من بعد كل ما تعرضت له البحرين من أزمة، وكل ما مررنا به من تجاذبات سياسية وتقلبات، بعد كل ذلك هناك ربما سؤال كبير أحسبه يشغل أهل البحرين، أين هو المقياس الوطني وسط كل هذه المتاجرات والاستعراضات والكذب الذي نسمعه كل يوم؟
هل المتاجرة بأرواح الشباب فيها شيء من الوطنية؟
هل ما تفعله «الوفاق» من الضغط على أسر من يقتلون بالأحداث لاستغلال الحدث سياسياً لمصلحتهم، فيها شيء من الوطنية؟
لماذا لا يصاب أحد من أبناء الصف الأول في «الوفاق» في الأحداث؟
أنتم تزجون بأبناء الناس من بعد غسيل المخ وتجعلونهم وقوداً لما تريدون المتاجرة به من كذب، هل هذا فيه شيء من الإنسانية والوطنية؟
قبل أن أسترسل في الفكرة، أتوقف عند تصريحات تمثل «الوفاق» والجمعيات الصغار، التي لا حول لها ولا قوة ولا رأي ولا إرادة، فقد قالوا أمس إنهم «مصرون على أن يوجد ممثل لجلالة الملك في الحوار»، وقالوا «لماذا يتدخل وزير الديوان في الحوار؟».
أنا أسأل هؤلاء.. هل أنتم عقلاء؟
تطالبون بممثل لجلالة الملك، وحين يتحدث وزير الديوان تقولون «لماذا يتدخل في الحوار؟».
أليس وزير الديوان يصرح من واقع منصبه؟
تريدون ممثلاً لجلالة الملك، وإن يتحدث وزير الديوان، تقولون «لماذا يتدخل في الحوار؟».
ألم أقل لكم إنها سفسطة كلام، وعرقلة للحوار، وجر الحوار إلى مكان آخر، حتى يبرروا انسحابهم إذا ما حدث.
كل هذا يجعلنا نقول إن من يحب البحرين يجب أن يعمل من أجل البحرين، لإخراجها من الأزمة، هذه هي الوطنية، وهذا هو المقياس، لا نريد من الجمعيات الست أن تسبح بحمد الدولة، إنما نريد أناساً يتكلمون بمنطق وإحساس وبعد وطني حقيقي، يغلب المصلحة العامة، فالجمعيات الست تعلم أنها لا تملك كل الشارع، وأن هناك شارعاً كبيراً آخر، فلا يحق لهم ولا لعيسى قاسم، الحديث باسم الشعب، فليتحدثوا باسم من يمثلون، عندها سنحترمهم.
هل مقياس الوطنية مثلاً، ألا يقيم أي تجار ومقاولين من فئة معينة أية مشاريع تنموية أو صحية أو إنسانية لأهل البحرين جميعاً؟
هل شاهدتم تجاراً أو مقاولين من فئة معينة، أقامت مشاريع مثلما يقيم تجار ومقاولون آخرون؟
أين هي الوطنية، وثروة هؤلاء من خير البلد ومن مناقصاتها التي كانت ومازالت تذهب لأناس عليهم علامات استفهام؟
أين الوطنية من هذا؟
هل شاهدتم تجاراً بعينهم يرسلون طلاباً بحرينيين للدراسة من أهل البحرين وبعيداً عن دائرتهم الضيقة؟
أين الوطنية من هذا؟
هؤلاء أكثر أناس يرفعون صوتهم وينادون بالوطنية وهي منهم براء، لكن لماذا لم تقيموا مراكز صحية للمواطنين، لماذا لم تقيموا معاهد تعليمية لكل المواطنين؟
أشعرونا أنكم تحبون البحرين وأهلها جميعاً ولو لمرة واحدة.
هل الخروج للطائفة وللعمائم في أول أحداث البحرين في 2011 فيه شيء من الوطنية، أليس هذا خروجاً طائفياً وتقسيماً للبلد؟
من غدر بنا وطعننا في الظهر، الآن يقول لنا نريد أن نعالج «الشرخ».. اسمحوا لنا ليس شرخاً إنما أخاديد، ولن نجبر الناس ونقول لهم تعالوا لتصبحوا سذجاً لنعالج الأخدود على حسابكم أنتم.
مقياس الوطنية حين تعين الدولة وزيراً ما في وزارة ما، ويقوم هذا الوزير بتحويل التوظيف والمناقصات والشراء وكل التعاملات إلى فئة واحدة، هل هذا من الوطنية في شيء؟
من الذي يخترع الطائفية؟
جزء من أزمة البحرين أن الدولة تستعين بوزراء على شاكلة من أسلفنا، وتعينهم وتدورهم، حتى وصلنا في 2011 إلى الإضراب والعصيان، بعدما أصبح 90% من الوزارات بلون واحد، رغم كل ذلك تسمع بكائيات التوظيف، وبكائيات المظلومية، هذه المعزوفات لن تنتهي أبداً حتى يأخذوا كل شيء.
ضيعتنا الدولة بهذه السياسات، ضيعتنا الدولة حين تعطي المناقصات المليونية لمن يعمل ضد البحرين، وحين يقابل قادة البلد يصبح وكأنه حمل وديع.
جزء من أزمتنا هو أن الدولة تعطي كل المميزات لمن لا يضع أمواله في البلد، ولا يعمل على تنمية الإنسان البحريني، سواء كان في المدينة أو القرية، فمثلاً أسرة كريمة مثل أسرة «كانو» تقيم مشاريعها في المدن والقرى دون تمييز، هذا هو المقياس الوطني، هؤلاء تشعر أنهم يحبون البلد، ومثلهم كثر، ولله الحمد من التجار الوطنيين.
أين الوطنية من تدخلات إيران في البحرين، لماذا تبلعون لسانكم؟
ألستم مواطنين بحرينيين؟
لو أن حادث البانوش الذي اعتدت عليه إيران حدث لبانوش آخر في المياه السعودية، لقامت الدنيا ولم تقعد، كل ذلك لأبعاد طائفية وليست وطنية، كل ما يتعلق بإيران تجدهم يصمتون عنه ولا يتكلمون بلسان وطني، وللأسف الشديد هذا أيضاً ما حدث لدى الجمعيات الست على طاولة الحوار، حين تعلق الأمر ببيان لإدانة تدخلات إيران، بالله عليكم هل أنتم مواطنون بحرينيون؟
والله لو أنكم في دولة غير البحرين، مهما بلغت من الديمقراطية، لشنع بكم، وفعلت بكم الأفاعيل، لكن هذه الدولة تسكت عن كل شيء.
كل أفعالهم لمصلحة فئة واحدة، وضد شارع كبير، وضد شرعية البلد، ثم يتحدثون باسم الوطنية، إنها آلة الكذب والدجل من غير حياء، ويمارسها أكبرهم من فوق المنبر، إلى أصغرهم في الشارع.
رذاذ
لماذا يعاني أهالي منطقة الحد من تأخر إقامة مسجد في منطقتهم، بعد مرور عامين تقريباً على دفع رجل محسن مبلغ بناء مسجد «عروة بن الزبير»؟ الأهالي يناشدون الأوقاف السنية سرعة إقامة المسجد لحاجة المنطقة إليه، نتمنى أن تستجيب الأوقاف لمطالب الأهالي، فقد طالت المدة كثيراً.
** أكثر شيء مضحك في موضوع من صرحت للصحف الإسرائيلية هو أنها تتحدث عن «هولوكوست ضد الشيعة»، لكن السؤال: من يعاني من «هولوكوست» يركب «جيب بورش» آخر موديل، ويسكن في «درة البحرين»، كل هذا «هولوكوست»؟؟
أعطونا «هولوكوست» يا جماعة..!
حقيقة لا أعرف «هولوكوست»، لكن أعرف «البوتكس».. وأعرف تكبير الأشياء وتصغيرها، وتنفيخها..!!
لا غرابة حين تجدونهم في الصحافة الصهيونية، إنها المكان الطبيعي لهم، التقاء الصفوية بالصهيونية، غداً سيقولون لك نصر الله يحارب إسرائيل، الظاهر عنده «هولوكوست» مثل صاحبتنا..!!