منذ أكثر من عامين وأمريكا تحاول أن ترسم حلاً لمنطقة الربيع العربي لكن دون جدوى، بل على العكس من ذلك؛ فهي كلما حشرت أنفها في شؤون دولة ما لتثبيت الديمقراطية وجدنا أنها تغرق في وحل الصراعات والتخلف والسقوط.
أكثر من عامين بكثير، وبعد الحادي عشر من سبتمبر، ها نحن نجد أمام أعيننا أن كل الدول التي حاولت أمريكا إخضاعها لإرادتها لم تفلح معها محاولاتها، لأنها مازالت تعتقد بثقافة السيد والعبد.
أخبروني أي دولة عاشت كامل الاستقرار أو حتى ربعه بعد المشيئة الأمريكية في تشكيل مستقبلها؟ العراق؟ أم أفغانستان؟ أم السودان؟ أم مصر وليبيا وتونس وبقية دول الربيع العربي؟
النزاعات والصراعات والكراهية والسقوط المعنوي والأخلاقي والذبح والتناحر وتفتيت البنية التحتية والفوقية وتراكم المديونيات والقائمة تطول، هي محصلة التدخل الأمريكي في الوطن العربي، أما بالنسبة للديمقراطية فإننا حتى هذه اللحظة لم نشم رائحتها!.
ليس لدى أمريكا أعداء وليس لها أصدقاء؛ بل لديها مصالح متناثرة في مجمل الكرة الأرضية وفي الفضاء كذلك، فليس من المستغرب أن تبدي الولايات المتحدة عداوتها لدولة معينة أمام الملأ، وهي تعقد معها أحلى الصفقات في الخفاء تحت عنوان «لا من شاف ولا من دري»، بينما تبدي صداقتها لدول نفطية وفي الخلف تحيك المؤامرات لأجل إسقاطها.
لم نتعلم الدرس، ومازلنا نثق بالأمريكي الذي يستطيع أن يجمع النظام ومعارضيه على طاولة واحدة، لكنه ومن خلال نواياه وأجندته لا يستطيع إلا أن يعمل وفق مصالحه الشخصية.
لا يمكن الثقة بالأمريكي الذي يطلب من النظام أن ينشر الديمقراطية في طول البلاد وعرضها، ويطلب في ذات الوقت بتقليم مخالب المعارضات السياسية، وبهذا المكر السيء يضمن معارضة دون أنياب ودولة دون هيبة أو قانون، وشعوب تسير بلا هوية أو بوصلة، ليتضح مدى بشاعة الدور الأمريكي الملون في عالم غامض يعج بالفساد الدولي.
هذا ليس تحليلاً أو تخريفاً؛ إنه القانون الأمريكي الذي رسمه مهندس السياسة الأمريكية الصهيونية هنري كيسنجر وسار عليه كل رؤساء الامبراطورية العظمى حتى يومنا هذا، لذلك لا يمكن تصديق البشائر الأمريكية بالديمقراطية في دول لم تعد تستطيع صناعة «قلم بنسل»!.
نعم هذه أمريكا التي تستطيع أن تجمع العدو والصديق، وتجمع الأعداء كذلك على طاولة واحدة في سفاراتها المتنفِّذة عبر العالم، لتقول كما قال فرعون لكل الدنيا (أنا ربكم الأعلى)، أما الحرية والديمقراطية فعليها سلام الله.
{{ article.visit_count }}
أكثر من عامين بكثير، وبعد الحادي عشر من سبتمبر، ها نحن نجد أمام أعيننا أن كل الدول التي حاولت أمريكا إخضاعها لإرادتها لم تفلح معها محاولاتها، لأنها مازالت تعتقد بثقافة السيد والعبد.
أخبروني أي دولة عاشت كامل الاستقرار أو حتى ربعه بعد المشيئة الأمريكية في تشكيل مستقبلها؟ العراق؟ أم أفغانستان؟ أم السودان؟ أم مصر وليبيا وتونس وبقية دول الربيع العربي؟
النزاعات والصراعات والكراهية والسقوط المعنوي والأخلاقي والذبح والتناحر وتفتيت البنية التحتية والفوقية وتراكم المديونيات والقائمة تطول، هي محصلة التدخل الأمريكي في الوطن العربي، أما بالنسبة للديمقراطية فإننا حتى هذه اللحظة لم نشم رائحتها!.
ليس لدى أمريكا أعداء وليس لها أصدقاء؛ بل لديها مصالح متناثرة في مجمل الكرة الأرضية وفي الفضاء كذلك، فليس من المستغرب أن تبدي الولايات المتحدة عداوتها لدولة معينة أمام الملأ، وهي تعقد معها أحلى الصفقات في الخفاء تحت عنوان «لا من شاف ولا من دري»، بينما تبدي صداقتها لدول نفطية وفي الخلف تحيك المؤامرات لأجل إسقاطها.
لم نتعلم الدرس، ومازلنا نثق بالأمريكي الذي يستطيع أن يجمع النظام ومعارضيه على طاولة واحدة، لكنه ومن خلال نواياه وأجندته لا يستطيع إلا أن يعمل وفق مصالحه الشخصية.
لا يمكن الثقة بالأمريكي الذي يطلب من النظام أن ينشر الديمقراطية في طول البلاد وعرضها، ويطلب في ذات الوقت بتقليم مخالب المعارضات السياسية، وبهذا المكر السيء يضمن معارضة دون أنياب ودولة دون هيبة أو قانون، وشعوب تسير بلا هوية أو بوصلة، ليتضح مدى بشاعة الدور الأمريكي الملون في عالم غامض يعج بالفساد الدولي.
هذا ليس تحليلاً أو تخريفاً؛ إنه القانون الأمريكي الذي رسمه مهندس السياسة الأمريكية الصهيونية هنري كيسنجر وسار عليه كل رؤساء الامبراطورية العظمى حتى يومنا هذا، لذلك لا يمكن تصديق البشائر الأمريكية بالديمقراطية في دول لم تعد تستطيع صناعة «قلم بنسل»!.
نعم هذه أمريكا التي تستطيع أن تجمع العدو والصديق، وتجمع الأعداء كذلك على طاولة واحدة في سفاراتها المتنفِّذة عبر العالم، لتقول كما قال فرعون لكل الدنيا (أنا ربكم الأعلى)، أما الحرية والديمقراطية فعليها سلام الله.