنها: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعي إِذَا دَعَانِ).
فتشجع الرجل وقرر أن يدعو، ومرت سنة وهو يدعو ولم يمل، وذات مرة وهو يصلي الجمعة في أحد المساجد وفي أثناء السجود يدعو ويلح بالدعاء فارتفع صوته قليلاً من شدة حرقة الأمل والشوق للعمرة، وهو يردد: «يا رب.. يا رب طلعني عمرة.. يا رب مِنَّ علي بعمرة»، وبعد أن انتهي من الصلاة وجد الرجل الذي كان يصلي بجانبه يسلم عليه ويقول له: «أنت تريد أن تطلع عمرة سمعتك تدعو بذلك في سجودك؟»، فقال له: «يا ريت»، فقال له: «أنا هطلعك عمرة وأحضر لك الفيزا بل سأستضيفك كمان!!».
فقال له الرجل: «هو حضرتك مين؟»، قال له: «أنا القنصل السعودي».
فسبحان الله.. القنصل السعودي يصلي في هذا المسجد، وبجانب هذا الرجل تحديداً ليسمع دعوته المكتوبة في السماء منذ سنة، لأنه لم يكل ولم يمل في الدعاء والإلحاح لرب السماء الذي أتي بالقنصل لهذا المكان ليكون سبباً في الاستجابة لدعاء هذا الرجل، في الوقت الذي يجد فيه كبار الشخصيات صعوبة في التواصل مع القنصل السعودي.
ويختم عمرو خالد قائلاً : فادعوا الله دائماً بخشوع وبإلحاح وتحروا أوقات الإجابة يستجيب الله لكم أمنياتكم.
عن الدعاء اليومي، يا صديقي القارئ، لا تتوقف..
عن الاستغفار الدائم، مثلما تتنفس، لا تكف..
فأنت كما تطلب من الله بصدق وإخلاص وتواضع يعطيك كل ما تريد، وأكثر مما تريد، فقط سبح بحمد لله واشكر نعمه التي لا تعد ولا تحصى، واستغفره كأنك تودع هذا العالم.