يحكى أن هناك إخوانا أرادا إحضار شغالة، وكلاً منهما يسكن في شقة منفصلة عن الآخر، الأول يسكن مدينة عيسى والآخر في سلماباد، اتفق الأخوان ولضعف حالتهم المادية على جلب شغالة فلبينية متنقلة، والراتب «شوية من هذا وشوية من ذاك وشوية من تحويشة العمر».
بدأت الشغالة العمل أسبوعاً في مدينة عيسى وأسبوعاً في سلماباد، ولكن الفقير وكما يقول المثل الشعبي «محسود على موتة الجمعة» صدفة وبدون مقدمات والشغالة تجهد في العمل بين شقتين والتنقل بين عائلتين، وبعد أن ارتاح الأخوان لواقع الشراكة بالشغالة، و»حطوا ريل على ريل» جاءهم «جهينة بالخبر اليقين» الخبر الذي لا يسر الحال!.
في إحدى الأمسيات وبعد يوم من العراك والدعك والتنظيف ذهبت الشغالة لتنام في فراشها، الذي تشارك فيه بنات العائلة في نفس الغرفة ولكنها كانت الرقدة الأخيرة، فعندما أعلن ديك الجيران بزوغ الفجر وتنفضت العائلة تبحث عن الساعة «الشغالة» التي توقظها لأن موعد الصغار حان للذهاب إلى المدرسة وإذا لا حس ولا خبر، بحثوا عن الشغالة فوجدوها لا تعمل وتوقفت عن الدوران في البيت، فلا عقارب ولا جرس ولا روح ولا نفس، ما الذي حصل انقلب البيت على أهله من روعة المشهد، الشغالة قلبها تعطل يعني ماتت بصريح العبارة.
اتصل الوالد بوزارة الصحة وحضر المسؤولون عن التشريح وكانت النتيجة الموتة طبيعية، تنفس الأهل الصعداء فلن تكون هناك قضية ولا جريمة قتل، لكن الدفان وين راح يكون؟ اتصل الأخوان بالسفارة التي «كفختهم» على رأسهم بخبر مرعب «طلب نقل الجثة في تابوت إلى الفلبين لأن زوجها طالع فيها ويريد دفنها في مقبرة قريبة من سكنه ويطل عليها في الطالع والنازل، لذلك يستوجب على الأخوين شحن الجثة في إحدى الرحلات المغادرة إلى الفلبين وبأسرع وقت».
لكن كم كلفة ترحيل الجثة في الطائرة كان هو السؤال المهم الذي يدور في الشقتين المنكوبتين؟ والجواب كان أن كلفة شحن التابوت يكلف ثلاثة آلاف دينار، نزل الخبر على العائلتين كالصاعقة، وكاد أن يلحق الأخوان بالشغالة وبالضربة «القاضية الفنية» من الجولة الأولى، لكن وبعد أن تدخل العقلاء وأصحاب الخبرة والمشورة من أهل البحرين الطيبين، اهتدى الأخوان إلى الكنيسة في البحرين لأخذ رأيها في الموضوع، والبحث عن الحل الأقل كلفة، فإذا كنا لم نستطع إحضارها لأنها تكلف 800 دينار واقتسمنا مرتبها وكلفتها على اثنين وإحضارها «حية تلبط « فمن أين لنا دفع 3 آلاف لشحنها ميتة؟.
جاءهم الجواب من الكنيسة أنه يوجد عندنا مساحة من الأرض لدفن الأموات وبسعرين مختلفين، فإذا كنتم تودون إراحتها وأن تنام طيبة الخاطر ومرتاحة في قبرها «متمددة» ولا أحد يضايقها، فإن السعر النهائي يكون 500 دينار، وإذا كنتم تودونها أن تدفن وهي غير مرتاحة وبشكل عمودي يعني الدفان «وقوفاً» يكون سعرها 250 ديناراً.
قرر الأخوان القبول بالدفان وهي غير مرتاحة، وأن تدفن واقفة ويدفعون 250 ديناراً ويتغصبون على المبلغ بعد أن قدموا على قرض من إحدى البنوك، وقسموا ما تبقى من القرض مابين دفان السابقة واقفة وإحضار اللاحقة في أسرع وقت.
هذه القصة ليست من حكايات ألف ليلة وليلة، وليست من أفلام الخيال العلمي وسوالف « درب الزلق»، لكنها حال البحرينيين الذين يشتركون في شغالة، و»صج» لي قالوا «شر البلية ما يضحك».
بدأت الشغالة العمل أسبوعاً في مدينة عيسى وأسبوعاً في سلماباد، ولكن الفقير وكما يقول المثل الشعبي «محسود على موتة الجمعة» صدفة وبدون مقدمات والشغالة تجهد في العمل بين شقتين والتنقل بين عائلتين، وبعد أن ارتاح الأخوان لواقع الشراكة بالشغالة، و»حطوا ريل على ريل» جاءهم «جهينة بالخبر اليقين» الخبر الذي لا يسر الحال!.
في إحدى الأمسيات وبعد يوم من العراك والدعك والتنظيف ذهبت الشغالة لتنام في فراشها، الذي تشارك فيه بنات العائلة في نفس الغرفة ولكنها كانت الرقدة الأخيرة، فعندما أعلن ديك الجيران بزوغ الفجر وتنفضت العائلة تبحث عن الساعة «الشغالة» التي توقظها لأن موعد الصغار حان للذهاب إلى المدرسة وإذا لا حس ولا خبر، بحثوا عن الشغالة فوجدوها لا تعمل وتوقفت عن الدوران في البيت، فلا عقارب ولا جرس ولا روح ولا نفس، ما الذي حصل انقلب البيت على أهله من روعة المشهد، الشغالة قلبها تعطل يعني ماتت بصريح العبارة.
اتصل الوالد بوزارة الصحة وحضر المسؤولون عن التشريح وكانت النتيجة الموتة طبيعية، تنفس الأهل الصعداء فلن تكون هناك قضية ولا جريمة قتل، لكن الدفان وين راح يكون؟ اتصل الأخوان بالسفارة التي «كفختهم» على رأسهم بخبر مرعب «طلب نقل الجثة في تابوت إلى الفلبين لأن زوجها طالع فيها ويريد دفنها في مقبرة قريبة من سكنه ويطل عليها في الطالع والنازل، لذلك يستوجب على الأخوين شحن الجثة في إحدى الرحلات المغادرة إلى الفلبين وبأسرع وقت».
لكن كم كلفة ترحيل الجثة في الطائرة كان هو السؤال المهم الذي يدور في الشقتين المنكوبتين؟ والجواب كان أن كلفة شحن التابوت يكلف ثلاثة آلاف دينار، نزل الخبر على العائلتين كالصاعقة، وكاد أن يلحق الأخوان بالشغالة وبالضربة «القاضية الفنية» من الجولة الأولى، لكن وبعد أن تدخل العقلاء وأصحاب الخبرة والمشورة من أهل البحرين الطيبين، اهتدى الأخوان إلى الكنيسة في البحرين لأخذ رأيها في الموضوع، والبحث عن الحل الأقل كلفة، فإذا كنا لم نستطع إحضارها لأنها تكلف 800 دينار واقتسمنا مرتبها وكلفتها على اثنين وإحضارها «حية تلبط « فمن أين لنا دفع 3 آلاف لشحنها ميتة؟.
جاءهم الجواب من الكنيسة أنه يوجد عندنا مساحة من الأرض لدفن الأموات وبسعرين مختلفين، فإذا كنتم تودون إراحتها وأن تنام طيبة الخاطر ومرتاحة في قبرها «متمددة» ولا أحد يضايقها، فإن السعر النهائي يكون 500 دينار، وإذا كنتم تودونها أن تدفن وهي غير مرتاحة وبشكل عمودي يعني الدفان «وقوفاً» يكون سعرها 250 ديناراً.
قرر الأخوان القبول بالدفان وهي غير مرتاحة، وأن تدفن واقفة ويدفعون 250 ديناراً ويتغصبون على المبلغ بعد أن قدموا على قرض من إحدى البنوك، وقسموا ما تبقى من القرض مابين دفان السابقة واقفة وإحضار اللاحقة في أسرع وقت.
هذه القصة ليست من حكايات ألف ليلة وليلة، وليست من أفلام الخيال العلمي وسوالف « درب الزلق»، لكنها حال البحرينيين الذين يشتركون في شغالة، و»صج» لي قالوا «شر البلية ما يضحك».